حل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، بالعراق هذا الأسبوع وسط أنباء عن قيامه بسلسلة اجتماعات مع عدد من السياسيين الشيعة وقادة في الحشد الشعبي تمهيدا لقيادته عملية تحرير الموصل. وأثارت هذه الأخبار حفيظة العراقيين رغم محاولات سلط الإشراف التكتم عن الخبر. وذكرت مصادر إعلامية أن قاسم سليماني وصل إلى حدود محافظة نينوى دون المرور ببغداد في جولة استطلاعية تهدف إلى مراقبة الأوضاع في هذه المنطقة ودراسة الخطط الممكنة في معركة تحرير الموصل، وفقًا ل "ميدل ايست أون لاين". وتحدثت ذات المصادر أن سليماني ومرافقيه قد دخلوا العراق بسيارات رباعية الدفع تحمل لوحات أرقام إيرانية ومن دون أن يبرزوا جوازات سفرهم كالعادة تحت تعلة أن الجنرال الإيراني مسموح له بالدخول للأراضي العراقية بلا جواز سفر، كونه مستشارا لدى الحكومة العراقية. وتزامنت الأنباء التي تحدثت عن وصول قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني سلماني إلى العراق مع إعلان المتحدث باسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي عن مشاركة مليشيات الحشد في معركة تحرير الموصل وأن سليماني سيقود المعركة قائلا "سليماني ليس مستشارا عسكريا للحشد فقط بل للجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب". وأثار الإعلان عن توجه بغداد لتكليف قاسم سليماني بقيادة معركة تحرير الموصل، غضبا عراقيا واسعا. وقال نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان حامد المطلك إن "الجيش العراقي يضم قادة عسكريين كبارا ولهم تجاربهم وخبراتهم القتالية الطويلة منذ الحرب العراقية الإيرانية، ويجب أن نستعين بهم لا بقائد إيراني". ويرى المراقبون أنه في حال ثبوت تولي سليماني قيادة معركة تحرير الموصل فإن ذلك سيكون بوابة لاندلاع تصدعات كبيرة في صفوف القوات المشاركة في المعركة، لا سيما قوات الحشد العشائري كما أنها لن تجد قبولا أو دعما من قبل أهالي المدينة التي يراهن الكثيرون على دعمها من اجل دحر التنظيم من الداخل. وسبق وأعلن الحشد العشائري في الموصل رفضه القاطع لمشاركة مليشيات الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل مهددين باستهدافهم في حال تم التغاضي عن موقفهم وتم الزج بالحشد في المعركة. كما أكدوا أن الأهالي لن يتفاعلوا ايجابيا مع مجريات الحرب في هذه الحالة نظرا لتخوفهم من الانتهاكات الكبرى التي من المرجح أن تقدم عليها المليشيات. وكانت منظمات دولية على غرار منظمة هيومن رايتس واتش قد دعت مؤخرا حكومة بغداد إلى عدم تشريك مليشيات الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل مرجحة أنها ستقترف جملة من الجرائم والانتهاكات كما حدث في الفلوجة. وكشف إعلان المتحدث باسم الحشد الشعبي أن سليماني مستشار حكومة بغداد النقاب عن سر الإصرار على تشريكه في معركة الفلوجة رغم المعارضة الكبيرة آنذاك لهذه الخطوة، وبررت صمت العبادي في تلك الفترة. ولهذا لا يبدو مستبعدا أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني سيقود معركة تحرير الموصل رغم المعارضة الحالية والتي ستشتد في القترة المقبلة