مديرية رازح الإستراتيجية إحدى أكبر مديريات محافظة صعدة الواقعة أقصى شمال اليمن المحاددة لأراضي المملكة العربية السعودية، والتي تتواجد فيها أكبر جبهات القتال على الشريط الحدودي. في هذه الجبهة حققت قوات الجيش الوطني انتصارات كبيرة باستعادة جبال استراتيجية مهمة ومناطق حاكمة كانت تتمركز فيها مليشيات الحوثي الإيرانية، وأخرى تسيطر عليها ناريا. في مطلع شهر مارس الجاري انطلقت عملية عسكرية لقوات الجيش الوطني بإسناد جوي من مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية، ضد المليشيات الإجرامية في مديرية رازح غرب صعدة. وخلال العملية العسكرية تمكنت وحدات من اللواء السابع حرس حدود الذي يقوده قائد محور رازح العميد بشير الشرعبي وبمشاركة وحدات أخرى من لوائي السادس والواجب من تحرير منطقة مسن القد الإستراتيجية بجبهة رازح. وأجبرت قوات الجيش الوطني المليشيات على التراجع والفرار باتجاه المناطق الأخرى، لتواصل تقدماتها الميدانية وتضييق الخناق على الانقلابيين المتواجدين في قرى شعبان وغُمار ومعتق العتم، وإحكام السيطرة النارية على القرى ذاتها، بالإضافة إلى السيطرة النارية على سوار بني معين وجبل الأذناب بالمديرية ذاتها. وقال قائد اللواء السابع حرس حدود العميد بشير الشرعبي، نحن لا يهمنا تحرير رازح بل تحرير صعدة المعقل الرئيسي للمليشيات والحاضنة للإرهابيين الذين يخدمون إيران والأهم من ذلك تحرير اليمن بشكل كامل من هذه العصابة الإجرامية التي دمرت كل ما هو جميل في اليمن. وأضاف الشرعبي ان عملية التحرير اقتربت والخلاص من همجية هذه العصابات التي دمرت كل ماهو جميل في اليمن وإنهاء حربها العبثية الذي تمارسه ضد الإنسان بقتله وتجوعيه وتشريده وقصف منازل المواطنين وتفجير منازل كل من يعارضها باستخدام الديناميت، أو اعتقالهم وتعذبيهم حتى الموت، وارتكاب جرائم بشعة بحق الإنسان اليمني. ورغم الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها المليشيات بكثافة في المنطقة، إلى أن الجيش الوطني تمكن من تحرير تباب وقرى القد المكتظة بالألغام، والتي حولتها المليشيات لثكنات عسكرية لتتحصن في منازل المواطنين الذين هجرتهم قبل عام ونيف. وتخوض قوات الجيش الوطني معارك طاحنة ضد المليشيات الإجرامية، وسط تقدمات ميدانية تحرزها باتجاه مركز المديرية، الذي يبعد عن خط المواجهات بأقل من ثلاثة كيلو متر، حيث أصبح الجيش يقترب من تحرير مركز مديرية رازح. ووسع الجيش الوطني بمساندة من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية وسع نطاقه الجغرافي والعسكري في سلاسل جبال رازح ابتداءً بتحرير جبل الأزهور الإستراتيجي الذي حررته قوات الجيش الوطني مطلع شهر نوفمبر من العام المنصرم وصولا إلى أولى قرى بني معين وآل علي، وتعد هذه السلاسل الجبلية هما البوابة الرئيسية لتحرير رازح المديرية الأقرب إلى مدينة صعدة ومعقل زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي. يأتي ذلك بعد حسم معركة الأزهور وتطهيرها من الانقلابيين، والذي من خلالها تسهلت العملية العسكرية للجيش الوطني في مواصلة تقدماته الميدانية نحو مركز المحافظة. يقول قائد الكتيبة الأولى في اللواء السابع حرس حدود الرائد عبدالعزيز الدبعي لن يهدأ لنا بال ولن نتراجع خطوة واحدة للخلف وسنكمل مشوارنا الذي جئنا من أجله وهو "نصر الوطن وتحريره والخلاص من إجرام المليشيات الذي تمارسه ضد المواطن اليمني". ويضيف: لن نترك قضيتنا