اختتم المؤتمر الثاني للمرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا من أجل تنمية مستدامة، فعالياته في العاصمة السودانية الخرطوم، برعاية فخامة رئيس جمهورية السودان عمر حسن أحمد البشير، وشارك في افتتاح المؤتمر وختامه ممثلا عن رئيس السودان، الدكتورة تهاني عبد الله عطية وزيرة العلوم والاتصالات. وامتدت فعالياته على مدار 3 أيام خلال الفترة من 5 – 7 مايو الجاري، ونظمته وزارة العلوم والاتصالات بالسودان بالتعاون مع المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ومدينة أفريقيا التكنولوجية. حصر الأفكار والمشاريع البحثية ذات الجدوى الاستثمارية خلص المؤتمر إلى عدة توصيات عملية، بعيدا عن التوصيات النظرية، بعد الجلسة الختامية حول دور المرأة في القرار السياسي والاقتصادي في الدول العربية. وقالت الدكتور تهاني عبد الله عطية وزيرة العلوم والاتصالات بالسودان إنه من المهم وضع برنامج زمني لتنفيذ هذه التوصيات، بعد أن أكدت المرأة العربية والسودانية قدرتها علي الإنجاز والعمل والإنتاج، دعما لاقتصاد المعرفة الوطني والعربي. وأشارت إلى أنه كان من بين هذه التوصيات العملية: إطلاق شبكة المرأة السودانية للبحث والتطوير، تحت مظلة شبكة المرأة العربية للعلوم والتكنولوجيا التابعة للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا. وتم اتفاق المشاركات والمشاركين على مستوى المسؤولين الحكوميين والأكاديميين والباحثين والباحثات، على أن تقوم هذه الشبكة بعمل حصر للأفكار الابتكارية والمشاريع البحثية السودانية، ذات الجدوى الاقتصادية والاستثمارية. وشددت الوزيرة الدكتورة تهاني عبد الله عطية على أهمية الابتكار والتكنولوجيا لمستقبل السودان والمجتمعات العربية، لأن النمو الاقتصادي والاستقرار المجتمعي يحتاج إلى بدائل وأفكار ابتكارية لمواجهة التحديات، التي تواجه مجتمعاتنا. وتستطيع المرأة أن تلعب دورا أصيلا في جهود التنمية المستدامة في المجتمعات العربية. وشددت على أهمية دخول المرأة مجال ريادة الأعمال، لتحويل الأفكار الابتكارية لشركات ناشئة تكنولوجية في مختلف المجالات، تساهم في الناتج المحلي الإجمالي وتولد دخولا كريمة، وفرص عمل للشباب والشابات. النساء تنظمن الملتقى العربي الثامن للاستثمار في التكنولوجيا وأضاف الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا توصية مكملة تتعلق بأنه بعد الانتهاء من حصر هذه الأفكار والمشاريع ذات الجدوى، يتم تنظيم الملتقى العربي الثامن للاستثمار في التكنولوجيا، الذي تنظمه المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بالشراكة والتعاون مع جهات حكومية وشركات قطاع خاص ومؤسسات ومنظمات إقليمية ودولية، ويجمع صناع القرار الحكومي الاقتصادي وممثلي رأس المال وصناديق التمويل والاستثمار وأصحاب الأفكار الابتكارية والشركات الناشئة، بحيث يتم بحث مدى جدوى ضخ استثمارات في هذه المشاريع الابتكارية ذات الجدوى الاستثمارية والاقتصادية، التي ستقوم بحصرها اللجنة المكلفة من وزارة العلوم والاتصالات بالسودان و المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا. واشار إلى أن المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ستعقد مجموعة من الاجتماعات مع المهتمين بملتقى الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا بحيث تكون هناك تجارب عربية أخرى ممثلة فيما يتعلق بالمشاريع والأفكار الابتكارية ذات الجدوى الاستثمارية والاقتصادية. كما ستقوم المؤسسة بعمل دراسات الجدوى للمشاريع البحثية المنتقاه. وأوضح الدكتور عبد الله النجار أن البرنامج الزمني المخطط لتنظيم الملتقى العربي الثامن للاستثمار في التكنولوجيا بعد مؤتمر المرأة، سيكون خلال فترة تتراوح ما بين 7 – 8 شهور، وهي محاولة فريدة من نوعها في الوطن العربي، بحيث تكون المرأة المحرك الرئيسي لتنظيم وإدارة أول ملتقى اقليمي عربي ودولي، للاستثمار في التكنولوجيا، مفتوح للمشاركة للجميع، وليس قاصرا على فئة معينة. التوأمة بين الجامعات وكسب ثقة صانع القرار والتواصل مع الإعلام كما شملت التوصيات الناتجة عن المؤتمر: عمل تؤأمة بين الجامعات السودانية والجامعات العربية المختلفة، مع تشكيل فرق بحثية وكراسي بحثية، على أن تبذل الجهود لتساهم شركات القطاع الخاص في عمليات تمويلها. كما طلبت المشاركات بمخاطبة الجهات الرسمية من أجل أن تتبوأ المرأة مناصب صنع القرار في المؤسسات البحثية والأكاديمية والتكنولوجية، القاصرة على الرجال، على الرغم من أن المرأة في العديد من الدول العربية، تبوأت مناصب وزارية. كما دارت مناقشات عميقة حول أهمية التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة للتركيز على دور المرأة العربية في بناء اقتصاد المعرفة، من خلال الابتكار والبحث العلمي، خاصة وأن قنوات التواصل مع الإعلام ضرورية للتوعية بدور المرأة في التنمية المستدامة العربية، وكسب ثقة صانع القرار السياسي