نهدف لإقامة حكم الله في الأرض ونواجه الكوريين والفرس والقناصة الروس والأصراب بايرو إكانوفيتش , إسمٌ معروفٌ لدى الأوساط البوشناقية منذ أن حكم عليه بتهم تتعلق بالإرهاب عام 2007 . والتصق إسمه باسم كل من عبدالقادر سيصُر ومرصاد بيكتاشيفيتش بعد ضبط تسعة عشر كيلو غراماً من المتفجرات بحوزتهم عدا عن الأحزمة الناسفة والقنابل اليدوية في أكتوبر من عام 2005 . قضى إكانوفيتش أربع سنوات ( نصف مدة محكوميته ) في السجن ليغادره ئعام 2011 . وأصبح إسمه ذائعاً منذ اندلاع الثورة السورية . فقد نشرت وسائل الإعلام أن إكانوفيتش يقود مجموعات بوشناقية سلفية يقاتلون النظام وحلفائه الروافض . المجاهد بايرو إكانوفيتش في أول لقاء له منذ توجهه للقتال إلى جانب الشعب السوري وينشره موقع سفيتي أومة بالبوشناقية للتو : وقد سألناه أولاً عن أماكن تواجده حتى اللحظة وكيف هو الوضع في سورية ؟. أنا في ضاحية حلبية , جئت إلى هنا مع غيري من البوسنة غير مترددين . بعد أن شاهدنا إجرام النظام بحق إخوتنا السوريين وإذلاله لهم وتدميره لبلدهم الذي أخاله من اخضرار البوسنة وربوعها الجميلة . جئت لأتذكر بعضاً من سنين عمري الضائعة في البوسنة لأرى آثار الدكتاتورية الهمجية والقصف البربري الوحشي وأشاهد الأعداد الكبيرة من الضحايا الأبرياء المدنيين . وأرى ذلك في كل مكان من سوريا . لكن الروعة أن غالبية الشعب ثائر وغالبية المناطق بيده وتحت سيطرته . كم يبلغ عدد البوشناق بي سوريا ؟ صدقوني لا أدري بالضبط . فحوالَي هنا يوجد 50 بشناقياً وأبلغني البعض إن هناك عشرة من البوشناق في دير الزور . وبالتأكيد يوجد منا من هم موزعون على وحداتهم الخاصة بهم . عددنا لا بأس به لكن أحداً لا يستطيع تحديده. كبف التقيتم ؟ هل قدمتم فرادى , أم أنكم منظمون ؟ غالبية الشبان وجدوا طريقهم لوحدهم . أربعة أو خمسة زاروني والتقوا بي ولا أعرف كيف حضر كل واحد منهم . ما بثه التلفاز الفيدرالي كان مدهشاً وكنت أسمعه للمرة الأولى . ربما تفاجأت الأوساط الأمنية بوجودنا في سوريا فنحن باغتناها بوصولنا . وهكذا , أورد الريبورتاج مغالطات كثيرة . وعلى كلٍّ , فالأجهزة لا تحوي بطلاً واحداً . لقد جئت لسوريا من تلقاء نفسي ولم أستشر لا فلان ولا علان ولم أطلب مساعدة من أحد . لماذا قدمتم للقتال في سوريا , أهي أول مرة تشاركون فيها في القتال ؟ جئنا لإقامة حكم الله في الأرض . ولا يتوقف هدفنا هنا , فأعيينا صوب القدس . نريد محاربة اليهود . لا تنظر إليّ كمواطن بوسنيّ ففينا من كازاخستان وحتى آيسلاندا . هل أنت على اتصال مع أهلك وما هي ردة فعلهم غلى مجيئك لسوريا ؟ لم أخبر أحداً بقدومي . أتخذ القرار لوحدي وعلينا أن نعلم بعضنا البعض . واتصالاتي معهم قليلة ونادرة . من موّل قدومكم , أم أنتم لوحدكم ومن ذاتكم ؟ نعم لوحدي ومن ذاتي . فلم أكن قاصراً عن الشغل والعمل . ولي أكثر من خمسة عشر ألف مارك عند الآخرين . ولا ضير أن يطلب المسلم دعماً لدينه . على من تستحق هذه المبالغ ؟ على من هم من أصحاب السوابق واللصوص . هل لك أن تسميهم ؟ لا. يعني إنك امتلكت مالاً كفاك السفر وتكلفة الشهور السبعة الماضية ؟ عندما قضيت سنين السجن الأربع تمحصت في كل شيء . وعرفت لماذا كل هذه الحرب على الإسلام . ولم يتبقَّ لنا سوى التنفيذ فلا شيء ينقصنا . وماذا عن الآخرين غيرك ؟ لا تكلف الرحلة أكقر من مئتي يورو وفي أعلى حالاتها مئتي وخمسين يورو . أهي قضية بنظركم ؟ حسناً . وهناك كيف تعيشون وهل من مصدر ؟ لدينا كل شيء ولا شيء ينقصنا . لدينا ما يكفينا لمدة خمسة عشر عاماً . ألشعب يزودنا بكل شيء وأكثر من احتياجاتنا . نحن منظمون والأكثر تنظيماً هي جبهة النصرة التي جعلت من ذاتها محورين لأغراض تكتيكية . راتب الفرد خمسون دولاراً والغالبية يرفضونه فلا حاجة لهم به . كم عدد القتلى منكم إلى الآن هنا ؟ إستشهد سنجقيان هنا أحدهما معاذ شايبيتش من زينيتسا وأربعة بوشناق من الشتات . إستشهدوا وهم يقاتلون الأعداء مع حركة أحرار الشام . أصيب معاذ في ساقه وأضلاعه وظل ينزف حتى فارق الحياة مبتسماً . إنها سمة الشهداء وهكذا أحسبه عند الله . أأنتم إرهابيون ؟ كلمة ووصف نحبه لأنه يظهر ما تبطنه صدور الأعداء . إننا ندافع عن شعبٍ كشعب البوسنة مقهور . ولا نكترث لما يقولونه عنا . تخيلوا ماذا لو أزهقتم روحاً كيف تحسون وما هو شعوركم ؟ تخيلوا أننا نقاتل روساً وكوريين وإيرانيين وأصراباً . كلهم يدعمون نظاماً مجرماً ضد شعبٍ أعزل . كانت إصابتي الأولى في الفخذ الأيسر في المسيرفة حيث وقع الإنفجار على بعد أربعة أمتار مني . وفي أحد المطارات أصبت مع آخرين من وحدتي , لقد شننّا هجوماً ضد أقسى الوحدات العدوّة المجرمة . ثم أصابني قناص في قدمي وفخذي . كنا نود إخراج سجناء يأخذونهم للموت لا للمحاكمة . ألشيعة يحتشدون ضدنا وغالبية القناصة صرباً وروساً . لقد أصبت أربع مرات وتسألني عن الشعور أفمن يجب أن تسأل ؟ . أما شاهدت أحدكم يمزق أحشاء أسير بأسنانه ؟ أما شاهدتم عدونا يقتل الأطفال والنساء والأسرى . يقصف الشعب دون تمييز ويظهر حقداً لم تعهده البشرية من قبل . إننا نقاتل وفق تعاليم ديننا الحنيف وأحكامه . فاقرأوها جيداً وتدبروا السؤال والجواب إننا لسنا برابرة ولا وحوشاً كأعداء الشعب الأعزل . لقد أردنا تطهير قلب ذيّاك المجرم . هل تلقيتم تدريبات عسكرية وأين ؟ أعظم تدريب عسكري لنا هو في سوريا , ومنه اكتسبنا أكبر الخبرات وأهلاً بالمواجهات القادمة مع أمريكا وحلفائها الأعداء . لقد أخطأوا بتقديرهم أن مجيئنا إلى هنا سيخلص أوروبا من الإسلام . ونستعد للقادم من حروب لا بد منها . وماذا عن خططكم بعد الإنتهاء من الحرب في سوريا ؟ إننا مسلمون . نفتخر بقول رسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه . نعشق الإستشهاد مرات ومرات في سبيل الله . لنخلص البشرية من الأوغاد وشرورهم . وهكذا نعلم لماذا أتينا ومستقبل الطريق الذي ننتظر . سعداء نحن بمسيرتنا كالأطفال وسيعلم الجاهلون . جئنا لمقاتلة إسرائيل ومقارعتها والقضاء عليها . ما نظرتكم للبوسنة ؟ كنتم في سجونها ؟ أعشقها أكثر من أي وقت مضى . قضيت أربع سنوات في سجونها وتحديداً ثلاث سنوات وسبعة شهور بعد أن خفضته المحكمة العليا . وأقول لكم وللجميع ولكل سؤال في الإسلام جواب . ما آليات تأثيركم ؟ مضحك أمر البوسنة وهي شريك في الإئتلاف ضد الإرهاب . يذبحونها ويأمرونها بالسكوت : لا تبرزي أسنانك . وكيف تبرزون أسنانكم ؟ بالمطالبة بعودة الإسلام . فبدونه يخلوا العالم من العدل . والشباب هم أداة التغيير . وهل الحرب المقدسة التي ناديتم بها تحلّ المشكلات التي تطرقت إليها ؟ قوتنا تنبع من إيماننا . والفتح الثاني لإسطنبول يتلوه فتح روما . والبوسنة ستعود إسلامية . والمبادرة بيد الشباب . وكل التاريخ أورده الإسلام كما أسلفت . هل شعرتم بالخوف أحياناً في الحرب ؟ لا لم أشعر بالخوف قط . ولدينا محاربين ممن لهم عقدين من الخبرة في المجال الحربي . نعرف كيف نحارب وجاهزون لكل الإحتمالات . هل فعلتم شيئاً في الحرب كان عليكم أن لا تقوموا له ؟ كلا . ولم نعذب أسيراً ولم نقتله . نلتزم الصمت لأنه يتوجب ذلك . ما هو تقييمكم للحركة السلفية في البوسنة ؟ بعيد أنا عن البوسنة . ولكن هناك المسلم المتمسك بدينه والمتميز بلباسه وكذلك المسلمة . وفيها من لا يزال على عاداته القديمة . مولد ياشاريفيتش , ماذا عنه وهل تعرفونه ؟ أعرفه جيداً . إنه أخٌ بالنسبة لي . وقضيته تحتاج صبراً جميلا . ولماذا الصبر ؟ كان يجلس على الإنترنت واكتشف حقد الأمريكيين على المسلمين . ففعل ما أمكنه . ( مولد ياشاريفيتش من مدينة نوفي بازار هاجم السفارة الأمريكية في سراييفو وأصيب في الهجوم قبل عامين وهو متهم بالعلاقة مع مجموعات متطرفة ) . ما رأيكم في تصرفاته ؟ والله أحبه كأخي . ومن يرى الأمريكان كما هو فسيفعل الذي فعله . والجواب يحتاج لمحاضرة كاملة . هل صحيح ما نشرته وسائل إعلام من أن نصرت إماموفيتش وجواد غولوش يشاركون في الحرب هنا ؟ هذا ليس صحيح . فنصرت إماموفيتش لا علاقة له بنا على الإطلاق . وغولوش لم أره في حياتي إلا مرة أو مرتين . ونصرت الذي أعرفه جيداً لا علاقة له بمولد ياشاريفيتش ولا بأي تفجير . ولم يكن من أولئك الذين هم يؤيدون توجهاتي في عدم الإعتراف بديموقراطية البوسنة وقوانينها . لقد قلت إنني أعرف من باع هذه المعلومات الزائفة وهو رجل أمن كاذب يهدف لكسب مالٍ فقط . أسألكم عن إسمه من جديد لو تكرمتم ؟ دعوكم من قصة غير مشوقة . ورأسي لن ينحني لغير الله . أوَ تغيب هاديتش عن ذهنكم ؟ بصراحة أقول إنني أعشق جبالها . وأحب أن أسبح في البوسنة . والمسير فوق الجسر الروماني . أتذكر ذلك , وهنا أجد مسبحاً رائعاً . نعيش في أمكنة يقشقها عشرات الملايين . وسننام غداً تحت ظلال أشجار الزيتون . 1