قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون إن الدرع الصاروخي "ليس موجهًا ضد روسيا، ولكنه يدافع عن الشعب البولندي، وكل أوروبا في وجه التهديدات الصاروخية، وبصفة خاصة من إيران". ويستبعد المراقبون اندلاع نزاع مسلح بين إيرانوالولاياتالمتحدة، مرجعين ذلك إلى تلاقي مصالح البلدين على أكثر من مستوى خاصة في العراق وأفغانستان. جاء ذلك في أعقاب توقيع بولندا والولاياتالمتحدة، اليوم السبت، اتفاقًا لبناء درع للدفاع الصاروخي بعد تعديله على الرغم من الاعتراضات الروسية. وشهدت كلينتون توقيع الاتفاقية التي تسمح للدولتين بتنفيذ خطط وضع معدات اعتراض صواريخ أمريكية على الأراضي البولندية للدفاع ضد تهديدات محتملة من جانب إيران ودول أخرى. وقالت كلينتون للصحفيين، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، إن "الولاياتالمتحدة ملتزمة بشدة بأمن وسيادة بولندا... واليوم بتوقيع التعديل على اتفاقية الدفاع الصاروخي نقوي هذا الالتزام". وسعت كلينتون إلى معالجة الاعتراضات الروسية على الخطة، التي تعتبرها موسكو خطرًا على ردعها النووي، وقالت "هذا نظام دفاعي تمامًا. ليس موجهًا إلى روسيا، إنه نظام دفاعي لحماية أصدقائنا وحلفائنا وقواتنا المنتشرة". وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قرر، العام الماضي، إلغاء خطة ترجع إلى عهد سلفه جورج بوش تقضي بنشر نظام دفاعي ضد الصواريخ طويلة المدى في بولندا وجمهورية التشيك واستبدلها باستخدام معدات اعتراض صغيرة في البحر وعلى البر. اعتراضات روسية: وفي وقتٍ سابق، أكد دميتري روغوزين مندوب روسيا الدائم لدى منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن "هناك دولتان اثنتان فقط هما روسياوالولاياتالمتحدة تملكان تكنولوجيات تضمن اعتراض الصواريخ البالستية". وأشار روغوزين إلى أن هذا الأمر هو أحد أسباب رغبة بعض الدول الأوروبية في الانضمام إلى منظومة الدفاع الصاروخي التي تخطط الولاياتالمتحدة لنشرها في أوروبا. وأكد أن روسيا ستواصل إصرارها على سحب الأسلحة التكتيكية الأمريكية من أوروبا، ونفى في الوقت نفسه وجود ربط بين هذه المسألة وموضوع نقل الأسلحة التكتيكية الروسية من الحدود مع الدول الأوروبية إلى داخل البلاد.