سياسي اتهمهم بازدواجية الخطاب بين ممارسة الانتهاكات والمشاركة في مؤتمر الحوار أكدت مصادر مطلعة في محافظة صعدة شمال اليمن أن جماعة الحوثي الشيعية المدعومة من إيران حولت المحافظة إلى إقليم خاص بها في ظل غياب شبه تام لسلطات الدولة هناك. وفي حديث ل"العربية.نت" قال الدكتور عمر مجلي، الأمين العام لرابطة أبناء صعدة وحرف سفيان إن الحوثيين الذين لا يعترفون بالمبادرة الخليجية ويطالبون بإسقاط النظام، يمارسون مواقف مزدوجة فهم مشاركون في مؤتمر الحوار الوطني الذي دعت إليه المبادرة الخليجية ويحاولون الاستفادة من إمكانيات الدولة باسم مشاركتهم في مؤتمر الحوار, وبالتالي هم موجودون في الحوار لكنهم في المقابل يمارسون أبشع الانتهاكات ضد أبناء صعدة، وقد استهدفوا أمس ثلاثة مساجد وهددوا بإغلاق هذه المساجد إذا لم يكن لها نفس التوجه المذهبي الخاص بهم. وأشار مجلي إلى أنه لا وجود للدولة وليس هناك حضور لسلطات الجمهورية اليمنية في محافظة صعده التي يرأسها محافظ عيّنه زعيم جماعة الحوثي وليس رئيس الجمهورية, وأضاف: الآن هم يحاولون أن يفتحوا منافذ حدودية مثل منفذ البقع وبالتالي يستفيدون من دخل وعائدات المنافذ ومن حركة المسافرين هناك ويظهرون أن الوضع طبيعي خاصة في ظل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، في حين أن الحدود مع السعودية شبه مفتوحة ولا يوجد حرس حدود يمني ومن يتحكم هم الحوثيون الذين يحاولون تهريب القات والسلاح والمخدرات إلى السعودية. وحول المعلومات بشأن إعدادهم لإنشاء شركة طيران خاصة بهم وكذا إعادة تأهيل مطار صعدة ليمكنهم من عمل جسر جوي مع أي جهة تدعمهم وخصوصا إيران، قال الدكتور مجلي: الحوثيون يحظون بدعم وإمداد كبيرين من إيران سواء ماديا أو معنويا أو بالسلاح والعتاد, وكذلك من حزب الله الذي يتولى تدريب وتأهيل عناصر جماعة الحوثي، ومن خلال الدعم الذي يحصلون عليه فقد أنشأوا مجموعة من الصحف ومولوا صحفا أخرى تتعاون معهم وأنشأوا قناة فضائية ولا نستبعد أن ينشئوا شركة طيران خاصة بهم, أما بالنسبة لمطار صعدة فقد كانت الدولة نفذت مشروع المطار الذي يحتوي على مدرج ممتاز يستوعب الطائرات الكبيرة، مثل الإيرباص وغيرها, ولكن الوضع الأمني ما زال غير مستتب ولا يمكن بالتالي تسيير حركة طيران إلى صعدة. ولفت مجلي إلى أن جماعة الحوثي التي تسيطر على المحافظة بقوة السلاح بدأت بعملية نقل السجون الخاصة وغير القانونية التابعة لها من أماكنها المعروفة إلى أمكان أخرى مجهولة، تحسباً للزيارة المرتقبة لفريق عمل صعده في مؤتمر الحوار الوطني الذي يعتزم زيارة المحافظة خلال الأيام القادمة. وقفة تضامنية مع الشيخ شبيبة إلى ذلك، نفذ أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل أمس السبت وقفة احتجاجية تضامناً مع عضو مؤتمر الحوار الشيخ محمد عيضة شبيبة، الذي اقتحمت عناصر الحوثي منزله، وتنديدا بقيام ميليشيات الحوثي باقتحام للمساجد بصعدة وإغلاقها بالقوة وترويع المصلين وسط ترديد لما يسمى شعار الصرخة داخل المساجد واعتقال عدد من الشباب. المحتجون أعلنوا تضامنهم مع ممثل حزب الرشاد السلفي في مؤتمر الحوار في فريق صعدة محمد عيضة شبيبة، لما قامت به جماعة الحوثي من اقتحام لمنزله في صعدة بعد تقديمه رؤية الرشاد عن قضية صعدة. وقال محمد عيضة ل"العربية.نت" إن جماعة الحوثي لا تزال تمارس مسلسل الانتهاكات من قتل واعتقالات وتهجير لأبناء صعدة، ولفت إلى أنه في حالة "استمرار تلك الأعمال فإن أبناء صعدة لن يجلسوا على طاولة واحدة في الحوار مع ممثلي الحوثي الذين يدعون أنهم يريدون دولة مدنية وهم جلادين في الأصل".