شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على ضرورة تعزيز دور المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية وتمكينها من القيام بالدور المحرك والأساسي في معالجة الأزمات والصراعات الإقليمية وإيجاد آليات للتنسيق بين هذه المنظمات الإقليمية والأممالمتحدة عبر مبعوثيها الموفدين إلى مناطق النزاعات. وأكد أبو الغيط في كلمته التي ألقاها نيابة عنه السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية خلال الجلسة الافتتاحية ل "خلوة الاتحاد الإفريقي" التي عقدت اليوم بمدينة شرم الشيخ حول موضوع "ممارسات الوساطة والحروب المعاصرة"، أن الوقاية من اندلاع النزاعات وتفادي مخاطر الحروب الجديدة تتطلب الإسراع في نزع صواعق تفجيرها وأسباب انتشارها عبر الدبلوماسية الوقائية. وطالب بضرورة التحرك السريع لإيفاد لجان الحكماء والوساطات إلى مناطق التوتر والعمل على إنقاذ الدولة الوطنية من الانهيار والانشطار والدفع بالأوضاع نحو المسار السلمي والحوار البناء وإصلاح مواطن الخلل ومكامن الإخفاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفساد والتشجيع على التوجهات الديمقراطية ومبدأ الشورى وتحقيق العدالة والتكافل الاجتماعي والسلم الأهلي وتسريع عجلة التنمية وتعبئة طاقات الشباب في عملية البناء والإنتاج وارتياد طريق المستقبل الآمن. ودعا إلى تنفيذ جملة الإصلاحات لنظام الأممالمتحدة، وبخاصة ترشيد استعمال "الفيتو" في مجلس الأمن لإيجاد صيغ مرنة تمكنه من تحمل مسؤولياته خاصةً في مجال المسائل الإنسانية وحماية المدنيين أثناء النزاعات والحروب والابتعاد عن تعويم الأزمات والتركيز على معالجتها بدل إدارتها وعدم انتهاج سياسة المعايير المزدوجة في التعامل مع قضايا السلم والأمن. وأشار أبو الغيط إلى أن القضية الفلسطينية تمثل نموذجاً صارخاً لعجز المجتمع الدولي عن الوفاء بالتزاماته وتنفيذ قراراته واحترام مواثيقه لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني في مواجهة الممارسات الإجرامية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي وغلاة المستوطنين وإنهاء آخر قلاع للاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي لدولة فلسطينالمحتلة وبقية الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967. وأكد أهمية القمة العربية الأفريقية الرابعة المقرر عقدها في "ملابو" عاصمة جمهورية غينيا الاستوائية الشهر المقبل، لافتا إلى الاستعدادات التي تجرى حاليا لعقد القمة تجسيداً لتطلعات الشعوب العربية والأفريقية في بناء شراكة إستراتيجية متعددة الأبعاد وتنسيق مواقفهما وخططهما وخاصةً في مجال تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 في الدول العربية والأفريقية كمحطة هامة في إطار إنجاز مشاريع الاستراتيجيات العربية المشتركة وأجندة أفريقيا 2063 التي اعتمدها قادة الاتحاد الأفريقي.