متبعات: يمثل شهر رمضان المبارك أجمل الشهور بالنسبة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، ويقول: «يتميز هذا الشهر الفضيل بمزايا لا تتوفر لغيره من الشهور من حيث العبادات وكسب الأجور، وروحيا واجتماعيا وإنسانيا». ويقول: «أنا شخصيا أستمتع بشهر رمضان وأجد فيه من الفرص ما لا أجد في غيره»، وأشار إلى أن الحياة العسكرية عودته على تحمل الظروف المختلفة، ولكن يظل لقضاء شهر رمضان في المملكة طعم مختلف. فإلى تفاصيل اللقاء مع سمو الأمير حول برنامجه اليومي وحياته وذكرياته في رمضان: أولا يسعدني تهنئة سموكم بمناسبة شهر رمضان المبارك أعاده الله على الجميع بالخير والبركات، وبودنا أن نتعرف على برنامجكم اليومي خلال الشهر الكريم صباحا ومساء وتواصلكم مع الأسرة والأصدقاء والمجتمع. - برنامجي عادة لا يتغير كثيرا بين رمضان وبقية الأشهر الأخرى إلا فيما يتعلق بالعبادات والخلو بالنفس وقراءة القرآن الكريم ومقابلة رجال العلم والفقه والأدب، والتواصل مع الأصدقاء في هذا الشهر الكريم، سواء بالتهنئة أو اللقاء أو التسامح والتصارح في الأمور بصورة لطيفة، وفي الوقت نفسه يمكن التوسط في أمور كثيرة قد يتيحها لنا هذا الشهر الفضيل بالصلح والتوجيه إلى الطريق المستقيم والصواب لبعض إخواننا وأصدقائنا والجميع. وشهر رمضان في الحقيقة فرصة لنا جميعا أن نخلو بأنفسنا ويجعلنا نتمعن في أمور ديننا ودنيانا والتدبر في آيات القرآن الكريم، كما أن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول «صوموا تصحوا»، حتى في نوعية الأكل ونوعية الرياضة والبعد عن العادات السيئة التي اعتاد عليها الإنسان، فهذا شهر اجتمعت فيه كل المميزات التي تجعل الإنسان يعيد حساباته مع نفسه. وأنا شخصيا ما عندي تغيير كبير في برنامجي اليومي في الأكل والنوم تقريبا، ما عدا أوقات وجبات الإفطار والسحور وهكذا، ولكن الإنسان يتأقلم ويحاول أن يقربها ما أمكن للطريقة المعتادة في الأشهر الأخرى، وفي رمضان أكون أكثر قدرة على التحكم في نوعية الطعام والتحكم في الوزن، التي تنعكس على الصحة، ومثلي مثل أي شخص في المجتمع بالنسبة للبرنامج اليومي فمن حيث السهر أسهر إلى صلاة الفجر ثم أذهب إلى النوم إلى الساعة العاشرة تقريبا، ثم أذهب إلى العمل، ويتخلل فترة العمل صلاتا الظهر والعصر، ثم أرجع إلى المنزل، وقبل المغرب أقرأ ما يتيسر من القرآن الكريم خاصة أن وقت المغرب الآن متأخر إلى السابعة تقريبا، فهذه فرصة للإنسان أن يجد الوقت الكافي للقراءة والتدبر. فرصة التواصل هل لسموكم برنامج معين خلال شهر رمضان مع الأبناء والأسرة؟ - صحيح، ولكن نحن كل منا في مكان خاصة، بعد أن أصبح عملي في جازان، فبعض الأسرة في الرياض وبعضهم في جدة وهكذا، وتجدنا متنقلين ولكن التواصل مستمر واللقاءات دائمة خاصة في هذا الشهر الكريم الذي ننتهز فيه أي فرصة للالتقاء بجميع العائلة بصفة شاملة وتناول الطعام جميعا والمناقشة والتسلية والتواصل مثل أي أسرة في هذا المجتمع الواحد الكبير، والحقيقة الفرصة أكبر لمثل هذه اللقاءات مع الأبناء والأحفاد من البنين والبنات، فرمضان يأتي في فترة إجازة ونتزاور ونذهب إلى الرياض وإلى جدة ونلتقي ونتسامر ونتواصل دائما. لقاءات مستمرة أشرتم سموكم إلى اهتمامكم بوجبات الطعام، فهل هناك أنواع معينة من الوجبات تفضلونها؟ - هذه مشكلتي، الحقيقة في غير رمضان أحاول أن أتجنب الحلويات، وموائد رمضان تشتهر بالحلويات، ولكن دائما ما أبتعد عنها إلا في الاجتماعات العائلية والمناسبات، فأضطر إلى أكلها غصبا عني، وفي حياتي العادية أحاول الابتعاد عنها قدر الإمكان، الحلى فقط هو الذي يؤثر في نظامي الغذائي في رمضان عن الأشهر الأخرى عند الاجتماع مع الأصدقاء والأسرة والولائم والحفلات، وهذه في الحقيقة تحرجني كثيرا، خاصة كما يقولون «الحلى يدفع البلا»، ولكن كما يقولون «من شب على شيء شاب عليه»، فسفرتي في الإفطار التمر والشوربة والفول أو العدس والسلطات وهي ما أفضله وهي الحاجات الأساسية في الإفطار، وعندما يرفع الأذان أتناول التمر والماء ثم أصلي المغرب ثم أتناول وجبة الإفطار بمكوناتها التي ذكرتها، وبعد ذلك أنتظر صلاة العشاء فأصلي العشاء والتراويح، ثم لي برنامج خاص أحرص عليه خاصة هنا في جازان، أذهب للمشي مسافة كيلومترين أو ثلاثة كيلومترات ثم أعود وألتقي بالأصدقاء، ثم أتناول العشاء في حدود الساعة 11 ليلا بعد ساعتين من وقت المشي تقريبا، وفي حدود الواحدة صباحا أتفرغ لنفسي للقراءة والاطلاع والبحث إلى ما قبل أذان الفجر أقرأ القرآن الكريم ثم أقوم لصلاة الفجر ومن ثم يبدأ يوم إنتاجي آخر. قراءة وتدبر بالنسبة للقراءة، هل تعتبرون شهر رمضان فرصة للمزيد من القراءة والاطلاع؟ - هذا الكلام صحيح، لأن الوقت في الأيام الأخرى يكون بسيطا ومحدودا جدا ما عدا في الإجازات وشهر رمضان، وأنا شخصيا أخصص أوقاتا معينة للقراءة في الإجازات وفي شهر رمضان المبارك، وهو كله شهر فضيل، فكل المميزات موجودة في هذا الشهر «الصحة والقراءة والتعبد والتهجد ومراجعة النفس»، وقد هيأها الله سبحانه وتعالى لنا في هذا الشهر، ويقول الله عز وجل في كتابه الكريم (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، هذا الشهر من جميع النواحي مفضل، والإنسان يحاول بكل ما يستطيع أن يستفيد من هذا الشهر، وأنا حقيقة استفدت في أداء الصلوات وقراءة القرآن والرياضة والتقليل من الأكل، هذه كلها أمور إيجابية وأنا في الحقيقة أتمتع في شهر رمضان بهذه المزايا التي يتيحها الله عز وجل لنا في هذا الشهر وهو شهر إنتاج وعمل، والآن ليس كالماضي، فمن يشعر بالصيام الآن هو العامل في الشارع وفي البناء ومن يعمل في الميدان، نحن في الحقيقة مرفهون، حيث توفرت لنا وسائل الراحة، وهذه نعمة من الله عز وجل. أنا لحقت على بعض التقشف في الحياة وغياب وسائل الراحة من مكيفات وخلافه. البداية والمقارنة ذكرياتكم مع رمضان عندما بدأتم صيامكم لأول مرة عندما كنتم صغارا وفي دراستكم. - مثلي مثل أي شاب عاش في حارة في الرياض مثل «دخنة والثميري» والحارات العادية، كنت صغيرا ولا أقول لك إنني عشت أيام القسوة الشديدة في الحياة، ولكن لم تكن مثل الآن من توفر وسائل الراحة والرفاهية التي يعيشها الجميع في هذا المجتمع الكبير، ولكن كنت مثل أي شاب أو فتى صغير يصوم نصف النهار ثم يتعب، خاصة إذا كان النهار طويلا