نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة أمس المؤتمر الإسلامي العالمي ( الإسلام ومحاربة الإرهاب ) الذي تنظم رابطة العالم الإسلامي خلال الفترة من الثالث حتى السادس من شهر جماد الأولى الحالي وذلك بمقر الرابطة بأم الجود في مكةالمكرمة . وبدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم . ثم ألقى فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد محمد الطيب كلمة بدأها بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بأن يرحمه ويتغمده بواسع مغفرته ورحمته ورضوانه, وأن يتقبله مع الأنبياء والشهداء والصالحين وسائلا الله تعالى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن يوفقه لما فيه خير البلاد والعباد, ولما فيه مصلحة العرب والمسلمين وأن يحقق على يديه وإخوانه قادة العرب والمسلمين وحدة هذه الأمة وإعلاء كلمة الإسلامي وعز المسلمين ومجدهم. وأكد أن هذا المؤتمر الذي يتداعى لساحته اليوم وينادي بخطره وأهميته البالغة يأتي في وقته الصحيح وتوقيته الدقيق للتصدي لهذا البلاء الشديد الذي ابتليت به منطقتنا العربية والمتمثل في جماعات العنف والإرهاب الغريبة عن الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقاً وتاريخاً وحضارة والتي لا تمت إلى هدي هذا الدين الحنيف بأدنى صلة أو سبب بل نبذت هذه الجماعات حكم القرآن الكريم والسنة وراء ظهورها, واتخذت من الوحشية البربرية منهجاً ومذهباً واعتقاداً نزعت الرحمة من قلوبهم ولقد برئ الله منهم ورسوله وصالح المؤمنين . وقال : من المؤلم أن هؤلاء قساة القلوب غلاظ الأكباد قد خرجوا عن السيطرة حتى كدنا نعتاد أساليبهم المتوحشة وممارساتهم اللاإنسانية في تنفيذ جرائمهم البشعة وكأنهم يتحرقون تحرق الظمآن إلى القتل وقطع الرؤوس وحرق الأبرياء وهم أحياء إشاعة للذعر والخوف والرهبة في قلوب الناس وأضاف : ولعلي لا أبالغ لو قلت إنه لم يحدث للمسلمين -في تاريخهم- أن أمسى بأسهم بينهم شديداً على هذه الشاكلة الشنعاء التي نراها الآن, وأن هذه الأمة التي قال الله تعالى فيها: ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس﴾ قد أفضت بها الأيام إلى حاضر بئيس وخطب فادح وأمر جلل ارتكست معه الأمة العربية والإسلامية في حمأة الفوضى والاضطراب والتمزق والانفلات وتشوهت صورة الإسلام في عيون الناس في الشرق والغرب بل أكاد أقول في عيون الناشئة من أبناء المسلمين أنفسهم. وأبان أن من المحللين من ذهب في تفسير ظاهرة الإرهاب القاتل وظهور المجرمين إلى الفقر المدقع الذي عاشوا فيه والبيئات المهشمة المنبوذة التي ترعرعوا فيها في بعض المجتمعات الإسلامية والأوروبية كما قيل في تعليل هذه الظاهرة إن جذورها نبتت في غياهب السجون وظلمة المعتقلات وما لقيه شباب الجماعات الإسلامية من قسوة في التعامل وانتهاكات لحقوق السجناء والمحتجزين لافتا النظر إلى أن السجون ليست السبب الأوحد في النزعة التكفيرية واستفحالها وتوحشها وهي وإن كانت من أقوى الدوافع إلا أن هناك أسبابا أكثر عمقا يجب أن تؤخذ في حسبان هذا المؤتمر هذا الذي يحاول ما وسعته المحاولة أن يكفكف قليلاً أو كثيراً من غلواء هذا الشر المستطير وأبرز هذه الأسباب التي تعود إلى التراكمات التاريخية لنزعات الغلو والتشدد في تراثنا والتي نشأت من تأويلات فاسدة لبعض نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال الأئمة مؤكدا أن في هذه التراكمات منزلقات تؤدي إلى التكفير لأدنى ملابسة أو سبب وفيها نزعات قد انغلقت على بعض الآراء الفقهية والعقدية تراها الحق الذي لا حق غيره وتحكم على من يخالفها بالكفر وبالخروج من الملة وهذا ما حفظه لنا التاريخ عن الخوارج واجترائهم على قتل الصحابة بعد تكفيرهم . وأعتبر فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب أن عدم إحكام السيطرة التعليمية والتربوية في مدارسنا وجامعاتنا على فوضى اللجوء إلى الحكم بالكفر والفسق على المسلمين يؤدي إلى فقد الأمل في أن تستعيد هذه الأمة قوتها ووحدتها وأخوتها وقدرتها على التحضير ومواكبة الأمم المتقدمة مشيرا إلى أن البعض قد لا ينتبه إلى الأثر المدمر لنزعة التكفير في تمزيق وحدة المسلمين وما تثمره هذه النزعة المقيتة من أشواك الكراهية والأحقاد بين المسلمين وما يترتب على ذلك من التشرذم والانقسامات وكل يزعم أنه المسلم الحقيقي وأن غيره إما خارج عن الملة حلال الدم والعرض والمال أو فاسق يجب اجتنابه وتجب كراهيته ومفاصلته شعورياً ونفسياً وتحرم موالاته وغير ذلك من الفتاوى العابثة بدين الله ورسوله معربا عن أمله في أن يخرج أهل العلم والمنتسبين إليه من مختلف المذاهب من هذه المؤتمر بإقرار سلام فيما بينهم أولا واستثمار ما هو ثابت من الأصول المشتركة للاجتماع عليها والتأخي حولها والتلاقي في رحابها مع ترك المجال لأهل كل بلد في اتباع المذهب الذي ارتضوه ودرجوا عليه تحقيقاً للاستقرار الاجتماعي الذي ننشده جميعاً وألا يروج لهذا المذهب أو ذاك في البلاد التي تتجافى عنه بالمال واستغلال الفقراء والمعوزين وتجنيدهم ليكونوا أنصاراً لتلك الطائفة أو ذاك المذهب إلى جانب إقرار منهجا دراسيا في المدارس والجامعات يعنى عناية خاصة بتصحيح المفاهيم المغلوطة والملتبسة حول قضايا شغلت الأذهان والعقول مثل قضايا الجهاد والتكفير وخطر الفرقة والتنازع مع تبيان كيف أن القرآن الكريم ربط بينهما ربط المسبب بالسبب والمعلول بالعلة فقال: ﴿وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين﴾ عقب ذلك ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة وبالمشاركين في أعمال المؤتمر التي تتدارس ظاهرة الإرهاب التي ما فتئت تظهر في تنظيمات شتى وتتجدد في أشكال تلو أخرى، أوقعت العديد من الأوطان العربية والإسلامية في حالة من الصراع والتدهور الأمني أفرز تدهوراً اقتصادياً واجتماعياً، وأثارت على المسلمين ونبيهم ودينهم موجة عارمة من الإساءات، اغتنمها أعداء الإسلام للمزيد من الإيقاع بين أبناء الأمة الواحدة مؤكدا أن رابطة العالم الإسلامي انطلاقاً من رسالتها، واسترشاداً باهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رأت أن من واجب النصح عليها للأمة بأئمتها وعامتها ولدينها الذي هو عصمة أمره أن تسهم بهذا المؤتمر في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة التي أدى الاضطراب الأمني والسياسي في عدد من الأقطار العربية، إلى المزيد من انتشارها. وبين معاليه أن المؤتمر سيركز في جلساته وما سيصدر عنه على الجوانب العملية في البرامج والخطط، أملاً في وضع وخطة شاملة لمكافحة الإرهاب في العالم الإسلامي وخارجه ودعوة الدول والمنظمات والجهات المعنية المختلفة، للتعاون مع الرابطة في متابعتها والمشاركة في تنفيذها وأوضح أن مكافحة الإرهاب خاضت تجربتها العديد من الدول الإسلامية وغير الإسلامية واكتسبت كل دولة فيها خبرة نوعية في المعلومات والممارسة، بحسب طبيعة الإرهاب الذي واجهته والظروف الوطنية والدولية التي كانت سائدة ويمكن وضع هذه التجارب في ميزان التقويم ومحك النظر، للاستفادة من الصالح منها الملائم لبيئة المسلمين المتوافق مع ثقافتهم، على مسار البحث عن استراتيجية شاملة متكاملة في هذا المجال مؤكدا أن تجربة المملكة العربية السعودية فذة ورائدة في هذا المضمار تحتوي على رصيد وافر من الخبرة والنجاح وقد توفرت فيها الشمولية