لمحة تعريفية: مدينة صامطة الواقعة جنوب منطقة جازان هذه المدينة الراسخة في القدم والعراقة حيث يمتد تاريخها إلى أكثر من ثمانية قرون وقد عرفت في بدايتها باسم قرية (مصبرى) نسبة لبئر معروفة بهذا الاسم تقع في ساحة سوق الاثنين المعروف بمدينة صامطة. وقد ورد ذكر (مصبرى) في بعض المراجع التاريخية.. ك كتاب طبقات فقهاء اليمن لصاحبه عمر بن علي بن سمرة الجعدي وكتاب العقيق اليماني في وفيات المخلاف السليماني لصاحبه عبد الله بن علي النعمان الشقيري وغيرها من المراجع.. وفي ظل هذا الامتداد الطويل لجذور هذه المدينة فلا غرابة من وجود بعض المعالم الأثرية بها كشاهد يحكي ويثبت للأجيال المتعاقبة قصة مكان وإنسان بعض حقبها الزمنية التي عاشتها المدينة أو القرية آنذاك. ومن المعالم البارزة بصامطة, قلعة الأشراف المعروفة ب (الحصن) والتي بناها الشريف محمد بن أبو طالب قبل أكثر من 150 سنة. كما شهدت صامطة في العهد السعودي الميمون تحولاً إيجابياً في مسيرتها العلمية, حيث حظيت باستقرار الداعية الشيخ/ عبد الله محمد القرعاوي فيها في العام 1358ه وأسس بها أول مدرسة له في هذه المنطقة. وكان ذلك بمثابة نقطة تحول تلاها بزوغ رموز وأعلام تلألأت في الأفق وأضحى اسمها (صامطة) بمرور الوقت مقروناً بمفردتي (العلم والعلماء) نظير تميزها بإنجاب تلك الرموز من العلماء والمثقفين بمختلف المجالات.. "جازان نيوز" كانت لها وقفة على واقع بعض تلك المعالم التاريخية بصامطة. وكانت البداية مع قلعة الأشراف (الحصن) الكائنة بجنوب صامطة بإطلالتها الخجولة على مجرى وادي ليه, بسبب الإهمال المتوالي لهذا المعلم من قبل الهيئة العليا للسياحة بالمملكة ولجنة حماية الآثار بالمنطقة. الأمر الذي أدى إلى تساقط معظم أجزائه وبقاء هذا الجزء (كما يظهر بالصورة أدناه) تحت وطأة الإهمال يئن وحيداً تارة ويستنجد تارة أخرى على أمل أن يحظى بالتفاتة مسؤول تحفظ له ما بقي من عراقته.. قلعة الأشراف بصامطة أما وقفتنا الثانية فكانت على واقع معلم آخر لا يبعد كثيراً عن (الحصن) ولا يقل أهمية عنه, وهو منزل العلامة الكبير الشيخ/ عبد الله بن محمد القرعاوي هذا المكان الذي شهد تفاصيل مرحلة متفردة شكلت بداية النهضة العلمية التي لا زالت تتنفس وتستنير ليست صامطة فقط بل المنطقة بكثير من مخرجاتها.. فقد تعرض هو الآخر للإهمال طوال السنوات الماضية ولم يتبق منه إلا هذه الحجرة اليتيمة (الواضحة في الصورة) والتي حولها البعض إلى حجرة لحفظ دوابهم (الأغنام). أما المدرسة التي أقامها بمنزل تلميذه الشيخ/ ناصر خلوفة المجاور لمنزله كأول مدرسة له بمنطقة جازان, فلم يعد لها أثر بعد أن سويت بالأرض منذ سنوات. بقايا منزل الشيخ (القرعاوي) بصامطة ترقبوا في الحلقة القادمة ستكون وقفتنا بمشيئة الله مع معلم دار حوله كثير من الجدل