نظّم نادي مكة الثقافي الأدبي ، بالتعاون مع الهيئة العامة للثقافة ،حواراً بعنوان (المطوفة .. في خدمة ضيوف الرحمن)، وذلك مساء الأربعاء 25/12/1439ه.. بدأ اللقاء بكلمة لرئيس النادي الأستاذ الدكتور حامد بن صالح الربيعي ، رحب فيها بالحاضرين في ليلة متميّزة بفرسانها وحضورها .. وأشار إلى أن نادي مكة الثقافي الأدبي خصص نصيباً من أنشطته وفعالياته لثقافة مكة وتاريخها ومفردات حياتها الاجتماعية ، ولأن ( الطوافة ) فعالية من أهم هذه الجوانب ، فقد استهل النادي نشاطاته لموسم العام الجديد بالحديث عن دور المطوفة في خدمة ضيوف الرحمن ، بعد أن حققت إنجازات تتسامى مع الطموحات ، في عهد ميمون أعطى للمرأة أدواراً كثيرة ، كانت بها جديرة . الحوار : ثم بدأ الحوار بمقدمة لمديرته الدكتورة وفاء مندر ، عبّرت فيها عن اعتزازها بالشرف الذي يطوق عنق أبناء وبنات مكةالمكرمة بمهنة الطوافة ، وأشارت إلى انتقال مهنة الطوافة من الفردية التقليدية إلى الاحترافية المؤسساتية وزاد الاهتمام بدور المرأة في إطار مشاركتها كمواطنة فاعلة في رؤية المملكة 2030 في إطار من أهم القطاعات وأشرفها وهو خدمة ضيوف الرحمن .. وكان الحديث بعدها لفرسان الحوار حيث تناولت المطوفة الأستاذة فاتن محمد حسين ، دور المرأة المطوفة قديماً وحديثاًُ في خدمة ضيوف الرحمن مؤكدة أن الطوافة من أشرف المهن التي اختصت بها مكةالمكرمة ، وحظي بها أبناؤها .. وأشارت إلى رحلة سيدنا إبراهيم والسيدة هاجر إلى مكةالمكرمة لتكون أول من استقبل ضيوف الرحمن وضيافتهم ، واستعرضت المراحل التي مرّت بها الطوافة ، موضحة أن المرأة كانت في جميع هذه المراحل معيناً للرجل ، ومستكملة لدوره ، فكان من أدوارها إعداد الطعام ، ورعاية أولاد الحجاج ، وضيافتهم وفك الإحرام وغيرها من وظائف مهمة وهادفة .. ومع ظهور مؤسسات الطوافة عام 1402ه، أقصيت المرأة عن التمتع بهذا الشرف لتعود إلى ممارسة المهنة بشكل تدريجي وتطوعي ، وسيكون لها دور أكبر وأقدر وفق رؤية المملكة 2030 ، خاصة وأنها أثبتت تفوقها على الرجل في الكثير من المهام ، وخاصة فيما يتعلق بخدمة الحاجات من استقبال وضيافة ورعاية صحية وتوعية وزيارات .. وطالبت المطوفة فاتن حسين في ختام مشاركتها برفع الوعي الثقافي للمطوفات ، وتشكيل لجنة بإشراف وزارة الحج والعمرة والهيئة التنسيقية لتطوير أدائهن وإعادة دورهن .. تجربة الدول العربية : أما السيدة لينا عبدالله خشيم ، رئيسة القسم النسائي في مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية ، فقد تناولت في مشاركتها تجربة مؤسسة الدول العربية الناجحة بمشاركة المرأة في أعمال الحج ، حيث كان دخولها بشكل متميز ، وشاركت في عدة مهام من خلال منتدى المطوفة والحاجة ، واستقصاء آراء الحجاج ، والعمل بالمشاعر المقدسة ، لتكون هذه المؤسسة الرائدة أول المؤسسات في مشاركة المرأة وتحوّلها من الأعمال الداعمة إلى الأعمال الرئيسية لتقديم أفضل الخدمات ، فكانت المرأة شريكة للمطوف ، وحققت أعلى مستويات الأداء وفق ضوابط شرعية ورؤية المملكة 2030.. وأشارت السيدة خشيم إلى بدايات القسم النسائي في مؤسسة الدول العربية وتطوره ، حيث كانت البداية عام 1423ه، مطوفتين .. ثم ارتفع العدد إلى خمس مطوفات عام 1424ه ، واتسع نطاق مشاركة المرأة عام 1425ه، إلى العمل الميداني في توعية وزيارة المرضى وغيرها .. وتواصل تفعيل دور المرأة في الأعوام التالية ، حيث أقيم في عام 1427ه، ملتقى المطوفة والحاجة ، وظل دور المرأة في نطاق الأعمال الثانوية حتى عام 1435ه، حيث أكدت تميّزها من خلال مشاركتها في لجنة استقصاء رضا الحجاج ، التي حصلت على شهادة الآيزو .. واتسع الدور إلى لجان ميدانية عام 1436ه.. وبدأ مشوار الإبداع والعطاء عام 1437ه، حيث ارتفع عدد المطوفات المشاركات في العمل تدريجياً عام 1438ه.. وكان موسم عام 1439ه موسم جني الثمار حيث انخرطت المطوفات بالعمل في جميع المجالات في مكاتب الخدمة الميدانية ، حيث عملت (250)مطوفة وموظفة في (52) مكتباً للخدمة الميدانية وكان لهن أدوار في مهام إعلامية وأعمال توثيقية ومشاركات مجتمعية ، ونظم القسم النسائي بمؤسسة الدول العربية دورة في الإرشاد السياحي للمطوفات بهدف التوسع في ثقافة الضيافة للعاملين في خدمة حجاج بيت الله الحرام .. وأكّدت رئيسة القسم النسائي في مؤسسة الدول العربية أن لدى القسم طموحات كثيرة ضمن رؤية 2030 ستشهدها المواسم القادمة . التواصل الثقافي : ومن مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية أيضاً جاءت مشاركة الدكتورة وفاء عبدالعزيز محضر ، في حوار نادي مكة حيث تحدثت عن أهمية التواصل الثقافي مع الحاجات ، أوضحت تميز المجتمع المكي بانفتاحه على ثقافات جنسيات مختلفة ، ولغات متعددة ، مما أعطى عمقاً كبيراً لهذا المجتمع وقدرة على احتواء الجميع .. وأشارت الدكتورة محضر إلى أن خدمة الحجاج خدمة متكاملة وهي تحتاج إلى جيش كامل من المعاونين من المطوفين وغيرهم والمطوفات .. والمطوفات جزء مهم وعنصر ضروري في خدمة ضيوف الرحمن رغم أنهم ظلوا على مر التاريخ الجندي المجهول .. وأوضحت أن المطوفات في المراحل السابقة نشأن في بيت علم ودين ، لنقل هذه المعارف إلى الحاجيات ، كما كان لهن نصيب كبير في فن التخاطب وحسن التعامل مع الآخرين .. وهذا ما يجب أن نربي عليه الأجيال الجديدة من المطوفات.. كما يجب أن نبني استراتيجيتنا ليبقى دور المرأة الدور الريادي وفق معطيات العصر ، ومتطلبات المرحلة ، وأن نفخر بشرف خدمة حجاج بيت الله الحرام .. في بلد الله الحرام ، مكةالمكرمة حاضنة العالم ومرآته . أثر الإعلام : وشارك الصحفي المطوف أحمد صالح حلبي في الحوار بالحديث عن أثر الإعلام في تدعيم الصورة الذهنية الإيجابية وتغيير الصورة النمطية للمطوفات .. حيث أكد أن تحدي المرأة المطوفة وانخراطها بالعمل إلى جانب الرجل في خدمة ضيوف الرحمن كان لافتاً للصحافة ووسائل الإعلام ، مما عزز دورها ، وأكد قيمة عطائها .. وأشار إلى بعض الصور في خدمات المرأة بالحج ، مؤكداً أن الكثير منهن لا يسألن عن الأجر في الدنيا ، بل يحرصن على أجر الآخرة .. ونوّه بتجربة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية في تفعيل دور المرأة في خدمة ضيوف الرحمن ، وتنظيم دورات في مختلف الاختصاصات لتطوير أدائها .. التعقيبات : وكان للحاضرين والحاضرات تعقيبات ، بدءاً من الدكتورة أميرة سمبس التي طالبت بتدوين المنافع العلمية للحج ، ورأى الكاتب فاروق باسلامة أن هذه الأمسية رسمت الصورة الثقافية للمطوف والمطوفة ، وطالبت الدكتورة سعاد بشارة بتمتع المطوفات ببعد ثقافي يشمل أحكام المناسك وفن التعامل ، واستذكر المطوف والمربي أمين فارسي دور المطوفة أيام زمان وأثرها الكبير في التفاعل مع ضيوف الرحمن ، وأكد المطوف عبدالرزاق حسنين عضو مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية بأن المطوفات قادمات وسيتنامى دورهن عاماً بعد عام ، وهو ما أكده أيضاً نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسة المطوف محمد معاجيني من خلال التجربة الناجحة لمطوفات حجاج الدول العربية ، وأوضح الأستاذ مشهور الحارثي أن للمرأة دوراً بارزاً في نهضة مكةالمكرمة منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسيعود هذا الدور فاعلاً في إطار رؤية المملكة 2030.]