في الوسائل والأساليب والانطلاق الإسلامي في الرؤية والمنهج وهي جديرة بأن يشاد بها وأن تستثمر في الدراسات والبحوث التي تعتني بهذا الموضوع المهم مبينا معاليه أن المملكة العربية السعودية بذلت جهوداً كبيرة في محاربة الإرهاب، وتعاملت معه بمنتهى الحزم، وتميزت خطتُها بالشمول في مختلف الوسائل والتكامل بينها، والتركيز على التعاون الإقليمي والدولي؛ لأن الجماعات الإرهابية تستعمل في التجنيد والتمويل والتسليح، شبكات عابرة للدول بل وبعضُها للقارات. وأفاد معاليه أن رابطة العالم الإسلامي إدراكاً منها لخطورة الإرهاب قد أولته اهتماماً بالغاً وتابعت حوادثه ووقائعه في العالم الإسلامي وخارجه، وركزت اهتمامها على المنطلقات الفكرية التي يستند إليها والتعاون مع مختلف الدول والهيئات والشخصيات المهتمة به حيث عبرت الرابطة في العديد من المناسبات عن موقفها إزاء هذه الآفة الدخيلة على الأمة عن منهاجها الديني والاجتماعي والثقافي، ودعت إلى مواجهتها بحزم وحكمة، وبطريقة تعاونية تنسق فيها جهود الحكومات والمنظمات والهيئات الرسمية والشعبية، ووسائل الإعلام والتثقيف المختلفة . إثر ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ كلمة حمد الله فيها على فضله وكرمه وتوفيقه وما منَ به على هذه البلاد المباركة من نعم شتى معربا عن شكره لرابطة العالم الإسلامي على اختيار موضوع محاربة الارهاب لهذا المؤتمر الذي يأتي في وقته المناسب مؤكدا ان الأمة الإسلامية في حاجة ماسة في وقتنا الحاضر إلى تعاليم الإسلام الصحيحة وأخلاقه الفاضلة هو الذي ينقذها من الظلمات إلى النور وان رابطة العالم الإسلامي تعقد هذا المؤتمر المهم لمكافحة الإرهاب وهذا يدل على حرصها وعلى سعيها في الإسهام في الدفاع عن هذه الأمة وحماية دينها وعقيدتها وان هذا الإرهاب مشكلة عويصة لا تخص مجتمع بل عمت كثير من الدول داعيا إلى استئصاله من جذوره وان تجفف منابعه لأنه شر وبلاء وأكد أن دين الإسلام هو الذي يخلص من المشاكل و يقضي على هذه الآراء والمواقف الخاطئة فإن دين الإسلام دين الفطرة والرحمة والرأفة و المحبة والسلام وحذرهم أيضا مما يسبب ترويعهم وإخافتهم و من سكب الدماء البريئة بغير حق فان هذه الأمور حرمها الله جل وعلا و دين الإسلام حرم على المسلم قتل نفسه وجعل قتل نفسه من كبائر الذنوب وبين صلى الله عليه وسلم عاقبة جرم الانتحار وأثاره السيئة وأوضح سماحة مفتي عام المملكة أن الإرهاب جريمة عالمية عم جميع البلاد الإسلامية وغيرها وان الواجب مكافحته والتحذير منه وتصوير أخطائه والتحذير وتحذير المسلمين منه ينبغي كشف الغطاء عن هذه الوسائل لان كثير من الناس انخدع و اغتر بأساليبهم الماكرة وألفاظهم السيئة التي يدعون بها أنها إسلامية وإنهم مسلمون وواقع أمرهم وفعلهم وقلوبهم تدل على براءتهم من الإسلام وبراءة الإسلام منهم وأكد إن اجتماع المسلمين على هذا الموضوع العظيم ومحاربته و والتضييق على أهله أمر مطلوب امنيا وفكريا لان هذا الموضوع إذا ترك وشانه تسبب في شر كثيرا والمسلمون هم أولى الأمم بذلك لاشك أن المنظمات الدولية تحارب الإرهاب ولكن محاربة الإسلام للإرهاب أعظم من غيره فإنه محاربة جذوره وأصوله حيث وضع الحواجز دون قتل للمسلم نفسه أو غيره وحرم ذلك عليه مما يدل على الاهتمام بهذا الشأن وقال سماحته إن المملكة العربية السعودية ونظرا لا ن تعاليمها نابعة من تعاليم دينها و وتحكيمها للشريعة و التحاكم إليها هي أولى الدول لمحاربة الإرهاب و البراءة منه وأن رابطة العالم الإسلامي في بيانات مختلفة كلها حذرت من خطر الإرهاب وان المملكة العربية السعودية تسلك مسلكا وسطيا يتسم بالعدل والوضوح بعدها