شن الدكتور تركي الحمد، هجومًا لاذعًا على الدكتور أحمد التويجري، بعد المقال الذي نشره التويجري عن تركي الحمد، بعنوان: "عندما يكون المثقف غشيمًا". وكتب الحمد سلسلة تغريدات له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يرد على أحمد التويجري، قال فيها: "تحدث رجل وأطال الحديث في مجلس معاوية، ثم توقف وقال: هل أسكت يا أمير المؤمنين؟ فقال معاوية: وهل تحدثت؟ وردت هذه الطرفة على ذهني وأنا أطلع على". وتابع التغريدات: "على مقال طويل للدكتور أحمد التويجري، يصفني فيها بالجهل والغشم، وهي شنشنة أعرفها من أخزم، في دفاعه عن شيخه ابن تيمية وفتاواه الدموية". وأضاف الحمد: "وقد اعتاد الدكتور التويجري وصمي بكل قبيح منذ أيام الجامعة، وبدايات الغفوة، لا أعادها الله، وسامحه الله. تحدث التويجري وأسهب في الحديث متابعًا: وكل ما فعله في النهاية هو تأكيد ما قاله ابن تيمية في قضية القتل السهل، دون أن يشعر، وربما كان ابن تيمية معذورًا في فتاواه أيام غزو التتار". وأردف: "ولكن التويجري غير معذور في دفاعه عن فتاوى مناقضة لأبسط حقوق الإنسان في هذا العصر، وهو المحامي المعتبر. والغريب في الأمر أنه في دفاعه". وتابع الحمد: "ولا أقول في النهاية إلا ادام الله علي جهلي وغشامتي إن كانت المعرفة هي ما يعرضه دكتورنا الكريم. جهالة لا تجعلني أسير أقوال الرجال، وغشامة". موضحًا: "تجعلني التمس الحقيقة بعقل خلقه رب الكون كي استخدمه لا أن أجعله مطية لأقوال قدست، وما أنزل الله بها من سلطان. أدرك أنني لست المعني بالمقال". وأضاف: "فالمقال موجه لمريدين يراد أن يقال لهم اطمئنوا فابن تيمية في السليم، وما أنا إلا وسيلة لوصول الرسالة. وأخر دعوانا أن الحمد لله، ولك مني سلام".. "كان ابن سينا وابن النفيس من أعظم أطباء المسلمين في زمانهم، ولكنك لن تذهب إليهم اليوم طلبًا للعلاج، وكذلك أهل الفتوى في زمن ليس هو زمننا". واختتم الحمد تغريداته: "قاتل الله الغرور ما أعدله.. بدأ بصاحبه فقتله.. مثل أعجبني". وكان التويجري قد كتب مقالاً بعنوان: "عندما يكون المثقف غشيمًا" هاجم فيه تركي الحمد وفتوى ابن تيميه التي علق عليها في تغريدة له، وأثارت جدلًا واسعًا، حيث قال التويجري بالمقال يعرّف (معجم المعاني الجامع) "الغشيمَ" بأنه: "الجاهلُ بالأمور، كأَنه مثل الغاشم، وهو الحاطب بالليل يقطع كلَّ ما قدر عليه بلا نظر ولا فكر، أو الرَّجلُ الذي جهِل الأمورَ ولم يفطِنْ إليها". لقد تداعى هذا التعريف إلى ذهني وأنا أقرأ تغريدة نشرها الدكتور تركي الحمد في حسابه في "تويتر" يقول فيها: " هل كانت الروح الإنسانية بهذا الرخص لدى ابن تيمية؟" وأرفق بها صورة لقصاصة تداولتها المواقع الإلكترونية فيها ثماني جمل مبتسرة، أقتطعت وأخرجت عن سياقاتها من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله، تختتم جميعها بعبارة: "يستتاب فإن تاب وإلا قتل". وتابع المقال: "لقد كان المتوقع والمأمول من أستاذ جامعي مثل الكتور تركي الحمد أن يتحقق من صحة ودقة ما ورد في تلك القصاصة، قبل أن يطير بها ويشنع على رمز من رموز الأمة، وعالم من أكثر علمائها رسوخًا في العلم وأكثرهم إنصافًا واعتدالًا، وبخاصة ونحن في زمن التكنولجيا المتقدمة. لكن من الواضح أن الدكتور تركي – أصلح الله حاله – تقادم عليه العهد بضوابط المنهج العلمي، ولا يبدو أنه اطلع في أي يوم من الأيام على قول الزاهد الكبير محمد ابن عبدالجبار النفري: "الحرف خزانة الله فمن دخلها فقد حمل أمانته". وأضاف التويجري بالمقال: لقد تتبعت كل العبارات المبتسرة التي في القصاصة التي طار بها الدكتور تركي الحمد فوجدتها كلها لا تخرج عن أمرين: فإما أنها أقوال يعزوها شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – إلى غيره من العلماء، وإما أنها أقوال له عن حكم من ينكر معلومًا من الدين بالضرورة، أو حكم من يبتدع في الدين ما ليس منه، فيستحل حرامًا أو يحرم حلالاً ويرفض الانصياع للحق، وجميعها أخرجت عن سياقاتها، بهدف تشويه المدرسة التي ينتمي إليها ابن تيمية – رحمه الله. وختم التويجري مقاله: "إن من المحيّر والمحزن في الوقت نفسه ألا يدرك الدكتور تركي الحمد، ونظراؤه، ممن ابتلينا بجهالاتهم، أن ما يقومون به إلى جانب أنه قول بلا علم وافتراء ساقط وتشويه للحقيقة، فإنه إنما يصبّ في خدمة أعداء الدين والوطن، وبخاصة في هذه المرحلة التاريخية التي تكالبت فيها قوى الشر على المملكة، وعلى الفقه الذي قامت عليه، وإن من المحزن والمؤلم أن يبلغ الجهل ببعضهم حدًا يجعله لا يفرق بين الحق والباطل، ولا بين النور والظلمات". يذكر أن تركي الحمد، قد كتب تغريدة بعنوان: هل كانت الروح الإنسانية بهذا الرخص لدى ابن تيمية؟.. وأرفق معها فتوى لابن تيمية أثارت جدلًا واسعًا وتداولها بشكل كبير، عقب قيام شابين بقتل والدتهما وطعن والديهما، وشقيقهما بالرياض.