احذفوا كلمة مستحيل من قاموسكم.. جازان نيوز دبي - حوار : ولاء تحسين نالت الطالبة آيات أسامة محمد سعيد باخريبة درجة الماجستير في القانون العام بتقدير امتياز، بأكاديمية شرطة دبي، عن أطروحتها تحت عنوان (حقوق الطفل في النظام السعودي – دراسة مقارنة بالقانون الدولي)،وقد حظي موضوع البحث بتقدير بالغ من لجنة التحكيم،حيث أشادت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة بالمستوى العلمي للباحثة، وأسلوبها المتميز في بناء الأطروحة من حيث التنظيم والتنسيق والدقة وعدم وجود أخطاء موضوعية، وحرصها ومثابرتها لإنجازها في زمن قياسي، ورغبتها الملحة في تقديم رسالة متميزة، ومصداقيتها في الطرح وإتباع مناهج وطرق البحث العلمي من حيث التأصيل والالتزام بقواعد المقارنة، وترابط الأفكار وتسلسلها، وخروجها بالتوصيات المتعلقة في صميم البحث. كما صرحت اللجنة بأن هذا العمل يمثل إضافة علمية لأدبيات الدراسات القانونية، كما يعد إثراءً للمنظومةالمعرفية بشكل عام والسعودي بشكل خاص. وتجدر الإشارة إلى ان الطالبة قد انهت المرحلة التمهيدية بالأكاديمية لبرنامج الماجستير، بحصولها على المركز الأول على الدفعة لجميع التخصصات القانونية، وقد نالت درجة البكالوريوس من جامعة الشارقة "كلية القانون" بتقدير ممتاز في عام 2009م. - إحساسك بعد حصولك على الامتياز؟ سُعدتُ كثيراً بهذا التميز والتكريم الذي حصدته بعد رحلة تخللتها بعض التحديات والكثير من الإصرار والعزم.وهذا الإنجاز لم أكن لأناله لولا التوفيق من الله ومن ثم دعاء الوالدين.والوصول للتميز لم يكن بالطريق السهل بل جاء نتيجة ساعات طويلة من التعب والجهد المتواصلين، حيث كنت اقضي مابين8 إلى 10 ساعات يومياً للعمل على الأطروحة لأتمكن من انجازها بتميز وفي زمن قياسي. فهي رحلة مثابرة وإرادة قوية قادتني بالنهاية إلىالتفوق. وتحقيقي لهذا الإنجاز خلق في داخلي شعوراً بالمسؤولية نحو العمل بشكل أكبر لكي أرفع مستواي العلمى، وأبرز أن المبتعث السعودي أهل للنجاح والتفوق والتميز في شتى المجالات والميادين. شعورك كأول سعودية تناقش أطروحة ماجستير في أكاديمية شرطة دبي؟ أشعر بقمة الفخر والسعادة خاصةً وأن تجربتي في الأكاديمة قد توجت بالإمتياز. ما ذا عن اختيارت الالتحاق بأكاديمية شرطة دبي بالتحديد؟ لقد أثبتت أكاديمية شرطة دبي منذ نشأتها بأنها منارة علم، وهي تقوم بإعداد وتأهيل خريجيها على أعلى مستوى تعليمي ليكونوا متسلحين بالعلوم القانونية، كما أنها نالت سمعة طيبة في الأوساط التعليمية على مستوى العالم، لذا لم يكن مستغرباً بأن اختار مواصلة دراستي لمرحلة الماجستير في هذا الصرح العلمي الشامخ. وفي بداية انضمامي إلي الأكاديمية كثيراً ما تردد علي بأن التميز في الأكاديمية أشبه بالمستحيل، والامتياز يمثل عملة نادرة. فتحول الأمر بالنسبة لي من مجرد شهادة علمية إلى تحدي وإصرار، فالتميز بين نخبة المتميزين شعور لا مثيل له.صحيح أن الجهد كان مضاعفاً ولكن في المقابل نشوة النجاح كانت مضاعفة أيضاً. فكلي فخر واعتزاز بأن انضممت لكوكبة المتميزين من خريجي أكاديمية شرطة دبي،وأثمن عالياً ما حظيتُ به خلال دراستي من دعمٍ مستمرمن القائمين على هذا الصرح العظيم، وعلى رأسهم سعادةاللواء الأستاذ الدكتور/ محمد أحمد بن فهد، مدير الأكاديمية،ونائبه لشؤون التعليم والدعم، العقيد الدكتور/ غيث غانم السويدي، وعميد الأكاديمية، الأستاذ الدكتور/ علي حمودة، ومدير كلية الدراسات العليا، الدكتورة/ مشكان العور. - مضمون الرسالة؟ تأتي هذه الدراسة كمحاولة علمية للإجابة عن إشكالية رئيسية تتبلور في السؤال التالي: ماهو واقع حقوق الطفل في المملكة العربية السعودية في ضوء اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989م والتي انضمت إليها بالمرسوم الملكي رقم (م/7) بتاريخ 16/4/1416ه (11/9/1995م). هادفة من خلاله الكشف عن أوجه الاختلاف والاتفاق بين الأنظمة والنصوص التشريعية الوطنية المعمول بها في المملكة، وبين بنود الاتفاقية في التعاطي مع حقوق الطفل، وذلك للوصول إلى المقارنة والمقاربة بينهم، لمعرفة مدى تفعيل هذه البنود في الواقع المعاش. وقد خضعت الدراسة لثلاثة مناهج علمية؛ حيث لزم الأمر اتباع منهج مركب بين المنهج التاريخي (الوثائقي) والمنهج التحليلي (الاستنباطي)، وذلك إلى جانب المنهج المقارن. - النتائج التي توصلت إليها رسالتك؟ انتهت الدراسة إلى أن هناك توافقاً وانسجاماً بين العديد من بنود الاتفاقية وبين ماهو معمول به على أرض الواقع في المملكة العربية السعودية في العديد من المجالات، حيث اهتمت المملكة بتقنين أنظمتها، وسنّت عدداً من الأنظمة القانونية، واللوائح التنفيذية، والقرارات والتعاميم الوزارية التي تعني بالطفل، وشددت فيها علىرعاية وحماية الأطفال، وتوفير الحقوق الأساسية والثانوية لهم.لتتوافق مع الشريعة الإسلامية ومع وثيقة حقوق الطفل الدولية. بل وُجِدَ أيضاً أن ما هو متوفر في أنظمة المملكة يفوق أحياناً ما جاء في هذه الاتفاقية في العديد من المجالات. ومع ذلك، كشفت الدراسة عن أنه لا تزال هناك بعض التحديات والعقبات القائمة التي تشكل عوامل تهدد قدرة المملكة على تحقيق أهدافها نحو تعزيز حقوق الطفل وتمكينهم من التمتع بها. - التوصيات التي خرجت بها رسالتك؟ باختصار خلصت الدراسة إلى عدة توصيات من أهمها:- أولا: دعوة المملكة إلى إعادة النظر في التحفظ العام الذي أطلقته على جميع بنود الاتفاقية فيما يخالف الشريعة الإسلامية، والعمل على صياغته على أدق وجه، وفي أضيق نطاق ممكن. ثانياً: العمل على تقنين أحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بالأسرة، بإصدار مدونة خاصة بالأحوال الشخصية، ترتكز في أحكامها على الرأي الراجح في الفقه الإسلامي، وانسجاماً مع المذهب السائد في المملكة. ثالثاً: إصدار مرسوم ملكي أو نظام يقنن زواج القاصرات الذين لم يبلغوا سن الثامنة عشرة من العمر مع ضرورة اشتراط مراعاة تقارب السن بين الزوجين، وإلزام مأذوني الأنكحة بتنفيذها، وجعل الزواج لمن هم دون هذا السن من الجنسين مرتبطاً بحالة الضرورة، والحصول على إذن من المحكمة الشرعية، مع فرض العقوبات لمخالفي هذه الأحكام. رابعاً: استدراك النقص في التشريعات والإجراءات المتعقلة بقضاء الأحداث، كتحديد سِن المسؤولية الجنائية، على أن يكون 18 سنة بالنسبة للفتيات والذكور على حد سواء دون استثناء، وحظر فرض عقوبة الإعدام على الأطفال الذين كانوا تحت هذه السِن وقت ارتكاب الجريمة، مع تعليق تنفيذ أحكام عقوبة الإعدام الصادرة بالفعل، بالإضافة إلى إنشاء محاكم خاصة بقضاء الأحداث، والعمل على إيجاد بدائل للعقوبات البدنية تعتمد على أساليب التربية الايجابية. خامساً: أن يُضَاف إلى مهام "اللجنة الوطنية للطفولة" في المملكة؛ سُلْطة استقبال وتلقي الشكاوي المتعلقة بانتهاك أحد الحقوق المشار إليها في اتفاقية حقوق الطفل أو بروتوكولييّها الاختياريين. - ما دور أسرتك في نجاحك المتواصل؟ إن تشجيع ودعم أسرتي كان من أبرز عوامل تفوقي في التحصيل العلمي، وبخاصةوالدتي التي ساعدتني كثيراً في تعزيز ثقتي بنفسي، وشحني بالطموح الذي لا يحدّه حد. فأنا مدينة لها بكل ما وصلتُ إليه. والطريف في الأمر،شاركتني والدتي فرحة تميزي في الماجستير عندما زفت خبر نيلها لدرجة البكالوريوس، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، تخصص علم النفس، وذلك قبل مناقشة أطروحتي بأسبوع. وبالتالي أصبح عام 2013م سنة التميز لنا جميعاً.كما كان لدعوات والدي بالنجاح أعمق الأثر في نفسي. أماأخي الغالي/ سعيد، فقد كان سنداً لي على الدوام، وسعى معي باستمرار لحثي على متابعة المشوار ومواصلة الإبداع. فكلمات الشكر والتوقير لن تفي بحقهم أبداً. - دور الملحقية في دعمك؟ إنجازاتنا وتميزنا كطلبة سعوديين يعكس مدى ما تهيئه الملحقية لنا من ظروفٍ مناسبة ودعم غير محدود، مما يعيننا على التركيز في دراستنا والتميز فيها. ومن هنا لم يمكن مستغرباً بأن تولي الملحقية اهتماماً بالغاً بمناقشة أطروحتي، حيث حضرها سعادة الدكتور/ صالح بن حمد السحيباني، الملحق الثقافي بسفارتنا في الإمارات، وحرص على حضور المناقشة من بدايتها ومن ثم شارك الجميع حفل الختام. فشكري وتقديري له شخصياً ولجميع منسوبي الملحقية، على حسن تجاوبهم،وصادق تعاونهم،طيلة فترة دراستي في مرحلة الماجستير،وتسهيل مهمة بحثي. - كلمة شكر خاصة لمن توجهينها؟ أتوجه بشكري وكريم امتناني لأساتذتي المشرفين على الأطروحة، الأستاذ الدكتور/ أبوالخير أحمد عطية، والأستاذ الدكتور/ ربيع دردير محمد، على ما قدموه من نصحٍ وتوجيه في سبيبل إنجاح هذا العمل. أما المقدم الأستاذ الدكتور/ سيف غانم السويدي، الذي أشرف عليا مرشداً وموجهاً ومعلماً، فأَدِينُ له بعظيم الفضل والشكر - بعد الله تعالى - في إنجاز الأطروحة وإثرائها في صيغتها النهائية، فهو لم يبخل علي بوقته، وعلمه، وتوجيهاته القيمة، وآرائه السديدة، الأمر الذي ساهم في تقديم الرسالة للمناقشة بصورة لائقة، فله مني جزيل الشكر والعرفان. - طموحاتك ما بعد ذلك؟ مواصلة مسيرة التميز أينما كنت، علمياً ومهنياً. - نصيحة تقدميها لزميلائك وزملائك؟ أحذفوا كلمة مستحيل من قاموسكم.. فمن أجمل الحكم التي قرأتها وشدت انتباهي: "Nothing is impossible; the word itself says I'm possible!" - Audrey Hepburn - دعائم النجاح التي أوصلتك للتميز؟ الله عزّ وجل، ثم أمي... ثم أمي... ثم أمي. - كلمة أخيرة... لا يفوتني إلا أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزآلسعود – حفظهالله – راعي العلم والعلماء والدارسين،وذلك لمايوفره لطلبة العلم من دعم وتشجيع في سبيل الارتقاء بمستواهم المعرفي والفكري،علميا وعملياً،محلياً وعالمياً.فما كان لنا لنتميز لولا فرص الابتعاث المتاحة لنا، والتي من خلالها نظهر للعالم بأن كوادرنا الوطنية قادرة على نيل أعلى الدرجات العلمية والمنافسة حتى مع أصحاب الدار من زملائنا، وتحقيق النسب العالية في أداء الاختبارات والبحوث العلمية، وكل ذلك سوف ينعكس ايجابياً على الوطن في المستقبل القريب.فأنا أتطلع شخصياً إلى خدمة بلادي من خلال مثل هذه الدراسات العلمية، وأيضاً أدعوا جميع الدارسين السعوديين إلى مواصلة المشوار من أجل دعم المملكة ورد جزء ولو بسيط من جميل بلادنا علينا كما اشكر جازان نيوز التي اتاحت لي الفرصة لهذا الحديث وأشكرك استاذة ولاء على تقديمي عبر هذا المنبر الرائع . 1