تعيش اسرة مكونة من 12 فردا في ظروف سيئة , محزنة , لا يمكن أن يتصور أي مواطن بهذه البلاد وضعا مأساويا يشابه ما هم عليه من ضنك عيش , لا يستطيعون الحصول على العلاج , ابناء وبنات محرومون من التعليم , أب في الأربعين من العمر أمضى منها 16 عاما كي يتحصل على هويته الوطنية السعودية , وأمه تحمل هوية وطنية سعودية اتجهت جازان نيوز , وعبر عدستها رصدت مآسٍ يصعب معها الوصف بدقة , فالطريق إلى قرية (مصياد) بمحافظة أبوعريش , لا يمكن الوصول إليها سوى بسيارة دفع رباعي أو سيارة كبيرة , لوجود حجار وأراضٍ جرفتها الأمطار , ما أن تدلف صوب القرية , تشعر كأنك في عالم آخر , مكان نائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى , لا خدمات بلدية , لا مدرسة , لا مركز رعاية , لا طريق . جوهر مأساة الأسرة , حرمان رب الاسرة علي جابر مريع مسودي , من الحصول على هويته الوطنية ,حيث يقول : كان والده يتنقل بين الأودية والشعاب وكان أميا ولا ينشد من الحياة سوى قوت يومه وتوفير ما يسد رمق اسرته , لم يدخل مدينة , وعاش حياة الترحال بغنمه , وتزوج وانجب ولدا واحدا , الأم تحمل هوية سعودية , تزوج وانجب تسعة اطفال وقضى من عمره ما يقارب 16 عاما ما بين أحوال أبوعريش , لإمارة المنطقة , لوزارة الداخلية , وفقدت معاملته الأولى بعد انتظاره لسنوات واستأنف بمعاملة أخرى , ولكن ضاعت جهوده سدى , بالرغم من شهادة ما يزيد عن خمسة وعشرين من أقاربه , وصك حصر ورثة , وهو ابن لأم سعودية , كان والده لا يعرف مستشفيات أو مراكز رعاية صحية , ليبلغ عن ولادة ابنه الوحيد. في الوقت الذي يتكفل بإعالة 9 أبناء وبنات وامه وزوجته , وما يتصدق به عليه المحسنين يستأجر سيارة للأحوال المدنية جميع الأوراق المطلوبة للحول على الجنسية مكتملة حسب قوله , وتوقيع الشهود بمقر أحوال أبوعريش , واثبات بأقارب له , وأمه خديجة بنت حسن هادي حنش حارثي تحمل هوية سعودية رقم 1128941190 ومولودة بقرية الغاوية , صك حصر ورثة رقم 187في 11/4/1410 من محكمة العارضة , توقيعات من افراد قبيلته 23 فردا بأرقام هوياتهم الوطنية و يحمل تصريحا مؤقتا من أحوال أبوعريش ليستخدمه في تنقلاته إلى حين تنتهي إجراءاته في 19/7/1424ه وانتهى التصريح في 29/7/1425ه ,كشف طبي من مستشفى أبوعريش برقم 4414 في 23/12/1423ه حين كان عمره ثلاثين عاما , بعد كل هذه الاثباتات , جاءت قاصمة الظهر من وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية تقضي بتحويله للجوازات أو ترحيله . يقول علي مسودي (رب الأسرة) حُرِمِت أسرتي من العلاج , وأبنائي وبناتي من التعليم من البنت الكبرى 19 عاما إلى اصغر مولود ..