سيطرت قوات أمريكية خاصة على ناقلة هربت بشحنة نفطية من ميناء ليبي يحتله متمردون مناهضون للحكومة مما أوقف محاولتهم بيع النفط في السوق العالمي، وذلك وفقا لتقرير "رويترز" ، واليكم التفاصيل: وتمكن مسلحون ليبيون يطالبون بحكم ذاتي لشرق البلاد وبنصيب أكبر من الثروة النفطية من تحميل النفط الخام في الناقلة التي هربت من البحرية الليبية مما أثار أزمة دفعت البرلمان الليبي إلى إقالة رئيس الوزراء. واعتلت قوات خاصة من البحرية الأمريكية الناقلة مورنينج جلوري أثناء توقفها في المياه الدولية قبالة قبرص ليل الاحد. وقال جون كيربي المتحدث الإعلامي باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن عملية السيطرة على الناقلة وافق عليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بناء على طلب حكومتي ليبيا وقبرص. وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية طلب عدم الافصاح عن اسمه إنه لم يصب أحد في العملية التي استغرقت أقل من ساعتين ولم تطلق خلالها أعيرة نارية. واضاف أنه تم العثور على بندقيتين من طراز ايه كيه 47 وان الليبيين الثلاثة الذين كانوا يحتجزون الناقلة اصبحوا في قبضة القوات الأمريكية. وأضاف كيربي في بيان أن الناقلة "مورنينج جلوري تحمل نفطا مملوكا للمؤسسة الوطنية للنفط التابعة للحكومة الليبية." وتعمق المواجهة الجارية بشأن النفط الليبي وأزمة الناقلة حالة الفوضى التي تمثل اختبارا لطرابلس منذ الإطاحة بالزعيم الليبي السابق معمر القضافي قبل ثلاثة أعوام. وتجاهد الحكومة والجيش الليبي الذي تشكل حديثا للسيطرة على ميليشيات قاتلت ضد القذافي وترفض الآن التخلي عن سلاحها واستخدمت قوتها العسكرية مرارا للضغط على الدولة وتحقيق مطالب سياسية وكثيرا ما يحدث ذلك باستهداف قطاع النفط. ومن المرجح على المدى القصير على الأقل أن تمنع السيطرة على الناقلة من جانب القوات الأمريكية أي محاولات أخرى لبيع النفط من قبل المتمردين الذين سيطروا في أغسطس آب على ثلاث مرافئ تصدير تتعامل مع نحو 700 ألف برميل يوميا من الصادرات. وقالت الحكومة الليبية في بيان "النفط هو عصب الاقتصاد الوطني وإن العبث به وبمقدرات وثروات الشعب الليبي أمر لا يمكن القبول به أو التهاون فيه." وهذه هي المرة الثانية في ستة أشهر التي تقوم فيها القوات الأمريكية بعمليات لها علاقة بليبيا. فقد خطف فريق من القوات الخاصة من يشتبه بأنه عضو بالقاعدة من الشارع لدى عودته إلى منزله من الصلاة في العاصمة طرابلس في سبتمبر أيلول. وقالت وزارة الشؤون الخارجية القبرصية إن الناقلة تتجه الآن غربا في البحر المتوسط برفقة قوات أمريكية. وقال مسؤولون إن من المتوقع ان تستغرق الرحلة نحو أربعة أيام. وكانت الناقلة ترفع علم كوريا الشمالية ولكن حكومة بيونجيانج قالت يوم الخميس إنها أخطرت ليبيا والسلطات الملاحية انها قطعت كل صلاتها بالسفينة بسبب حمولتها المهربة. وقال سفير كوريا الشمالية في جنيف سو سي بيونج يوم الاثنين إنه بحث الوضع مع نظيره الليبي لشرح الموقف وليس للاعتذار. وأضاف أن كوريا الشمالية لا تشتري النفط من المتمردين الليبيين وأنه غير مهتم بسيطرة البحرية الأمريكية على الناقلة نظرا للتصرف غير القانوني لشركة الشحن التي تتخذ من مصر مقرا لها. وقال سو لرويترز "سواء سيطر عليها الأمريكيون أو اخرون فهذا امر لا نعبأ به اذا كانت السفينة ترتكب شيئا مخالفا." ولم يصدر حتى الآن أي رد فعل فوري من قيادة المحتجين في شرق ليبيا. وقال عبد ربه البرعصي الذي أعلن نفسه رئيسا لوزراء حركة المحتجين يوم الاحد إن جانبه على استعداد لمناقشة إنهاء حصار الميناء مقابل أن تنهي الحكومة خططها لشن هجوم عسكري. وأمهل رئيس البرلمان الليبي الذي يملك سلطات شبه رئاسية المحتجين أسبوعين كي ينسحبوا من الموانئ التي يسيطرون عليها وإلا فسيواجهون عملية عسكرية. ولكن محللين قالوا إن من غير المؤكد ما إذا كانت الحكومة قادرة فعليا على مواجهة المحتجين المدججين بالسلاح وبينهم جنود انشقوا عن قوة حماية النفط. ويعطي تدخل القوات الأمريكية قوة دافعة للحكومة الليبية الهشة في معركتها الرامية لفرض النظام على البلاد مترامية الأطراف والتي تواجه نزاعات سياسية وإقليمية وقبلية تعرقل التحول الديمقراطي. وتقوم قوات غربية قلقة من تفكك البلاد أو انهيارها في أتون مزيد من الفوضى بتدريب القوات المسلحة الليبية وتحث الأطراف المتصارعة في الحكومة على الوصول إلى تسوية. وقال مصدر في الشرطة القبرصية إن إسرائيليين اثنين وسنغالي احتجزوا للتحقيق معهم يوم الاحد للاشتباه في محاولتهم شراء حمولة الناقلة ولكن تم الإفراج عنهم بعدما رفضت المحكمة إصدار مذكرة اعتقال.