خطوة منطقية وضرورية تلك التي اقدمت عليها حكومة اليمن الشقيق ، والمتمثلة في إيجاد آلية مزمنة ومحددة لتنفيذ النقاط الست، والتي على ضوئها سيتم إيقاف العمليات العسكرية . هذه الخطوة هي المخرج الوحيد لإنهاء التمرد الحوثي وإسكات فوهات المدافع والبنادق ، ووقف نزيف الدم . صنعاء لم تأتي بجديد بل حكمت العقل والمنطق ، في حال جاء هذا القرار من رؤوس الساسة اليمنين ، ولا خلاف إن كان قد جاء من نظرة شمولية خارجية إقليمية أو أجنبية ، لكن من أتخذ أو أشار بهكذا إجراء وآلية ، وضع كافة القوى المتصارعة على المحك ، سواء القوة النظامية في اليمن ،أو المتمردين . بالنسبة للطرف الثالث في الصراع " السعودية" فالوضع بالنسبة لها منتهى تقريباً بعدما نجحت قواتها المسلحة في دحر المتسللين لأراضيها ، في وقت قياسي وجيز ، ودفعت القوة بالقوة ، ولم يتبقى لديها من أمر ذات علاقة سوى مسألة الضمانات بعدم تكرار ماحدث من قبل الحوثيون ، بشروط ضامنة وإجراءات واقعية ، تضمن وتكفل عدم تكرار التسلل ، وضبط الحدود ،وعدم إستغلالها مجدداً ، للتهريب. الحسم العسكري يحتاج لنصر سياسي أيضاً يدعمه ويثبته ، وهذا ماتفعله حالياً السياسة السعودية واليمنية ، حين سارعت لوضع آلية لتطبيق الشروط الستة من قبل النظام في صنعاء ، التي أعلن التنظيم الحوثي القبول بها ، وأشترط إيقاف القتال أولاً ، في محاولة لحفظ ماء الوجه ، والذي لم تقبله القوى المنتصرة عسكرياً ، وبين المنع والقبول ، وعدم وجود ثقة متبادلة بين الأطراف المتصارعة ، كان اللجوء لإستراتيجية [لتقبض على عدوك .. عليك أن تطلق سراحة أولاً] مخرج وحيد يضمن لجميع الأطراف القبول بالأمر الواقع ، وبالخصوص الحوثيون الذي عليهم أن لا يفوتوا هذه الفرصة ، وأن لا يأخذ الأمر بتعالي وكبرياء ، فلن تتكرر الفرصة بعد الآن ،وبخاصة إذا علم الحوثيون ، أن هذا الإجراء ليس منة من نظام صنعاء ، بل أن سير الحرب وإستراتيجيتها وصلت للبند "16" من الإستراتجية الحربية، والذي ينص : 16 لتقبض على عدوك ، عليك أولاً بإطلاق سراحه !! وتفسيراً لهذ البند عندما تحشر العدو في زاوية ، فإنه سيستميت في قتاله ، ويقوم بهجوم مستميت، لذا دع له شيء يخشى عليه ، وأفسح له مخرجاً أو مهرباً يلتجئ به لإنهاء الأمر . ننتظر ما تسفر عنه هذه المبادرة وللحديث بقية ، حول كافة الإستراتجيات التي مرت بها الحرب الحوثية ، على الحدود السعودية وفي محافظة صعدة . قبل ذلك نذكر بالمعلن عنه ظهر هذا اليوم ،حيث أكد الدكتور عبد الكريم الارياني المستشار السياسي للرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية،انه تم تسليم الحوثي آلية مزمنة ومحددة لتنفيذ النقاط الست والتي على ضوئها سيتم إيقاف العمليات العسكرية , وقال في مؤتمر صحفي اليوم بمعهد الميثاق بصنعاء إن وثيقة تتضمن آلية لتنفيذ النقاط الست سلمت إلى الحوثي عن طريق أحد الوسطاء وطلب منه أنه اذا وقع عليها ووافق على آلياتها فسوف تتوقف العمليات العسكرية فورا . مبيناً أن الآلية تضمنت تشكيل خمس لجان مؤلفة من (20) برلمانياً يضاف لهم أعضاء من الجانب السعودي، وأن اللجان هي: 1. لجنة الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية 2. لجنة محور صعده 3. لجنة الملاحيط 4. لجنة حرف سفيان 5. لجنة استلام الأسلحة (المنهوبة)