بعد يوم من التأجيل، أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" مسبار Parker Solar Probe للذهاب في مهمة تستمر سبع سنوات بهدف الاقتراب من الشمس بدرجة لم تصل إليها أى مركبة فضائية أخرى. ووفقًا لما نشرته وكالات الأنباء العالمية، فإن المسبار سيتحمل الحرارة الرهيبة أثناء دخوله إلى الهالة المحيطة بالشمس والتى يطلق عليها البعض "إكليل الشمس"، لدراسة هذا الجزء الخارجي من غلافها الجوي الذي يسبب ما يعرف بالرياح الشمسية. ونقلًا عن علماء ناسا فإن Parker Solar Probe هو مسبار غير مأهول تبلغ تكلفته 1.5 مليار دولار، وتم تصميم المسبار ليغوص في الغلاف الجوي الغامض للشمس، والمعروف باسم الكورولا، الذى يقع على بعد 3.83 مليون ميل (6.16 مليون كيلومتر) من سطحه. وسمي المسبار نسبة إلى عالم الفيزياء الأمريكي، يوجين باركر، الذي توقع لأول مرة طبيعة الرياح الشمسية في عام 1958، وهذه هي المرة الأولى التي تنسب فيها ناسا اسم مهمة لشخص حي. ويحتل الصاروخ المركز الثاني من حيث القوة، بعد صاروخ "فالكون 9 الثقيل" من سبيس إكس، وسيتم إتاحة بث مباشر لعملية الإطلاق عبر تلفزيون ناسا على الإنترنت. وسيسافر المسبار بسرعة 692 ألف كلم/ الساعة، ما يجعله واحدا من أسرع المركبات الفضائية التي تم بناؤها على الإطلاق (192 كلم/ثانية، أي أن المسبار يقطع المسافة بين موسكو وطوكيو في أقل من دقيقة واحدة). ومن المقرر أن يحلق المسبار فوق الزهرة بمساعدة جاذبية الكوكب، في 2 أكتوبر المقبل، وهو ما يساعده في التباطؤ ويمنحه قدرة أكبر على السيطرة، ثم يصل إلى الحضيض الشمسي (أقرب نقطة يكون فيها الكوكب من الشمس) لأول مرة، بحلول 5 نوفمبر المقبل. وعند وصوله، يدور "باركر سولار بروب" حول الشمس 24 مرة حتى أواخر عام 2025، بحيث تستغرق كل دورة كاملة 88 يوما، ويمر على مسافة 6.16 مليون كلم من سطح الشمس، أو كما يعرف ب"الفوتوسفير". واعتزم علماء ناسا إطلاق هذه المهمة منذ عقود، وقد ألغى الرئيس جورج بوش، في 2003، برنامج Outer Planet/Solar Probe، وذلك لتحقيق التوازن في الميزانية الفدرالية، ولكن التقدم التكنولوجي الحديث في أنظمة التبريد وإدارة الأخطاء، جعل من الممكن استئناف المشروع وبدء المهمة.