ألقيت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين, وأمير منطقة مكةالمكرمة قال فيها : يطيب لي أن أرحب بضيوف المملكة العربية السعودية وأحيي الحضور الكريم في هذا المؤتمر الذي يشرف بانعقاده على صعيد أم القرى مهبط الوحي بخاتم الرسالات السماوية على الرسول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وفي أفيائها القدسية بجوار البيت العتيق والكعبة المشرفة . وإنكم لتجتمعون اليوم على أمر جلل يهدد امتنا الإسلامية والعالم اجمع بعظيم الخطر جراء تغول الإرهاب المتأسلم بالقتل والغصب والنهب وألوان شتى من العدوان الآثم في كثير من الأرجاء جاوزت جرائمه حدود عالمنا الإسلامي متمرسا براية الإسلام زورا وبهتانا وهو منه براء . وفضلا عن الخسائر الفادحة في الأرواح والبنيان والشتات وتقسيم الأوطان فان الخطر الأعظم على امتنا أن هؤلاء الإرهابين الضالين المضلين قد أعطوا الفرصة للمغرضين المتربصين بالإسلام حتى في الدوائر التي شجعت هذا الإرهاب او أغمضت عينها عنه أن يطعنوا في ديننا القويم الحنيف ويتهموا أتباعه الذي يربو عددهم عن المليار ونصف المليار بجرم هذا الفصيل السفيه الذي لا يمثل الإسلام من قريب أو بعيد . وقد سوغت جرائمهم المنكرة تجريد الحملات العدائية ضد الأمة ودينها وخيرة رجالها وترويج صورة الإرهاب البشعة في أذهان الكثير من غير المسلمين على أنها طابع الإسلام وأمته وتوظيفها لشحن الرأي العام العالمي بكراهية المسلمين كافة واعتبارهم محل اتهام ومصدر خوف وقلق فضلا عن الحرج والارتباك الذي تعرضت له الدول الإسلامية ومنظماتها وشعوبها أمام الدول والشعوب التي تربطها بنا علاقات تعاون حيث كادت هذه العلاقات تهتز وتتراجع في إطار موجة من الضيق بالمسلمين والتحامل عليهم جراء هذه الجرائم الإرهابية . الأخوة الأكارم ... والمملكة العربية السعودية كما تعلمون لم تدخر جهدا في مكافحة الإرهاب فكرا وممارسة بكل الحزم وعلى كل الأصعدة . فعلى الصعيد الوطني تصدت أجهزتنا الأمنية للإرهابيين بلا هوادة ولم يتوان رجالها البواسل عن ملاحقتهم وتفكيك شبكاتهم وخلاياهم في مهدها وبذلوا أرواحهم في سبيل ذلك وكذا تشارك قواتنا الجوية في التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب . كما تصدى علماؤنا الأفاضل بالرد الحاسم على ما يبثه الإرهابيون من مسوغات دينية باطلة يخدعون بها الناس وبينوا تحذير الإسلام من العنف والتطرف والغلو في الدين وتحزيب الأمة والخروج على ولاة أمرها وأن الوسطية والاعتدال والسماحة هي سمات الإسلام ومنهاجه القويم وأن من حاد عن هذا المنهاج لا يمكن أن يخدم الأمة ولا يجلب لها إلا الشقاء والفرقة والبغضاء واسهم الباحثون لدينا في الجامعات وغيرها بتقديم بحوث ودراسات رصينة عن ظاهرة الإرهاب وتحليل أهداف الجماعات الإرهابية ووسائلها وخططها وإبراز أخطارها الجسيمة على المجتمعات وكشف صلتها بالمخططات العدائية للأمة وكيفية تسخيرها لتنفيذ تلك المخططات عن علم أو عن غفلة وغباء . وقامت مؤسساتنا الإعلامية المتنوعة بتعرية الإرهاب وتسليط الضوء على جرائمه وتنظيماته وشخصياته وكشفت للناس عن سلوكهم وأهدافهم وأساليبهم في إغواء الأغرار واستقطابهم. وعلى الأصعدة العربية والإقليمية والإسلامية وضعت المملكة يدها في أيدي الأشقاء لمواجهة الظاهرة الإرهابية أمنيا وفكريا وقانونيا وكانت هي الداعية إلى إقامة مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية يدرأ الفتن ويجمع الأمة بكامل أطيافها على كلمة سواء . كما عملت المملكة على مكافحة الإرهاب مع المجتمع الدولي من خلال المؤتمرات والمحافل والهيئات الدولية وكانت هي الداعية لإنشاء مركز الحوار بين إتباع