هي شراكة ضخمة وستكون ذات تأثير كبير تلك التي عقدتها مؤخراً منظمة اليونسكو ومؤسسة "تريبادفايزر" عملاق تنظيم الأسفار عبر الإنترنت، من أجل إثراء المعرفة بالتراث العالمي الثقافي والطبيعي، عبر حشد جهود المسافرين والسياح لمساندة صون مواقع التراث الثقافي والطبيعي المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وفور الاتفاق على هذه الشراكة تعهد مؤسس "تريبادفايزر" ومديرها التنفيذي، ستيفن كاوفر، بمنح مركز اليونسكو للتراث العالمي مبلغ 1.5 مليون دولار، دعما للمنظمة خلال العامين القادمين، وستوظف هذه الهبة لمساعدة مركز التراث العالمي على الاضطلاع بالمهمة الكبيرة المتمثلة في رصد حالة صون 890 موقعا طبيعيا وثقافيا مدرجا على قائمة التراث العالمي، خصوصا أن هذا المركز يقدم الدعم التقني والإداري إلى الدول التي صدقت على اتفاقية التراث العالمي المبرمة في عام 1972، ليمكّن هذه الدول من نقل أحكام الاتفاقية إلى حيز العمل. وقال مدير مركز التراث العالمي في اليونسكو فرانشيسكو بندارين: "نظرا لحالة التواصل الممتازة التي تحرص عليها "تريبادفايزر" مع أعضاء جماعتها، نستطيع معا أن ننهض بالوعي لأهمية التراث العالمي، وأن نتلقى إفادة الأعضاء عن حالة المواقع. وهذا سيساعدنا بكل تأكيد على الإعلان عن قضايا مواقع التراث وتوفير معلومات مفيدة عن أوجه انخراط المهتمين بالتراث العالمي من بين المسافرين، في العمل لصالح مواقع التراث والجماعات المحيطة بها، ولذا فنحن نتطلع إلى الشراكة مع "تريبادفايزر" في هذه المبادرة". أما مؤسس "تريبادفايزر" ومديرها التنفيذي ستيفن كاوفر فأكد على "أننا نناشد أكبر جماعة مسافرين في العالم أن تساعدنا في صون المواقع المنتشرة في العالم التي نحبها نحن جميعا. ففي سبيل دعم مركز اليونسكو للتراث العالمي، لن يقتصر عملنا على توفير المنح والهبات، بل سيشتمل على تقديم كل ما يتوافر عند ملايين السياح الذين يسافرون عن طريق مؤسستنا من المعرفة والفطنة والدعم السخي. فنحن متشوّقون إلى تكوين وعي عالمي لأهمية مواقع التراث العالمي، وأهمية السياحة الدائمة المسؤولة". يذكر أن اتفاق الشراكة لمدة عامين ينص على أن تسهم "تريبادفايزر" في التوعية بمواقع التراث العالمي وأهمية صونها بين ال25 مليون زائر الذين يستخدمون موقعها على الويب كل شهر ليجدوا معلومات عن السفر ويتقاسموها. وستساعد تعليقات المسافرين التي يدلون بها على هذا الخط بشأن مواقع التراث العالمي، اليونسكو على تتبع حالة هذه المواقع عن كثب، وتزويد القائمين على إدارة المواقع ومعهم الجماعات المحلية بالإفادات القيمة من جانب زائريها. فهذه الشراكة تشكل فرصة للجمع والتواصل بين أكبر جماعة في العالم من المسافرين عن طريق الإنترنت والجماعات القاطنة حول مواقع التراث العالمي، القائمة على حمايتها. يذكر أن اليونسكو أعلنت في 2008 مدائن صالح ضمن قائمة التراث العالمي لتصبح أول موقع سعودي يضاف للقائمة.