قال معهد واشنطن الأميركي لدراسات الشرق الأدنى إنه مع استمرار القتال فى سوريا دون إشارة إلى تحقيق نصر حاسم في الأفق، فإن نظام بشار الأسد ربما يقرر أن يتخلى عن أجزاء من البلاد تماما، ويشكل دويلة فى المحافظات الغربية التي لا تزال إلى حد كبير تحت سيطرته. ومثل هذا الكيان، كما يقول المعهد فى دراسة حديثة له، قد يضم 40% من مساحة الأراضي السورية، و70% من سكان البلاد. وأشارت الدراسة إلى أن تأسيس تلك الدويلة والدفاع عنها ضد المعارضة و الجهاديين سيكون له عواقب وخيمة على الشعب السوري والمنطقة كلها، بما فى ذلك صراع عصبي، وتهجير قسري وعمليات تطهير عرقية وطائفية ووجود شعوب من اللاجئين في الدول المجاورة. ويقول نيكولاس هيراس، مؤلف الدراسة أنه منذ بداية الثورة السورية في آذار 2011، كان احتمال تأسيس دويلة للأسد في الجزء الغرب من البلاد موضوع للتخمين في ظل الصعود والهبوط في القتال الذي شهدته البلاد. ولا يزال القتال مستمرا برغم الضغوط الدولية على طرفي الصراع من خلال محادثات السلام في جنيف للتفاوض على تسوية سياسية، دون وجود مؤشرات على انتصار أي طرف سواء نظام الأسد أو المعارضة المسلحة. و أغلب جماعات المعارضة المسلحة الناجمة، ستسعى إلى إنشاء خلافة إسلامية في سوريا، بينما لن تتوقف الحكومة السورية والطوائف المتعاطفة معها وحلفائها مثل حزب الله اللبناني الذي ينظر إلى الصراع باعتباره وجوديا، عن القتال على الأرجح. وتأسيس القاعدة لدولة الخلافة الشرقية فى مدينة الرقة في شرق البلاد ومشاركة الآلاف من المقاتلين الأجانب في الصراع يشير إلى الدرجة التي ينظر بها الجهاديون للحرب السورية باعتبارها صراعاً سيحدد مستقبل الشرق الأوسط الأكبر. وقد حدث تطور هام فى الآونة الأخيرة وهو ظهور ائتلاف الجبهة الإسلامية الذي يضم العديد من الجماعات القوية الداعية للإطاحة بحكومة الأسد وتأسيس دولة إسلامية فى سوريا. والعديد من هذه الجماعات تحارب الجيش السوري وحلفائه في عدد من المواقع الإستراتيجية في غرب سوريا، ولو تم تأسيس دويلة للأسد، فسيعكس هذا واقع تقسيم البلاد بما سيكون له تداعيات دموية جداً على مستقبلها. 1