الوطنية ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا والأجيال القادمة بأيدي هذه العصابات الإرهابية التي عبثت بالوطن وتعبث به من أجل مصالحها الخاصة مع إيران وتنفيذ أجندتها الخارجية مع أطراف أخرى وإرضاء لهم تشن حرب مدمرة ضد اليمن. في السياق نزع الفريق الهندسي لنزع الألغام أكثر من 340 عبوة ناسفة ولغما أرضيا زرعتها المليشيات في منازل المواطنين وجوارها وفي المزارع والطرقات العامة والأودية، هذه المتفجرات المحرمة دوليا لا يقتصر استهدافها للجيش الوطني فقط، بل لسكان المنطقة أيضا، عند عودتهم إلى مساكنهم، والذين شردتهم المليشيات من مساكنهم، نتيجة رفضهم لتواجدها في مناطقهم وممارساتها الإجرامية بحقهم وفرض إتاوات عليهم كذلك رفض المواطنين تجنيد أطفالهم والزج بهم إلى القتال لصالح تلك الجماعات الإرهابية. وتعمل الفرق الهندسية لنزع الألغام، على البحث عن الغام ومتفجرات المليشيات التي تحاول من خلالها إعاقة تقدمات قوات الجيش، والتي لا تزال المئات منها مزروعة في الجبال والقرى والطرقات والوديان والمزارع وفي مساكن المواطنين. قوات الجيش الوطني لم تخوض المعركة بمفردها، بل تساندها في ذلك مقاتلات الجو التابعة لقوات التحالف العربي من خلال قصفها المكثف والمستمر بشكل شبه يومي على مواقع وتحصينات وتجمعات المليشيات، وغارات أخرى تستهدف تعزيزاتهم. وشكر العميد الشرعبي قوات التحالف العربي المساندة للشرعية للدور الجبار الذي تقوم به مقاتلات الجو بقصفها الجوي على المليشيات الحوثية وتلقينهم دروسا كبيرة. كما وجه شكره إلى رئيس الجمهورية اليمنية المشير الركن عبدربه منصور هادي وملك المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الملك محمد بن سلمان وأمير إمارة جازان وقائد القوات المشتركة للتحالف العربي الأمير فهد بن تركي لوقوفهم بجانب الشعب اليمني وما يبذلونه من جهد لمناصر اليمن والخلاص من هذه العصابات الدموية. ومنذ شهر نوفمبر من العام المنصرم وحتى اللحظة حصدت المعارك والغارات الجوية ما يقارب من 247 قتيلا من عناصر المليشيات، بينهم أكثر من 25 طفلا قتلوا في هذه المعركة زجت بهم المليشيات إلى جبهات القتال، كما أصيب ما يزيد عن 323 مليشاويا بجروح متفاوته من ضمنهم عشرات الأطفال والعديد من القيادات الميدانية، ناهيك عن المفقودين والذين أصبحت جثثهم أشلاء متناثرة بين الصخور جراء القصف الصاروخي لمقاتلات الجو، كما جرى أسر سبع جثث من عناصر المليشيات، لقوا حتفهم جراء المعارك مع قوات الجيش الوطني، أحدهم قيادي ميداني. في غضون ذلك دمرت مقاتلات التحالف العربي قرابة 6 أطقم عسكرية وعيارات ثقيلة منها عيارين 23 نوع روسي وعيار 14 ونصف وقاعدتين إطلاق صواريخ كاتيوشا، إضافة إلى تدمير خمسة مدافع هاون، واحراق مخزنين إثنين للأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، في وقت دمرت فيه مدفعية الجيش الوطني نحو 9 مدافع هاون للمليشيات. واستعادت قوات الجيش الوطني عيار 23 ومدفع مباشر بي عشرة و 13 معدل شيكي وستة صواريخ حرارية، إضافة إلى أكثر من 42 قطعة سلاح خفيف "بندقية"، وكمية كبيرة من الذخائر المتنوعة والقنابل اليدوية. تعد مديرية رازح أهم المديريات التي يتوجب تحريرها، كونها المفتاح الرئيسي لإقتحام مدينة المحافظة وتحريرها من المليشيات، بالإضافة إلى تواجد خط دولي يمتد من رازح إلى مديرية ميدي الساحلية التابعة لمحافظة حجة والذي يربط ما بين اليمن والمملكة العربية السعودية.