سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
والد الشهيد الطيار سيف الجويهل وأقاربه: في سبيل الوطن تهون الأحزان.. وعزاؤنا أن ابننا مات بعزة وشرف والدته: كنت أتكلم معه -رحمه الله- دائماً عن الشهادة
نظرة الحزن المغلفة برضاء تام بقضاء الله وقدره هي كل ما يمكنك أن تقرأه في عيون أقارب وذوي الشهيد الملازم الطيار سيف بن عبدالله الجويهل، أحد منسوبي السرب الثالث عشر بجناح الطيران الثالث بقاعدة الملك عبد العزيز الجوية بالظهران، الذي استشهد منذ أيام في حادث سقوط طائرة من طراز (اف 15). والتي كان الفقيد من المتميزين في قيادة هذا النوع من الطائرات المقاتلة المتقدمة. ويمتاز الشهيد الطيار سيف الجويهل بالكثير من الخلق القويم، والأدب والعلم، كما كان حريصا على عمله، فضلا عن أنه كان حديث عهد بالزواج بعد تخرجه من كلية الملك فيصل الجوية، وتعيينه في قاعدة الملك عبد العزيز الجوية بالظهران. ويقول والد الشهيد عميد متقاعد عبدالله الجويهل إنه لا يجد ما يقوله سوى ما قاله النبي الكريم حزنا على ولده إبراهيم: "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب" وإنا على فراقك يا "سيف" لمحزونون، فالشهادة وبذل الدماء في سبيل أمن الوطن وكرامته واستقلاله لا يمكن أن تقابل بالويل أو شق الجيوب، أو الدعاء بدعوى الجاهلية، ف "سيف" لم يمت، هو حي عند الله سبحانه حيث الفردوس الأعلى، وهذا هو عزاؤنا فيه. وقد زفيته مرتين عريساً وشهيداً. ويضيف الجويهل: "إن ما يسر الخاطر رغم فداحة المصاب أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله - يقدّر جيدا جهود رجال الأمن والقطاعات العسكرية في جهودهم على خط الدفاع عن الوطن، وهو يؤكد حفظه الله دائما أن الوطن لا ينسى شهيداً مات يدافع عن العقيدة، وهذا بالطبع يكفي لإدخال السرور على قلب والدي وزوجة الشهيد وذويه وأقاربه، فالدولة رعاها الله لا تنسى أبناءها، وتقدر صنيعهم، وتحفظ حقوقهم، وهي بذلك تؤكد للجميع أن الموت في سبيل الدفاع عن الأرض، والعرض شرف ينبغي الفخر به لا البكاء عليه. وألمح والد الشهيد إلى أن أسرة الشهيد رفعت الشكر والعرفان لمقام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- ولسمو ولي عهده الأمين وسمو وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعد وزير الدفاع والطيران وسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية على مشاعرهم النبيلة ومواساتهم للأسرة في مصابها، والتي كان لها الأثر الكبير في تخفيف مصابهم الجلل، ودعوا الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم. عبدالرحمن السويلم والد زوجة الفقيد وأبناؤه أثناء تلقيهم العزاء زرعت وحصدت أما والدته فتقول: "لقد زرعت في نفس أولادي منذ الطفولة على طاعة الله ثم حبهم للوطن ومليكهم والدفاع عن دينهم واتمنى من كل أم أن تزرع هذا الشعور في نفوس أبنائها. وكنت أتكلم مع سيف رحمه الله دائما عن الشهادة في سبيل الدفاع عن دينه ووطنه وأحثه على ذلك. وها أنا الآن بحمد الله أرى ذلك وأسأل الله العظيم أن يجمعني به وبقية إخوته ووالده في جنة الفردوس الأعلى". ويقول مبارك بن عبدالله الجويهل:" شقيق الشهيد إن استشهاد أخيه في مكان عمله يشعر أهله بالسعادة من أجله وأجل كل من ينتمون إليه، فهو لم يمت على سريره وإنما في قلب الوطن الغالي على الجميع، وقد دفع حياته دفاعا عن دينه ووطنه لأنه من الرجال الأوفياء المخلصين في عملهم، ويضيف:" نحن نؤمن جيدا أن العمل العسكري عز وفخر لمن يعمل به، وقد كان أخي رحمه الله دائما سعيدا بخدمة دينه ومليكه ووطنه، وما حدث له هو جزء من الدين الكبير الذي عليه لهذه المملكة الغالية". من جهته؛ قال والد زوجة الشهيد عبدالرحمن السويلم:" لم تبتعد كلماته كثيراً عن ما قاله الأب والأخ فقد سأل الله أن يتغمد الفقيد برحمته، وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وزوجته الصبر والسلوان"، مؤكداً أن استشهاد زوج ابنته أثناء تأدية واجبه نحو الوطن مفخرة للجميع يحفظها التاريخ ويتناقلها الأجيال على مر السنين، مشيرا إلى أن الشهادة ليست حدثاً طارئاً في تاريخ الوطن الغالي على القلوب، وإنما هي فيض عطاء يجود به الشرفاء في سبيل عزة الوطن ورفعته.