قال مصدر دبلوماسي مصري بارز وفقا لتقرير نشرته صحيفة الشروق المصرية يوم أمس إن القاهرة متشككة في الالتزامات القطرية الواردة في الاتفاق المبدئي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مؤخرًا. بشأن التزامات الدوحة بوقف التدخل القطرى فى الشئون الداخلية لبلدان الخليج ومصر وبقية الدول العربية. وأضاف المصدر، أن سر التشكك المصري في الالتزام القطرى يعود إلى ان قيام الدوحة بوقف دعم العنف وتيارات الإسلام السياسى المتطرفة يعنى نسف أسس النظام القطرى نفسه المرتبط والمتحالف بتيار الإسلام السياسى. ونفى المصدر المصرى وجود أى اتصالات بين القاهرةوالدوحة فى الفترة الأخيرة بشأن التهدئة التى تم التوصل إليها بوساطة كويتية عمانية، وأشار المصدر إلى أن القاهرة تدرك أن التعهدات القطرية الأخيرة لم تكن من أجل عيون مصر، أو أن الدوحة استفاقت فجأة وقررت التوقف عن دعم الإخوان المصريين. وأوضح المصدر، أن التحرك القطرى الأخير جاء بسبب الضغوط السعودية التى تزايدت منذ قرار سحب سفراء المملكة ومعها كل من الإمارات والبحرين، ثم فى أعقاب التهديد بإغلاق الحدود البرية والجوية وصولا إلى قطع العلاقات بالكامل. وكشف المصدر، عن انه يعتقد أن ما تم الإعلان عنه مؤخرا أقرب إلى المناورة، وان الدوحة تراهن على كسب الوقت، وقررت الرضوخ مؤقتا خصوصا ان الملك عبدالله كان فى قمة ثورته خلال لقائه مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما قبل أسابيع فى الرياض بشأن السلوك القطرى، وذلك ردا على الطلب الأمريكى المتمثل فى تنمية لحدوث تهدئة خليجية إضافة إلى طلب آخر تمثل فى اقناع الرياض وأبوظبى بوقف قرارهما بإغلاق الحدود البرية مع قطر لما تمثله هذه الخطوة من حصار لأكبر قاعدة أمريكية عسكرية فى المنطقة وهى قاعدة من العديد فى قطر. وكشف مصدر خليجى ل«الشروق» سببا جديدا للغضب السعودى من قطر يتمثل فى ان الرياض اكتشفت ان المخابرات القطرية تواصلت مع ضباط من الجيش والحرس الوطنى السعودى كانوا يتلقون تدريبات ودورات عسكرية فى أوروبا، وطلبت منهم الانقلاب على نظام حكمهم. وأضاف المصدر أن الضباط أبلغوا حكوماتهم فورا بالمحاولات القطرية، وان الرياض أبلغت كل جيرانها الخليجيين إضافة إلى عواصم إقليمية ودولية بهذا السلوك القطرى الخطير. أضاف الدبلوماسى الخليحى أن السعودية كانت قد تسلمت بالفعل شرائط فيديو مسجلة تكشف تنسيقا قطريا مع حكومة العقيد الليبى الراحل معمر القذافى بشأن اغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد. وأن الدوحة وعندما انكشف أمرها تنصلت من هذا الأمر ووعدت السعودية بالتوقف التام عن التدخل فى الشئون الداخلية للسعودية، لكنها عادت واتصلت من جديد بضباط سعوديين فى أوروبا وكشف المصدر أيضا ان نفس السيناريو تكرر مع مواطنين وضباط إمارتيين وبحرينيين. وقال المصدر إن أحد أهم المطالب الخليجية من قطر خلال اللقاء الأخير كان وقف نشاط ما يسمى ب«اكاديمية التغيير» القطرية التى تعتبر بمثابة الأداة القطرية للتدخل فى شئون العالم العربى تحت دعاوى نشر ثقافة التغيير والديمقراطية. وأكد المصدران أن قطر لم تكن واضحة فيما يتعلق بطرد القيادات الإخوانية المصرية المقيمة فى أراضيها بحجة ان ذلك سوف يسبب لها حرجا كبيرا، وانها طلبت مهلة شهرين للبحث عن مخرج لهذا الأمر، لكنها وعدت بالتهدئة على جبهة قناة الجزيرة، مقابل الإسراع بإبعاد 15 قياديا إخوانيا خليجيا كانوا يقيمون بالفعل على أراضيها. 1