" الحاجة أم الاختراع " كانت أول كلمات عزمي نصر "47 عاما " الذي صنع جنة من الجحيم ،باستثماره الطاقة الشمسية لتزويد بيته بالطاقة الكهربائية على مدار الساعة ، وبجهاز أخر يساعده على الطهي والاستغناء عن الغاز الطبيعي ،وبجهاز ثالث يقوم بقياس مخزون المياه بدون متابعته المستمرة . نصر الذي يعمل مدرسا للعلوم في مدارس الاونروا ، أصر أن يهزم المعاناة التي يمر بها قطاع غزة من أزمة كهرباء ومياه وغاز ليسعف أسرته منها ، ويبقى الوحيد الذي يستغنى عن خدمات الكهرباء والغاز في القطاع . بداية الحكاية من هنا..على سطح منزله وسط قطاع غزة يتزين بإبداعات تحدث الحصار ، بدأ نصر نشاطه الأول وتوظيف دراسته وعلمه الذي تعلمه داخل أروقة الجامعة ، في تخفيف حدة الحصار على أسرته باختراع أول جهاز قبل أربع سنوات ، يحول الطاقة الشمسية إلى كهربائية بقوة عالية ، حيث قال " تمكنت من تحويل الطاقة الشمسية عبر ألواح "السيزيام" تختزل أشعة الشمس وتخزنها داخل بطاريات تمد منزلي بالكهرباء على مدار الساعة ، وتشغل كافة الأجهزة المتواجدة في المنزل " وتطلى هذه الألواح باللون الأسود مثبتة بحامل حديدي قوى ، وتتشابك العديد من الأسلاك تتجمع في النهاية ببطاريات كبيرة ، وعند تعرض اى لوح من هذه الألواح لأشعة الشمس فانه ينتج طاقة كهربائية مقدارها 75 وات ، وما يميز الشرق الأوسط عن الغرب هو طول فترة ظهور الشمس ، مما يجعل ذلك فرص نجاح الفكرة على مدار السنة . ومكونات هذ الجهاز بحسب ما أفاد المواطن ، يتكون من جهاز توليد الطاقة مكون من أربع أجزاء أولها الألواح الشمسية المثبتة ، وثانيها محول الطاقة للبطاريات ، وثالثها لوحة التحكم بالطاقة الكهربائية ، وأخيرا بطاريات 110 أمبير لتخزين الطاقة على مدار الساعة . وبجهد كبير قال " حصلت على هذه الألواح بصعوبة بتهريبها عبر الأنفاق ، في حين لم يلتفت قطاع غزة في تلك الأيام لفكرة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية ، وبعدما استلمت الألواح قمت بإيصال الأسلاك يبعضها البعض واستغرق ذلك يوم واحد ، بتكلفة إجمالية تقدر 2000 دولار امريكى " طبخ على الستالايت وكلما واجهته مشكلة جديدة حك ذقنه ليبدأ رحلة جديدة في الحصول على مخرج للمشكلة ، وتكللت جميع تجاربه بالنجاح ، ليعود لسطح منزله ليكمل إبداعات الطاقة البديلة . بعد فترة طويل من انقطاع التيار الكهرباء ووصوله لحلها ، بدأت من جديد أزمة الغاز الطبيعي وندرة وجوده ، فكان الحل الأمثل على يده " مشكلة نقص غاز الطهي ولد عدة مشاكل لدينا ، وما ضاعف المشكلة انقطاع التيار الكهرباء فانقطعت الحلول المتوفرة البديلة . واضاف : "فقمت بإلصاق 450 قطعة مرآة عاكسة بجوار بعضها بطول نص كفة اليد على الصحن اللاقط للمحطات على سطح المنزل ، وإيجاد بؤرة لأشعة الشمس ، واستخدام ما هو صادر عنها من أشعة شديدة وصلت في وقت الذروة ل 300 درجة مئوية في طهو الطعام واللحوم والشاي والقهوة ، في حين استمر الصحن اللاقط بإيصال الإشارة للتلفاز ويوصل بث المحطات الفضائية" ويقوم حاليا بإيقاف العمل مؤقتا بالطبخ على الستالايت لتطوير الفكرة بشكل أوسع تشمل اعتماد كامل عليه بطرق سهلة وتعامل سلس للأسرة بهذا الاختراع . ويعتبر ذلك ذو جدوى اقتصادية كبرى لأنه يعتمد على الشمس ، ولا ينتج رمادا أو دخانا ويوفر المال في حين انه يأخذ القليل من الوقت والجهد وبذلك نستطيع التغلب على مصاعب الحياة 1