وصل إلى القاهرة أمس رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا يرافقه محمد النجيب في زيارة يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين المصريين وفي الجامعة العربية لبحث آخر تطورات الأوضاع على الساحة السورية بعد انعقاد مؤتمر "جنيف 2". وقالت مصادر مطلعة أن الجربا سيبحث خلال الزيارة الخطوات المقبلة للمعارضة السورية في ضوء الاجتماعات التي عقدت مع وفد الحكومة السورية في مؤتمر "جنيف2" مؤخرا. وذكرت مصادر أمنية بمطار القاهرة الدولي أن الجربا وصل إلى القاهرة على متن طائرة خاصة قادمة من لبنان وتم إنهاء إجراءات وصوله والوفد المرافق له. إلى ذلك قال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إن سورية تواجه أزمة طاحنة تمثل مظهراً من مظاهر الفشل الجماعي في تحقيق الأمن والاستقرار وما تلا ذلك من تبعات خطيرة ليست على المواطن السوري فقط بل امتدت إلى دول الجوار وإلى أبعد من ذلك إلى دول المنطقة جميعا. وأكد العربي في كلمته أمس أمام الاجتماع الثالث رفيع المستوى للمنظمات الإقليمية حول الوساطة بمشاركة الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية لامبرتو زامير وممثلي العديد من المنظمات الإقليمية والدولية، أن الجامعة العربية كثفت جهودها بشأن الوساطة لحل الأزمة السورية على مدى عامين كاملين ولجأت إلى كافة الوسائل لإنهاء الأزمة خلال الفترة الماضية ولم تدخر وسعا فى محاولة إنهاء الأزمة وتسويتها سواء باللجوء لمجلس الأمن أو الوساطة وعقد مؤتمري "جنيف 1 "و"جنيف2 "وصدرت العديد من القرارات ولكن لم يحدث شيء. وقال العربي "إنه حتى القرارات التي تناولت النواحي الإنسانية تم الاعتراض عليها وفقا لحق النقض " الفيتو ". وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، أكد العربي عدم قدرة مجلس الأمن الدولي على حل المشكلة عن طريق المفاوضات حتى الآن، قائلا " إن المفاوضات التي تجري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتدور تحت رعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تحقق حتى الآن نتيجة ملموسة ولا أتوقع ما ستسفر عنه المفاوضات ولا أستطيع أن أقول إنها تستطيع إنهاء صراع امتد لنحو 60 عاما". وتابع العربي "إنه بالرغم من الاعتراف بفلسطين كدولة إلا أنها مازالت محتلة، حيث سحبت إسرائيل قواتها لكنها لا تزال تبقى على حصار قطاع غزة.. وبالتالي فهي لا تزال محتلة في عين القانون"، معرباً عن أمله "في أن نسترد ما تم احتلاله من الأراضي الفلسطينية" . وأكد العربي أهمية الاجتماع الثالث رفيع المستوى للمنظمات الإقليمية حول الوساطة كونه يعقد في مرحلة حاسمة تكتسب فيه الدبلوماسية الوقائية أهمية خاصة وذلك بسبب فشل مجلس الأمن في إقرار السلم والأمن الدوليين على مستوى العالم، فضلا عن عدم القدرة على التوصل لحلول قبل انفجار الأزمات بدءاً من عام 1962 عندما انفجرت الأزمة الكوبية وما قبلها. ولفت العربي إلى أن ميثاق الأممالمتحدة ينص على الحيلولة دون استخدام الأسلحة والقوة لتسوية النزاعات ونص على تسوية المنازعات بصورة سلمية، مشيراً إلى أن المادة 33 في الميثاق تنص على أن خطوات تسوية النزاعات تبدأ بالمفاوضات ثم التحكيم وتسوية المنازعات بصورة سلمية وبالتالي فالوساطة تتصدر هذه المادة نظراً للفشل الحالي للمجتمع الدولي في إيجاد طرق بديلة لتسوية المنازعات وبالتالي أصبحت الوساطة أكثر أهمية من ذي قبل. وأوضح أن أهم شروط إنجاح أي جهود للوساطة تتلخص في النية الطيبة والتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف حيث إن غياب أي طرف لا يؤدى إلى إنجاح أي مفاوضات وبدون ذلك تتحول جهود الوساطة إلى وسيلة تكتيكية لتضييع الوقت. وشدد العربي على أن المنطقة العربية عانت من النزاعات وشهدت كل صور الدمار في العراقولبنان وفلسطين كما شهدت حروباً مدمرة أدت إلى زعزعة الاستقرار في سورية والسودان والصومال، مؤكداً أننا نعاني أكثر صور الاستعمار بشاعة ممثلاً في الاحتلال الإسرائيلي.. كما لفت إلى أن كثيراً من دول المنطقة الآن مثل مصر وتونس وليبيا تعاني من تحديات عاتية في تطبيق الديمقراطية ، موضحاً أن تحقيق الديمقراطية ليس سهلاً، وانعدامها يشكل معاناة. ولفت العربي إلى أن الجامعة العربية بذلت جهودا مشتركة مع الاتحاد الإفريقي في الصومال وموريتانيا والنزاع بين الشمال والجنوب في السودان وتعاونت مع منظمة الإيجاد كما سعت إلى تحقيق المصالحة في العراق. وفيما يتعلق بتطوير الجامعة العربية قال العربي"إننا بدأنا تطوير منظومة الجامعة العربية وميثاقها لدعم دورها بحيث تكون أكثر فعالية من خلال إصلاح الميثاق وتطوير نظام العضوية وهيكلة الجامعة "، لافتا إلى أن هذا الملف سيتم عرضه على القمة العربية المقبلة التي ستعقد في الكويت الشهر المقبل.