قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان القوات الخاصة في البحرية اعتلت وسيطرت على ناقلة نفط تم الاستيلاء عليها من قبل ثلاثة رجال مسلحين في ميناء ليبي في وقت سابق من الشهر. وقال المتحدث الصحفي باسم البنتاجون جون كيربي انه لم يصب أحد في العملية التي وافق عليها الرئيس الامريكي باراك أوباما وطلبتها حكومتا ليبيا وقبرص وجرت في المياه الدولية جنوب شرقي قبرص. وكان وزير العدل الليبي صلاح المرغني قد قال في يوم سابق إن الناقلة التي حملت النفط من ميناء ليبي يسيطر عليه مسلحون مازالت تبحر في البحر المتوسط نافيا تصريحات المسلحين بأنها وصلت إلى وجهتها. وفي الاسبوع الماضي تمكن المسلحون في شرق ليبيا الذين يطالبون بنصيب أكبر في الثروة النفطية ومزيد من الحكم الذاتي من تحميل النفط الخام على متن الناقلة التي تبلغ حمولتها 37 ألف طن والتي هربت من البحرية الليبية مما سبب حرجا للحكومة المركزية ودفع البرلمان للتصويت على إقالة رئيس الوزراء. وقال المرغني للصحفيين في مدينة بنغازي بشرق البلاد إن الناقلة لم تصل إلى وجهتها بعد وإنها ما زالت في البحر المتوسط. ولم يدل بمزيد من التفاصيل وقال إن تحركات الناقلة تخضع للمراقبة الدولية. وقال المسلحون في يوم سابق إن الناقلة وصلت إلى وجهتها النهائية دون الكشف عن المكان ، فيما يقول مسؤولون إن البحرية الليبية فقدت الاتصال بالناقلة بعد اطلاق النار عليها يوم الاثنين أو الثلاثاء.وتعد الأزمة المتعلقة بالسيطرة على نفط ليبيا جزءا من اضطرابات أوسع نطاقا تشهدها البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي قبل نحو ثلاثة أعوام.وتبذل الحكومة والجيش الذي أنشىء حديثا جهدا للسيطرة على كتائب من المقاتلين السابقين المعارضين للقذافي والذين رفضوا نزع اسلحتهم ويستخدمون قوتهم العسكرية لفرض مطالب سياسية على الدولة من خلال استهداف قطاع النفط في كثير من الأحيان وكان متمردون ليبيون يسيطرون على ثلاثة موانئ لتصدير النفط قد اعلنوا إنهم مستعدون للتفاوض مع الحكومة لإنهاء الحصار الذي بدأوه قبل ستة أشهر إذا تخلت طرابلس عن خطط لشن هجوم عسكري.وكان مسؤولون ليبيون قد أمهلوا المحتجين المسلحين يوم الأربعاء أسبوعين لاخلاء الموانئ التي سيطروا عليها وإلا سيتعرضون لهجوم عسكري. ووقع اشتباك محدود هذا الأسبوع بين قوات موالية للحكومة وأخرى متمردة في مدينة سرت الواقعة في وسط ليبيا.وتمكن المتمردون الذين يطالبون بنصيب أكبر من الثروة النفطية الأسبوع الماضي من تحميل ناقلة بالنفط. وفرت الناقلة من البحرية الليبية وسببت الواقعة حرجا للحكومة المركزية الضعيفة في طرابلس ودفعت البرلمان إلى سحب الثقة من رئيس الوزراء يوم الثلاثاء. وقال عبد ربه البرعصي رئيس المكتب التنفيذي لإقليم برقة والذي أعلن نفسه رئيسا لحكومة الاقليم لرويترز عبر الهاتف إن المحادثات لا يمكن أن تبدأ إلا بعد أن تسحب الحكومة المركزية أي قوات أرسلتها إلى وسط ليبيا لمواجهتهم. وأضاف أن هذا هو شرط بدء المحادثات. وذكر أن الناقلة التي جرى تحميلها بالنفط الأسبوع الماضي من ميناء يسيطر عليه المتمردون وصلت إلى وجهتها لكنه لم يذكر المكان. وقال إن من المتوقع وصول المزيد من السفن إلى الموانئ المحاصرة. وكان البرعصي قد ألقى كلمة في وقت سابق يوم السبت نقلتها قناة تلفزيونية يسيطر عليها المتمردون ووقف خلالها أمام عدة سفن راسية في ميناء قالت القناة إنه ميناء السدرة الذي أبحرت منه الناقلة. ولم يتسن التأكد من ذلك على نحو مستقل.وقال مسؤولون إن البحرية الليبية فقدت الاتصال بالناقلة التي كانت ترفع علم كوريا الشمالية بعدما أطلقت النار عليها يوم الإثنين أو الثلاثاء. ولم يؤكد المسؤولون الليبيون مكان الناقلة منذ ذلك الحين.