الديانات والثقافات والمؤسسة والداعمة للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع الأممالمتحدة . وعلى الرغم من تحقيق هذه الجهود وغيرها في الدول الإسلامية نتائج جيدة إلا أن الإرهاب مازال يعبث بجرائمه هناء وهناك خاصة في الأوطان العربية والإسلامية التى تعرضت لاهتزازات وقلاقل . الأخوة الأفاضل ... أمام هذا الخطر الداهم الذي يتمدد وتتداعى آثاره وتتنامى شروره يوما بعد يوم وتستعصي مواجهته الحاسمة فرادى وإدراكا من المملكة العربية السعودية لواجباتها ومسؤولياتها تجاه امتنا الإسلامية جاءت دعوتي لعقد هذا المؤتمر في إطار رابطة العالم الإسلامي لتشكيل منظومة إسلامية جماعية تتصدى لتشويه الإرهاب صورة الإسلام والمسلمين في العالم وتدرأ خطره العظيم على كيان امتنا الإسلامية بل وعلى العالم أجمع بوضع خطة إستراتيجية فاعلة نلتزم بها جميعا لمكافحة هذا الداء الوبال الذي هو صنيعة الفكر المتطرف لهؤلاء الجهال والعملاء واستلاب ساحة الفتيا الشرعية من غير أهلها ولي عنق النصوص الأصيلة لخدمة أغراض أصحاب هذا الفكر الدنيوية وتهييج مشاعر النشء والعامة واستدرار عواطفهم الدينية بمبررات ما أنزل الله بها من سلطان وإني إذ أثمن عاليا تجاوب هذه القمم الفكرية الإسلامية لدعوتي وتداعيها إلى هذا المؤتمر بعلمها وخبراتها وإخلاصها لقضية الأمة الراهنة أؤكد لكم أن أمتكم الإسلامية وكل شرفاء العالم على ثقة تامة بأن تصدر عن مؤتمركم المؤقر نتائج عملية تعطي دفعا منظما وقويا للجهود المبذولة على مسار التصدي لهذه الظاهرة الدخيلة على عالمينا العربي والإسلامي وتقطع الطريق على الذي يستغلون هذه الآفة لخدمة أغراضهم ومآربهم على حساب مصالح أمتنا وأمن شعوبها واستقرار دولها وازدهار أوطانها. وأن تؤسسوا لبرامج ومشاريع تتعاون فيها إعدادا وإنجازا كافة الجهات الرسمية والشعبية في عالمنا الإسلامي تسهم في رفع مستوى الوعي لدى الأمة بأخطار الإرهاب وأضراره وبسلبيات التقاعس عن التصدي له أو اتخاذ مواقف حيادية منه وبيان أن ذلك يطيل في عمره ويثقل كاهل الجهات القائمة على مواجهته وأن على الجميع أفرادا ومؤسسات مضاعفة جهودهم في مواصلة مكافحة الإرهاب فكرا وسلوكا ومحاصرة الإرهابيين حيثما ثقفوا والتحذير من تقديم أي عون لهم أو أي من ألوان التعاطف معهم . الحفل الكريم. أختم بالشكر لكم جميعا ولرابطة العالم الإسلامي بقيادة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ رئيس مجلسها الأعلى وأمينها العام الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي على ما تقوم به من جهود مباركة في معالجة قضايا الأمة المعاصرة وعلى رأسها قضية مكافحة الإرهاب ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال والحوار التي يدعو إليها ديننا دين الرحمة والسلام والأمن والأمان . سائلا المولى جل وعلا لمؤتمركم التوفيق والسداد... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..... عقب ذلك كرم سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الجهات الداعمة للمؤتمر كما تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المنسابة من معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عقب ذلك قام سموه بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر والذي تشارك فيه رابطة العالم الإسلامي وهيئاتها المختلفة إضافة إلى جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ومركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية حيث سامتع سموه إلى شرح مفصل من هذه الجهات عن الدور الكبير الذي تقوم به في مكافحة الإرهاب وإظهار مايتسم به الإسلام من وسطية واعتدال. 1