نشر موقع (العربية نت ) تقريرًا صحفيَّا عن رحلة سعودي عصامي بنى مجده بالعلم ، التحق بالسلك العسكري بالحرس الوطني والتحق بالتعليم وعمره 14 عامًا ...وجاء بالتقرير : جاء من الحدود الشمالية ليلتحق بالعسكرية في الحرس الوطني السعودي منذ كان عمره 14 عاماً، وهو لا يقرأ ولا يكتب لتتغير حياته وتنقلب رأساً على عقب. بداية تجاربه وعن تفاصيل تجربته، يقول الدكتور نايف الوقاع، رئيس الدراسات المدنية بكلية الملك خالد العسكرية: "التحقت بالسلك العسكري عام 1399ه، برتبة جندي وكنت لا أقرأ ولا أكتب في الحرس الوطني، وكانت توجد في الخدمة مدارس لتعليم محو الأمية، فالتحقت بها في المساء، لأن الفترة الصباحية كانت مخصصة للتدريب العسكري، وكان نظامها كل فصل دراسي عبارة عن عام، وأنهيت المرحلة الابتدائية في 3 سنوات، ثم التحقت بالمتوسطة بمدارس الحرس الوطني وكنت مازلت برتبة جندي، وأكملت بعدها الثانوية وأنا أحمل رتبة عريف عام 1406ه". نايف الوقاع إلى جامعة الإمام وأوضح الوقاع أنه بعد أن أكمل الثانوية العامة التحق ب #جامعة_الإمام وهو على رأس العمل، وقال: "أنهيت الدراسة الجامعية بتقدير جيد جداً، وكنت وقتها وكيل رقيب، وبعدها التحقت ب جامعة الملك سعود لدراسة الماجستير وأنهيتها عام 1416ه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، بتخصص عقيدة ومذاهب معاصرة وكنت وقتها برتبة رقيب". مديرًا جامعيًّا وأضاف: "بعدها تقدمت مع مجموعة من المنافسين في جامعة الإمام للقبول بمرحلة الدكتوراه، وتم قبولي وأمضيت السنة التمهيدية وأنا رقيب، والتحقت بعدها بلجنة تسمى لجنة المشاركة بالحرس الوطني للاحتفال بمرور 100 سنة على توحيد المملكة، وتشرفت بمقابلة وزير الحرس الوطني الأمير #متعب_بن_عبدالعزيز، و #عبدالرحمن_السديس". وتابع: "عندما علموا بمستواي العلمي والدراسي، وجهونني للعمل بكلية الملك خالد العسكرية، وقمت بالتدريس لمدة عام بالكلية، وأنا برتبة ضابط صف، وكنت أول ضابط صف على رأس العمل يدرس مادة أكاديمية بكلية الملك خالد العسكرية، مع مواصلتي دراستي الدكتوراه". واستطرد: "تم توجيه بتعييني كمعيد بالكلية لعدم وجود وظيفة بمسمى "محاضر"، وبدأت بعدها رحلتي الأكاديمية منذ عام 1419ه، وبعدها حصلت على الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى في عام 1423ه. ثم عينت أستاذاً مساعداً، ثم تقدمت ببحوثي وتمت الترقية لأستاذ مشارك، ومنحت علاوة إضافية، وبعدها قدمت بحوثي للأساتذة وترقيت في أقصر مدة". بحوت علمية وأشار الوقاع إلى حيازة أكثر من 16 بحثا علميا منشورا ومحكماً. وأضاف: "والآن أنا رئيس الدراسات المدنية بكلية الملك خالد العسكرية، وهو أكبر قسم أكاديمي مدني بالكليات العسكرية". أبنائي لن يسيروا في طريقي الصعب أهله وزوجاته الثلاث ودعمهم له وذكر أن أهله وزوجاته الثلاث وأبناءه قد تكيفوا مع حياته الدراسية: "منذ التحقت بالحرس الوطني وأنا أدرس، والوالدان وأشقائي وزوجاتي من المشجعين والمحفزين لي، ولم يكلفوني يوماً بمهام تشغلني عن موضوع الدراسة". وأشار إلى أن أشقاءه لم يمروا بنفس الصعوبات التي مرّ بها في حياته، فأحد إخوانه أنهى الدكتوراه من بريطانيا، والآخر تخرج مهندس من أميركا، والثالث يدرس علوم طيران بأستراليا، ولكنهم لم يدخلوا الخدمة العسكرية ليواجهوا ما عاشه. وأكد أنه هيأ لهم كل السبل ليكملوا دراستهم دون الحاجة للعمل في الصباح والمساء. إلى ذلك، حرص الوقاع على طيّ صفحة صعوبات التعلم، بتمهيد الطريق لأبنائه لمتابعة مسيرتهم التعليمية، قائلاً: "ابني الأكبر يعمل الآن نقيباً في الحرس الملكي، كما لدي من أبنائي الطبيبة والمهندس". وذكر أن رؤساءه بالعمل كانوا متفهمين، لكن كان هناك تندر من بعض الزملاء أحيانا. وقال: "كنا عندما نذهب في مناورات نبعد عن الرياض 1000 كيلو في نجران أو القصيم أو حائل، آخذ كتبي معي في المدرعة وأقرأ وأذاكر حتى إذا عدنا أشارك في الاختبارات". مواقف عالقة بالذاكرة ومن المواقف التي مازالت عالقة بذهنه أثناء دراسته، أن أحد القادة رفض استقبال تقارير أرسلها إلكترونيا، ما كان يضطره إلى إعادة كتابتها من جديد بقلم الرصاص ليقبلها، لكن الوقاع نجح في ما بعد بإقناعه. وأكد أن الحرس الوطني من أكثر الأجهزة الحكومية سبقا في إدخال التقنية واللغة الإنجليزية، فيوجد مدرسة لتعليم اللغة الإنجليزية ومعهد لتعليم اللغة الفرنسية، ويبتعث الضباط من صف وجنود إلى الولاياتالمتحدةوبريطانيا، وهناك تقنيات باللغة والعلوم السياسية، وهو أول من طبقها بالشرق الأوسط. وكان داعما للأفراد والضباط لقبول التقنية والتعليم. وعن المرحلة الحالية التي يعيشها، رأى الوقاع أنه في قمة العطاء، لا سيما أنه أكاديمي، فالسنون تعطيه نضجا وخبرة وعمقا بالتفكير.