ولد الشهيد أمجد خليل علي يوسف في الثامن عشر من أيلول عام 1981 في المملكة العربية السعودية حيث كان والده يعمل مدرساً , وهو الإبن البكر لوالديه من الذكور . تلقى تعليمه الجامعي في هندسة الكمبيوتر بجامعة البلقاء التطبيقية وكان على وشك التخرج . متزوج ولديه أربعة أطفال بنتان وولدان تتراوح أعمارهم من خمسين يوماً إلى خمس سنوات . أصغرهم ( همام ) أنجبته أمه والشهيد في رحلة الإستشهاد . وقد التحق بركب الجهاد في سوريا أواخر العام الماضي . ما كان يميزه عن أشقائه كما يقول والده هو دينه وأخلاقه وحفظه للقرآن الكريم تعليماً وتعلماً , ويضيف , كان إبني من رواد المساجد يحافظ على صلواته في المسجد . يعنى بوالديه ويرعاهما . لا تأخذه في الحق لومة لائم . وقد التزم مبكراً , وشارك في جميع النشاطات الدينية وناصر بالفعل والقول كل ما أمر الله به . حاول والده منعه عن الذهاب لسوريا كونه يعيل أطفالاً . لكن الشهيد الذي ما انفكّ يتحدث عن عشقه للشهادة في سبيل الله وإعلاء كلمته أبى إلا أن يلقى وجه ربه شهيدا . وكان يجيب والده بقوله : لهم الله , هو سيتولاهم . توفيت والدته قبل خمس سنين وهي راضية عنه أيما رضى . فالشهيد كان بالكلم الطيب يأتي إلينا جميعاً . وفي الأصل هو من قرية أم الزينات من قضاء حيفا وقد سقطت قبل الخامس عشر من أيار عام النكبة وأوردتها روز آسبيرغ في أطروحتها للدكتوراة بجامعة أكسفورد وهي القرية التي جاهد أبنائها حينئذٍ كثيراً لكن حجم المؤامرة كان أكبر منهم . إحتسبه والده شهيداً بمجرد مغادرته ولم يفارقني ذلك الإحساس لحظة واحدة . وتجدر الإشارة إلى أن الشهيد أمجد ( ألزيناتي نسبة إلى قريته الأصلية ) هو حفيد ثانٍ للشهيد محمد غنايم أحد شهداء ثورة 1936 في فلسطين الذي تم إعدامه شنقاً من قبل الإنتداب البريطاني الغاشم في سجن عكا . وهو إبن عمة الشهيد أكرم محمد حسين غنايم الذي استشهد وهو يقاوم الإحتلال الصهيوني إبان الإنتفاضة الثانية ( إنتفاضة الأقصى ) في مخيم نور شمس قضاء طولكرم . كانت فرحة والده أكثر من ألم الحزن والفراق عندما وصله نبأ استشهاد إبنه وفلذة كبده فكما أسلف كان يحس بأن إبنه أمجد سيرقى شهيدا . وأما زوجته ( أم عبدالرحمن ) فقد استقبلت الخبر بالزغاريد والسجود شكراً لله . عمه صالح ( أبو رامي ) يحسبه عند الله شهيداً . فقد كان قد أبلغه بنيته الذهاب للمشاركة في صد العدوان الصهيوني على غزة هاشم . ومن هنا تولدّ لديّ شعور بأن إبن شقيقي لن يغادر الحياة إلا شهيداً بإذن الله . جاره يسري رضا أحمد الحسن أثنى على سلوكه وأخلاقه ودينه ومعاملته وقال إنه حبّبَ فينا عشق الشهادة وقولي ينطبق على جميع الجيران وكل من عرفوه . زفة الشهيد بدأت في ديوان عشيرة الشيخ يوسف بحي جعفر الطيار في ياجوز بالرصيفة قرب مسجد جعفر الطيار في شارع باب المغاربة . ووالده اختتم حديثه كما افتتحه بالأية الكريمة ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ) . 5