ويشير أنه منذ إبلاغه من أحوال أبوعريش وهو لا يغادر منزله , تعيش الأسرة على ضمان والدته "850" ريالا ل 12 فردا , ويقول بحسرة عندما أعلم بالقرار اصيب بمرض نفسي وضيق مكث عاما كاملا لا يستطيع يذهب لعلاج , وينوه أنه ممنوع واطفاله من العلاج واستدرك أنه منح من صحة جازان تعريفا ليتم معالجته لمدة عام , ومن1 سنين عدة إن صادف وتصدق عليه بعض المحسنين يذهب بمرضاه لأي مستوصف خاص . هو الآن من فئة ( البدون ) ويتساءل إلى أين يرحل وأعمامه وأولاد عمه سعوديون وأمه سعودية , مع العلم أن النظام يمنح أبناء السعوديات الجنسية نظاما , ولا من عائق مقنع يمنع حصوله على الهوية السعودية , بينما منحت للاعبي كرة قدم ولمطربين منحوا دون مراجعة ليوم واحد . تقول ابنته الصغرى وأخوتها الاطفال يتحسرون وهم لم يتمكنوا من الدراسة لعدم وجود هوية , لا يحصلون على علاج لذات السبب .كما تقول البنت الكبرى حين مرضت أمها وكانت تتألم يضج البيت بالبكاء من الصغار والكبار يدعون الله لها بحسب قولها فالله سبحانه الوصول إليه بالدعاء لا يحتاج هوية أو رقم فيرفعون أيديهم للسماء متوجهين إلى لله أن يشفيها . يقيم في غرفة واحدة ومطبخ اعواد تحيطها كراتين ولا سقف له , وحمام واحد بائس , وأوه في بيت ملحق ببيته وله حمام يدعو للشفقة , حتى أدوات الطبخ قطعتين أو ثلاث , إحدى بناته تتساءل ألا نعالج وما دخل العلاج بالهوية , ولا نذهب لمدارس يعانون جراء الحسرة والألم وهم يشاهدون ابناء خالاتهم وعماتهم يذهبون بالمدارس فيقفون بجوار السيارة التي تأتي لتنقله لمدارسهم , وتختتم البنت الصغرى صفيه لا بأنها وأخواتها واخوتها لا يعرفوا قراءة أو كتابة , ولا يعرفوا شيئا اسمه "فرحة بالأعياد" ولم يعيشوا حياه طبيعية مثل باقي بنات جنسهم. لذلك يناشد علي جابر مريع مسودي خادم الحرمين الشريفين والملك عبدالله بن عبدالعزيز أن ينظر لأسرة حرمت العلاج والتعليم والعيش كما يعيش أي إنسان بكرامة كما قال تعالي " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" , قائلاً : " ياخادم الحرمين الشريفين أهدد بالترحيل من موطني الذي ولدت فيه وترعرعت , فلا وطن لي سوى هذا الوطن فأي وطن أُرحل إليه , وأبناء عمومتي وأعمامي وسائر قبيلتي يعلمون أن أبي كان مترحلا في ربوع جزء غالٍ من الوطن , والدتي تحمل الجنسية ولم يرزقها الله سواي , فكيف أرحَّل وأطفالي إلى المجهول ووالدتي أين أتركها فلا عائل لها سواي , وما ذنبي إن لم يكن لي اخوة لأكتسب منهم نقطتين فلا إخوة لدي . وبالتالي لا يتوفر للشرط وهذا ليس بيد والدي بل بيد الخلاق الكريم , فلم ينجب والدي وأمي سوى أنا , ومن أين آتي بمؤهل دراسي ولم يسمح لي بالدراسة منذ كنت طفلا إلى الآن , ووالد أمي وجدها لأمها كانا على نسق والدي توفيا ولم يحملا هوية , فالبنود التي فصلت شاء الله ألا تتوفر منها سوى 3 نقاط , والأربع المتبقية لا ذنب لي فيها , وما ذنب أولادي وبناتي لا تعليم ولا علاج , وزوجتي وأنا ألا نتلقى علاجا , ومن المعلوم أن لكل قاعدة استثناء , وكان الأولى أن تؤخذ مثل هذه الحالات بعين الاعتبار . وويختتم مناشته بقوله : "ما دام الأمر كذلك لم يعد لي بعد الله سواك يا خادم الحرمين الشريفين أن تنظر لوضعي بعين الأب وأنت بالفعل أب للجميع , وأسأل الله أن يجزيك الأجر العميم , وأن يمتّعك بالصحة والعافية ويطيل في عمرك سندا للمكلومين . 1 صور لأبناء علي مسودي وبيته الذي يفتقد لأنى مقومات الحياة