والحر شديدا وليس هناك وسائل الراحة كالآن. سافرت إلى خارج المملكة للدراسة في الحقيقة، فأتيحت لي الفرصة لمقارنة ما هو موجود لدينا وما هو موجود في الخارج لذلك أنا أفضل دائما أن أقضي شهر رمضان في داخل المملكة للحياة الروحانية والتقارب العائلي والتفرغ للنفس في هذا الشهر الكريم ومقابلة الأصدقاء والإخوة والصلاة والبرامج الجيدة بين أهلك وإخوانك، هذه ميزة لا تحس بها وتفتقدها إلا عندما تكون خارج هذه البلاد المباركة، ويظل لرمضان طعم مختلف هنا. صحيح أن في مصر في السابق تنوع كبير، فلا زلت أذكر عندما كنت في مصر في بداية الستينات فقد كنت أدرس في مدارس أجنبية داخلية في القاهرة وصمت هناك أربع سنوات تقريبا من عام 1957 إلى عام 1961 وكان هناك فعلا مظاهر رمضانية متنوعة واحتفالات كثيرة تقام في أماكن مختلفة، ولكن يظل القرب من العائلة والأصدقاء يضفي على الحياة الرمضانية طعما مختلفا، وكان ليس من السهل تجاهل ذلك، أيضا صمت في خارج المملكة كثيرا بحكم الظروف كالدورات والدراسات التي تمثل جزءا كبيرا من حياتي، فصمت في الأردن والولايات المتحدةالأمريكية ولكن كما قلت لك الحياة والأجواء الرمضانية لدينا تظل مميزة. مواقف في رمضان [/color] ما هي أطرف أو أغرب المواقف التي مرت بسموكم في صيام رمضان في الخارج؟ - أنا متعود على العسكرية وعلى الانضباط والحياة العسكرية، ولكن بعض الأصدقاء غير متعودين على ذلك، فأحيانا في أوروبا وأمريكا وقت النهار يكون طويلا ويصل إلى 16 أو 18 ساعة خاصة في فصل الصيف، فيشعر الشخص بالتعب والإرهاق، وصمنا في بعض الأحيان إلى ما يقرب من 20 ساعة، والحقيقة المواقف كثيرة ولكن تجد في الخارج المطاعم مفتوحة طوال اليوم وتعرض أصناف الطعام ومظاهر الحياة العامة التي تصادفها في طريقك في الذهاب والعودة والتنقلات قد تجرح صيامك بطريقة أو بأخرى، وأحيانا تنسى أنك صائم في زخم الحياة هناك، والجو العام السائد، ولكن سرعان ما تتذكر صيامك فتعود إلى إكمال الصيام والحمد لله الغفور الرحيم الذي يعذر الناسي ويتجاوز عن مثل هذه الأخطاء غير المقصودة فيما يتعلق بالأكل والشرب. ولكني مع هذا أحاول بكل الطرق وأحرص على أن أصوم في المملكة إذا لم أكن ملزما بدورة أو عمل، وأحيانا تفوتني الطائرة أو لا أجد حجزا أو أي مشكلة قد تحدث فأضطر للمكوث يوما أو يومين، فأضطر أحيانا للإفطار في السفر ومن ثم يلزمني قضاء الأيام التي أفطرت فيها، والحقيقة أنني أعاني كثيرا في مسألة القضاء هذه، ففي خضم العمل والحياة ومشاغلها أتأخر في قضاء الصيام وتسير الأيام سريعة، وأحيانا لا يتم القضاء إلا قبل رمضان بفترة قصيرة. ولكن كما قلت لك رمضان شهر جميل ولا مشاكل فيه، بل هو من أفضل وأجمل الشهور، وفيه نظام جميل وانضباط عجيب يختلف عن بقية أشهر السنة، خاصة فيما يتعلق بالعبادات والصلوات، فهو منظم وملزم، فعندما تجد الجميع يؤدون الصلاة في أوقاتها ويفطرون في وقت واحد والإمساك في وقت واحد، فهو تناغم عجيب وجميل، ولا تجده في أي مكان، ولكن الله هيأ لنا هذا لنشعر بالوحدة ويتجسد التوحد بين المسلمين والهدف الواحد، فالكل مؤمنون ومتفاهمون تحت خيمة الشريعة السمحاء، ومن نتيجة ذلك مظاهر التلاحم القوي والتراحم والتسامح التي تلمسها في شهر رمضان فتجد جميع المسلمين متناغمين في هذا الشهر الكريم. جهود مباركة مظاهر إصلاح ذات البين والصلح في شهر رمضان وجهودكم في ذلك؟ - لدينا لجنة فيها رجال ومشايخ أفاضل وأنجزت إنجازات ضخمة بدعم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، ولا أذكر أننا رفعنا في وقت من الأوقات شيئا إلى مقامه الكريم يختص بإصلاح ذات البين إلا وتكون الاستجابة عاجلة، والحقيقة كلنا نعمل في اللجنة ونقابل إخوة كثيرين ويتنازلون لوجه الله تعالى، لأن المغالاة في الدية ومثل هذه الأمور ليست من ديننا أو سننا أو عادات مجتمعنا، وهي دخيلة علينا، فالإنسان يصلح لوجه الله سبحانه وتعالى وليس لأمور دنيوية زائلة، أما تقبل الناس للصلح والإصلاح وتفاعلهم مع هذه الجهود سواء فيما يتعلق بتوسط خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يحفظه الله أو جهود لجنة إصلاح ذات البين فتتم بسموحة خاطر ونفس طيبة، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق اللجنة، ونحن كمواطنين يغلب علينا ولله الحمد التسامح وتسود بيننا المحبة ونحن جميعا تشاركنا في بناء هذا الكيان المؤمن الصالح في هذه البلاد الطيبة التي توحدت على يد موحدها المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله وسانده أبناء هذا الوطن الغالي من الآباء والأجداد الذين سالت دماؤهم لتوحيد هذا الوطن العزيز، ويجب علينا أن نستشعر معاني الوحدة التي تجمعنا، وقد هيأ الله لنا هذا الشهر الكريم بكل ما فيه من معاني الصفاء وشكر النعم والتمعن في أفضال الله، والخيرات التي ننعم بها والأمن والأمان الذي نعيشه، ونسأله جلت قدرته أن يديم علينا ذلك ويديم علينا وحدتنا وتلاحمنا ولحمتنا الوطنية ونواصل البناء، فلا تنمية دون أمن وأمان. فهذا الشهر فرصة لنا لمراجعة النفس وفرصة للإنسان أن يراجع نفسه إذا كان هناك تخاصم مع إنسان آخر أو هناك خلاف أو خصومة أن تزول وتسود المحبة والود وترجع الأمور لمسارها الصحيح، فالتناحر والبغض والحقد أمور يحذرنا ديننا القويم منها، ويحثنا على تجنبها، ونحن نرى ونسمع ما يحدث في بعض البلدان وما اعتراها من الخلاف والتناحر والحال التي وصلوا إليها. المسؤولية الاجتماعية سمو الأمير.. كيف الدور الذي يقوم به القطاع الخاص وأبناء المنطقة فيما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية، وأثر ذلك على المجتمع؟ - الحقيقة إن لدينا مجموعة عمل متخصصة في المسؤولية الاجتماعية ضمن مجلس المنطقة بالإضافة الى لجان اقتصادية وخدماتية، وأعضاء هذه اللجان يدعمون ببعض مديري أفرع الوزارات بالمنطقة، ونحن دائما ومن خلال المجلس نضع أولويات وترفع إلى بعض الجهات، وأعتقد أن مجالس المحافظات تلعب دورا كبيرا في ما يتعلق بالمسؤولية والتنمية الاجتماعية، وتبحث في كل ما يتعلق بالتنمية الاجتماعية للمنطقة ومتطلباتها، سواء بدعم من الدولة أو بتقديم مقترحات قد تجد طريقها للتنفيذ عند الاقتناع بالفكرة، ولكن إذا أردنا تطبيق معنى المسؤولية الاجتماعية، فعلينا أن نؤمن أنها مسؤوليتنا جميعا فذخيرة الوطن هم الشباب، وعلينا بدءا من رب الأسرة