كان هذا الحوار عن النحافة وكيف نتعامل معها مع د/ لمياء لطفي أستاذ التغذية بكلية التربية النوعية – جامعة كفر الشيخ بجمهورية مصر العربية : - متى يطلق على الشخص نحيفاً ؟ يمكن أن يصف الشخص نفسه بأنه نحيفاً إذا كان يزن نفسه يومياً ويجده ثابتاً أو آخذاً في التناقص، أو إذا لاحظ أنه لا يتناول غذاءاً صحياً متوازناً طوال الوقت بالإضافة إلى كونه لا يمارس النشاط الرياضي المقصود بإعتدال. ومن أكثر مظاهر الإصابة بالنحافة إذا كنت تتعرض لإضطرابات نفسية تتسبب في فقدانك للشهية، فمن المعروف أن صورة الجسد تشغل دائماً بل هي محور تفكير الأشخاص الذين يعانون من إضطرابات الطعام والتي تكون إما بسبب النحافة أو البدانة وأكثرها النحافة. - ما السلوكيات والممارسات التي تعتبر أشهر أسباب النحافة ؟ تعتبر العادات الغذائية الخاطئة المكتسبة منذ الطفولة أشهر أسباب النحافة، وقد يكون هناك أسباباً وراثية، ومن الجدير بالذكر أن إتباع أنظمة غذائية خاصة لتخفيف الوزن والإستمرار بها إلى حد الوصول إلى النحافة ومن ثم عدم القدرة على إسترجاع الوزن الطبيعي يؤدي بالضرورة إلى النحافة. ولا يبعدنا ذلك عن دور الإصابة ببعض الأمراض العضوية والنفسية وتأثيرها البالغ في إنتشار النحافة. - هل معنى ذلك أنه يمكن علاج النحافة أم لا ؟ في الحقيقة أنه من الصعب على الشخص النحيف زيادة وزنه مقارنة بالشخص العادي أو ذي الوزن الزائد، وذلك يرجع للجينات الموروثة أو بسبب زيادة نسبة الإيض أو حرق الغذاء لديه، أو لأنه يمتلك عدداً أقل من الخلايا الدهنية أو بسبب زيادة طوله أو لأنه ببساطة غير حريص على الأكل. ولكن بعد التأكد من سلامة النحيف من الأمراض العضوية والجسدية يأتي الدور العلاجي للتغذية والتمارين الرياضية المنتظمة للوصول إلى الوزن الطبيعي. - ما أهم النصائح الغذائية التي توجهينها للشخص النحيف ؟ يستطيع الشخص النحيف بإتباع بعض الممارسات البسيطة أن يتخطى النحافة، فيفضل أكل وجبات صغيرة ومتعددة بدلآ من وجبات كبيرة وقليلة, فمثلاً يحتاج النحيف إلى ثلاث وجبات رئيسة وثلاث وجبات صغيرة، الأولى بين الفطور والغداء والثانية بين الغداء والعشاء والأخيرة قبل النوم. ويستحسن أن يتناول الأطعمة الغنية بالطاقة كخليط الفواكه مع الحليب "كوكتيل" وخاصة كوكتيل الموز، والمعجنات كالفطائر والكعك. كما ينصح ببدء الوجبة بالطبق الرئيسي. وتأجيل السلطة والفاكهة لآخر الوجبة حيث أن تناول الفواكه والخضراوات لا بد منها لإمداد الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية للصحة. وهناك بعض الإضافات التي ينتج عن إضافتها للأغذية زيادة الطاقة، فإضافة المارجرين للأطعمة عند الطهي يزيد من السعرات الحرارية في الطعام وكذلك إضافة زيت الزيتون إلى السلطات والعسل إلى الحليب والمشروبات الساخنة. كم أن إستعمال الزبدة أو المارجرين بدهنها على الشطائر عند تحضيرها قبل وضع الجبن أو زبدة الفول السوداني وإضافة المربى أو العسل بعد ذلك. ومن المعروف أن تناول المكسرات والفواكه المجففة في الوجبات الصغيرة أو إضافتها إلى السلطة والأرز وإضافة الجبن المبشور إلى الأرز والمكرونة ومكعبات الجبن الأبيض للسلطة. ويساعد تناول اللبن كامل الدسم أو المضاعف مع الغذاء والعشاء خاصة إذا كان مع رفقة محببة وفي الهواء الطلق ومضغ الطعام ببطء وبشكل كاف يعد أمراً إيجابياً بالنسبة للنحافة. ومن الجدير بالذكر تجنب شرب الماء أثناء الوجبات لأن ذلك يضعف الأنزيمات الهاضمة ويعوق عملية الهضم، إلى جانب أنه يملأ المعدة ويجعل النحيف يشعر بالشبع بسرعة. وتجدر الإشارة إلى أن السلوك الشخصي الغذائي الواعي له دور هام جداً في التعامل مع النحافة، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة المقصودة بإعتدال ويكون كل ذلك بمتابعة وإشراف طبي تحسباً لأي مخاطر محتملة. - هل من الممكن أن يؤدي عدم الأخذ بهذه النصائح في حال الإصابة بالنحافة إلى أي مخاطر ؟ بالفعل قد يؤدي ذلك إلى سوء التغذية والمقصود بها عدم حصول جسم الإنسان على القدر الكافي من المواد الغذائية، وهذه الحالة قد تنتج من عدم توافر الغذاء المتوازن، عسر الهضم، سوء الإمتصاص، أو أية أمراض طبية أخرى. والمرادفات الأخرى لسوء التغذية هي التغذية الغير كافية. - متى يستشير الشخص الطبيب لأنه يعاني من سوء التغذية ؟ إذا لاحظ أي تغير في قدرة الجسم على آداء وظائفه، ونجد الأعراض متضمنة وليست مقتصرة على الإحساس بالإعياء وضعف في نزول الدورة الشهرية عند الإناث وضعف النمو عند الأطفال، كما أن تساقط الشعر السريع من أكثر دلائل سوء التغذية. - هل يمكن علاج سوء التغذية ؟ يتكون العلاج غالباً من إمداد الجسم بالمواد الغذائية التي تنقصه، وعلاج الأعراض – علاج أية أمراض طبية تنشأ من سوء التغذية. - وهل يتم علاج سوء التغذية كلية بعد إتباع الخطوات السابقة ؟ هذا يعتمد على السبب ، فمعظم أنواع القصور الغذائي يمكن علاجه ... لكن إذا كان السبب حالة صحية مرضية أخرى فلا بد من علاج المرض الأصلي الذي سبب سوء التغذية وكنتيجة حتمية ستختفي أعراض سوء التغذية. وفي الحقيقة فإن الغذاء المثالي هو الحل السحري للوقاية من العديد من الأمراض، ويمكن ببساطة تحقيق المثالية الغذائية عندما يكون الغذاء آمن وكافٍ ونظيف ومتوازن يغطي الإحتياجات الغذائية ويحتوي على جميع المجموعات الغذائية ولا يتعارض ذلك مع ضرورة كونه محبباً مرغوباً يتماشى مع رغبات الفرد وقبوله. 1