وجه الدكتور أبوعدي الجربا رسالة لجنود وضباط الجيش العربي السوري يحثم فيها أن يكونوا جيشا للوطن , ودرعه الحامي , لا أن يكونا أداة بيد نظام جائر أمعن بسفك دماء شعبه ودمر بنيته التحتية وهجر المواطنين واصبحوا بالملايين يعانون البرد والجوع وفقد المسكن والعائل . جاء ذلك وفقا لنسخة تلقتها جازان نيوز : "كم تمنينا بل كم اعتقدنا بان الجيش السوري هو جيش وطني و قومي بامتياز و عقائدي ، و أنه مؤسسة وطنية شريفة ، وان الدعم الذي يأتيه سواء من محبة الشعب له و مخصصاته من الخزينة العامة و الإنفاق الهائل للمجهود الحربي ، بانه كان منصباً لحماية الوطن و الشعب و انه ابناً باراً لهذا الشعب و بانه يتم إعداده لتحرير ارض الجولان السليبة و قضيتنا المركزية المقدسة قضية فلسطين و الشعارات القومية الطنانة و الرنانة التي ربونا عليها بأنها كانت الكذبة الكبرى و الخدعة التي لم ينخدع بها شعب سوانا ، فقد تحول هذا الجيش في ظل هذا النظام السلطوي المافيوي الفاسد الوضيع من جيش وطني إلى جيش حزبي و قد فرغ الحزب من محتواه أصلاً أي حزب البعث إلى جيش طائفي بغيض بل أكثر من ذلك . و اختصر مصير هذا الجيش بعائلة فاسدة ثقافتها الشبيحة و التشبيح و الفساد و الإفساد و اختصر في نهاية المطاف لشخص واحد لا يعرف معايير الوطنية أي معنى و لا للعسكرية الاحترافية أي مبدأ ، جاءوا به ليضعوه لنا طوطم لينهبوا خيرات البلد من خلاله و ليذلوا شعباً بأكمله لأجل حفنه من المرتزقة والبلطجية و هم تحديداً آل الأسد و آل مخلوف و آل شاليش و إجرائهم و حاشيتهم ، كنت أتمنى لو أن الجيش العربي السوري حذا حذو الجيش المصري و الجيش التونسي اللذين أثبتا بانهم بالفعل جيوش وطنية حقيقية ، وقفوا مع إرادة الشعب و وضعوا مصلحة الحاكم الفرد وراء ظهورهم و حموا شعبهم و حموا الثورة ، آلا تعلمون بان الجيش و سلاحه هم للوطن و أبناءه و ليس للحاكم الذي يأتي غيره و افضل منه و لكن اذا ذهب الشعب و الوطن من اين نأتي بشعب و وطن. يا جيشنا العربي السوري اذكروا أرواح شهدائكم الأبرار الذين خضبوا بدمائهم الزكية ربى ميسلون و هضاب الجولان من اجل هذا وجدتم و لأجل هذا عليكم أن تعملوا و أقول لأبناء و وطننا من البعثيين لا تكونوا أرقاماً بيد هذا النظام الجائر بل كونوا رجالاً وطنيون ، هذا يوماً يفرق به بين الحق و الباطل و هذا يوماً ينفع الوطنيين وطنيتهم و السلام على الصادقين المخلصين . ونحن السوريين في وسط هذا الألم والحزن و الخيبة والخذلان والصدمة مما نراه من ضربات موجعة من الذين كنا نضنهم جيش وطني إلا أن عزائنا الوحيد بعد الله تعالى في هذه النخبة الوطنية من جيشنا الحر الوفي للوطن و الشعب بأن يكون نواة مباركة لجيش وطني حقيقي في المستقبل القريب أن شاء الله و السلام عليكم و رحمة الله". د/ ابو عدي الجربا —