مرورا بالمدرسة والمواطن، أن نجعلهم يترعرعون في بيئة صحية جيدة، وأن نعلمهم الجدية بعيدا عن اللامبالاة والإهمال، ثم إن القطاعات كافة بما فيها القطاع الخاص بطبيعة الحال مطلوب منه التعاون والدعم لخدمة المجتمع في إطار مسؤوليته الأدبية والأخلاقية تجاه المجتمع ودعما للجهود والخدمات التي تضطلع بها الدولة، وهناك أمور كثيرة تتم بين المواطن والمسؤول وعلى سبيل المثال مجلس الشباب سيكون نبض الشارع وراصدا للمتطلبات، وسنتبنى لهم أمورا كثيرة مثلما تبنينا مشاريع أعطت ولله الحمد النتائج المأمولة، وعلى سبيل المثال الإسكان الخيري وغيره، ووزارة الشؤون الاجتماعية لها دور كبير ونحن على تنسيق دائم معها، وعلى استعداد لتقبل أي اقتراح محدد لتبنيه وإطلاقه. تسويق المنطقة من يغيب عن جازان ثم يعود إليها يلمس نقلة تنموية كبيرة تعيشها المنطقة، إلا ان التطلعات تظل أكبر، فما قراءة سموكم لذلك، وما هي الخطة المستقبلية؟ - المنطقة تحتاج إلى تسويق إعلامي، لأن كثيرا من الأفكار وللأسف راسخة في أذهان بعض المواطنين تبعد المستثمرين عن جازان، ولو نظرنا إلى ما تحقق منذ العام 2006 سنجد أن ما تحقق أكثر مما توقعنا، ففي جازان مصفاة البترول وهي بحد ذاتها ستسهم في رفع المنطقة من جميع النواحي الاجتماعية والتقنية والتجارية والتعليمية وغيرها، ونحن نعلم أن شركة أرامكو لا تهتم فقط بما هو ضمن اختصاصاتها فقط وإنما لها اهتمامات أخرى، فمثلا علمت من مدير جامعة جازان أن شركة يابانية تطلب وبإلحاح ابتعاث مهندسين وتخصصات أخرى من السعوديين لليابان، وأيضا أرامكو تحتاج إلى أعداد كبيرة من الشباب لتدريبهم، فأكثر ما يهمنا تأهيل الكوادر الوطنية، والمدينة الاقتصادية بما يوجد فيها، وهذا أمر مهم أن نكون على علم بما سيتم في هذه المنشآت العملاقة ستحتاج إلى آلاف الشباب للعمل فيها لأنها تحتضن موانئ وإصلاح سفن، وصناعات تكميلية ومناطق ترفيه وتصنيع هائلة، كذلك ضاحية الملك عبدالله اعتمد للبنية التحتية فيها سبعة مليارات، وما أود أن أؤكد عليه في هذا السياق وتقديم كل العون للمواطن من حيث الخدمات أو المشاريع أو التوظيف، أن خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – وضع للضاحية اشتراطات قوية حتى توصل بخط يده إلى عرض الشوارع والجسور والأنفاق، ونحن نحاول التنسيق بين جميع الإدارات الخدمية ليكون التنفيذ موحدا لتقليل التكلفة وجودة التنفيذ، وكما سبق وأن ذكرت يأتي إلينا مستثمرون، ونأمل من جميع وسائل الإعلام المساهمة معنا في خطط التنمية، والمناقشة، وإبداء الرأي والنقد الهادف البناء، فمشكلتنا وبصراحة التسويق، ونعمل على إبراز الفرص الاستثمارية وما تحتضنه المنطقة من مقومات يجب استغلالها، ومن خلال «عكاظ» أحب أن أوضح لرجال الأعمال والمستثمرين، أن المجال مفتوح للاستثمار في جازان وأتمنى أن يبادر رأس المال الوطني الى استثمار هذه الفرص، وأبشر المواطنين أن هناك مشاريع كثيرة ستتم منها ما يتعلق بالقضاء على العشوائيات، والجزر وغيرها ولكنها تحتاج إلى عمل جبار، يحتاج إلى وقفات من المواطنين والتفاعل مع خطط الدولة التنموية، لتتسارع العملية التنموية. المصدر : صحيفة عكاظ 1