والاقتصادي الرسمي، وشركات القطاع الخاص مطلوب منها تفعيل دورها لدعم البحث العلمي لأغراض الاقتصاد والتنمية وليس مجرد الترقيات الإدارية. العضوية الشرفية: تمكين المرأة بالتكنولوجيا لإدارة الأسرة وتسويق المنتجات في سياق متصل، وفي اطار الاجتماعات التي عقدت على هامش المؤتمر، اجتمع الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا مع الدكتورة إقبال جعفر الحسين الأمين العام للاتحاد العام للمرأة السودانية، الذي يضم 4 ملايين سيدة، بمشاركة وحضور الدكتورة تابيتا بطرس وزير الدولة لوزارة الكهرباء والموارد المائية بالسودان، وتم مناقشة سبل التعاون المشترك في العلوم والتكنولوجيا دعما للتنمية المستدامة. وتركزت محاور الاجتماع على 3 قضايا محورية تمثلت في: حصر التكنولوجيات لتسهيل دور المرأة في إدارة شؤون الأسرة، وتنظيم دورات تدريبية لتمكين المرأة من استخدام التكنولوجيا وتطبيقها في أعمال تسويق المنتجات، مع الاهتمام بنقل تجربة المرأة السودانية للمنطقة العربي فيما يتعلق ببروز دورها السياسي والبرلماني. هذا واتفق الطرفان توثيقا للعلاقات بين الجانبين على أن يمنح الاتحاد العام للمرأة السودانية والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا العضوية الشرفية لأعضاء مجلس إدارة كل منهما للآخر. أول لواء دكتور إمرأة في الجيش .. المرأة قادرة على كسب ثقة المجتمع في سياق متصل، كتجربة نجاح سودانية وعربية، أشارت اللواء دكتورة سعاد يوسف الكارب عميد كلية الصيدلة جامعة كرري التابعة للجيش السوداني، إلى أنها أول إمرأة سودانية تتبوأ هذا المنصب المهم في الجيش، في مجال الخدمات الطبية، وهى متخصصة في الأدوية والصيدلة، وحصلت علي شهاداتها العالي من جامعة الخرطوم للماجستير والدكتور. وأوضحت أن وضع المرأة السودانية متميز مقارنة بعدد من الدول، خاصة وأن الحكومة الحالية تضم 9 وزيرات، ونائب رئيس البرلمان كذلك سيدة. كما أن المرأة السودانية تتمتع بتمثيل في البرلمان تصل نسبته إلى حوالي 25%. وأكدت اللواء دكتورة سعاد الكارب أن المرأة السودانية أثبت كفاءة عالية وأنها قادرة على كسب ثقة صانع القرار والمواطن السوداني، من المشاركة في حركة التحرر الوطني والاستقلال حتى اليوم، من خلال إرادتها القوية وعملها الدؤوب، لمواجهة التحديات بالعمل والإنتاج والإلتزام وفق قواعد مؤسسية جادة وحاسمة. النساء والتدريب على متطلبات اقتصاد المعرفة وتحدثت الدكتورة غادة عامر نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا عن وضع المرأة العربية سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا، موضحة أن المرأة من المهم أن تخوض مجالات التأهيل والتدريب علي قطاعات اقتصاد المعرفة، حتى تستطيع أن تشغل بكفاءة فرص العمل المستقبلية. مشددة على أن برامج المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا اهتمت بأن تمثل فيها المرأة وتشارك، على الرغم من أن هذه المشاركة في حاجة للدعم والزيادة. مشيرة إلى أهمية كسب ثقة صانع القرار الاقتصادي والسياسي لدعم البحث العلمي. التمكين السياسي والاقتصادي للمرأة كما تحدثت أميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي السابقة ومديرة مركز مدا لدراسات المجتمع عن الدور السياسي للمرأة السودانية على مدار سنوات طويلة. موضحة أن المرأة نجحت في أن تثبت كفاءتها في مختلف المجالات التي عملت فيها سياسيا واقتصاديا. موضحة أن المرأة لتنجح في حاجة إلى توفير بيئة محفزة من ناحية وتمكينها اقتصاديا من ناحية ثانية، خاصة وأن التمكين الاقتصادي سيساعد المرأة على تحقيق انجازات عديدة تصب في النهاية في المصلحة العامة للمجتمع. وقالت الدكتورة سميرة إسلام، أول سعودية تحصل على درجة الدكتوراه بالمملكة، البروفيسور بجامعة الملك عبد العزيز في جدة بالسعودية أن التنشئة الأسرية تلعب دورا مهما لمنح الثقة في الفتاة، لتكون مواطنة ناجحة ومشاركة في المجتمع، وتسعي للتطوير والابتكار وتحقيق النجاحات . . وأوضحت أنها صاحبة إرادة جادة وصادقة، لتحصل على ثقة صانعي القرار، مشيدة بوضع المرأة العربية حاليا، وكذلك السعودية بفضل دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. و40% من الأطباء في المملكة نساء، وزيادة 78% في القوى العاملة النسائية، وتعيين إمرأة نائبة لوزير التعليم، وانتخابها في مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بجدة. وتحدثت سامية شبو المدير العام للمركز السوداني لتطوير سيدات الأعمال بالسودان عن نجاحات المرأة العربية في مجال القيادة الاستثمارية وريادة الأعمال في السودان والدول العربية. والمركز يعمل على تأهيل المرأة السودانية صانعة الفرص والقادرة على إدارة وريادة الأعمال. ويضم المركز 3 آلاف سيدة أعمال سودانية. وأثبتت سيدات الأعمال نجاحات كبيرة في مجالات عدة منها صناعات الملابس المحلية والعطور. وانتهت فعاليات المؤتمر بتوزيع شهادات تقدير على المشاركات. 1