تعهد رئيس الوزراء الإيطالي، سيليفيو برلسكوني، بالسعي لضم إسرائيل كعضو كامل في الاتحاد الأوروبي. وقال خلال زيارته تل أبيب، أمس، إنه يرى أن إسرائيل، من حيث نظام الحكم والاقتصاد والتاريخ والحضارة، هي جزء من أوروبا. ولا يوجد مبرر لأن تبقى خارج هذا الإطار. وكان برلسكوني، قد وصل إلى إسرائيل، مساء أول من أمس، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام. وقد بلغت أوجها بجلسة مشتركة للحكومتين الإسرائيلية والإيطالية بمشاركة ثمانية وزراء من كل جانب. واختتمت هذه الجلسة بالتوقيع على ثماني اتفاقيات للتعاون في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية والتجارية. وفي اليوم الأخير من الزيارة، سيخطب برلسكوني أمام جلسة خاصة وغير تقليدية للكنيست (البرلمان الإسرائيلي). وتميزت الزيارة واللقاءات التي جرت خلالها حتى الآن بالحميمية غير العادية والإطراءات المتبادلة والحديث عن «حب متبادل» بينه وبين المسؤولين الإسرائيليين، لدرجة جعلت معلقين إيطاليين يرافقونه يقولون إن رئيس حكومتهم، الذي يتعرض لانتقادات لاذعة في بلاده بسبب مجموعة من الفضائح الأخلاقية والسياسية، يشعر بأنه في رحلة استجمام ملائمة لشهر العسل. ويضيفون بسخرية «إننا نشك في أن يعود برلسكوني إلى إيطاليا». واستهل برلسكوني زيارته بزيارة إلى متحف المحرقة اليهودية «يد فشم» في القدسالغربية، حيث أمضى وقتا طويلا، أكثر من عادة الرؤساء. وقال في ختام الزيارة إنه، بشكل شخصي، مرتبط بموضوع الكارثة قبل الوصول إلى إسرائيل، حيث كان قد زار معسكر الإبادة النازي «أوشفتس» في بولندا. وإنه يتعاطف مع اليهود منذ تعرفه على تاريخهم المأساوي في أوروبا. ويجب لزاما عليه أن يقف إلى جانبهم من دون تحفظ. وطور هذا التوجه، ليقول في جلسة الحكومة المشتركة، إن إسرائيل تعتبر واحدة من أقرب خمسة أصدقاء لإيطاليا. ودعا الحكومة الإسرائيلية لأن تتصل به وتتقدم بطلب أي مساعدة تريدها من إيطاليا. وأضاف: «أنا أحبكم وأريد القرب منكم. ولا أتحدث باسمي وحدي، فكل الإيطاليين يحبونكم»، فرد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عليه قائلا: «من حظنا أن لنا صديقا مثلك». وأضاف: «سئلت: ما مصلحتك في إبداء هذا الدفء تجاه إسرائيل، وأنت الذي يقف وقفة مساندة لنا منذ وصولك إلى الحكم؟ فأجبتهم: ليس المصلحة، بل القيم. فما يجمعنا هو القيم المشتركة. فالقدس وروما كانتا مهد الحضارة الغربية التي ننتمي إليها اليوم». وأجرى برلسكوني لقاءات، أمس، مع كل من وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور لبرمان، ورئيسة المعارضة، تسيبي لفني. وعقد لقاء ثانيا مع نتنياهو. واليوم، سيلتقي مع الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس. وبعد إلقاء الخطاب أمام الكنيست، سيتوجه إلى بيت لحم، لملاقاة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن). وتجدر الإشارة إلى أن الصحافة الإسرائيلية قد استقبلت برلسكوني بعناوين متناقضة. فمن جهة أشادت بمواقفه الراسخة لدعم إسرائيل، مبرزة تصويت بلاده ضد تقرير غولدستون، الذي يدين إسرائيل على ارتكاب جرائم حرب في العدوان الأخير على قطاع غزة، ومن جهة ثانية أشارت، إلى أن إيطاليا في عهده غدت أكبر متعاون تجاري مع إيران في أوروبا. وفي عهد برلسكوني وحده، تضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين ثلاث مرات، ليبلغ 10 مليارات دولار في سنة 2008. وأوضحت الصحافة الإسرائيلية أن إيطاليا تقوم بتزويد إيران بالخبرات التكنولوجية في كثير من المجالات، وبعضها يسهم في إغناء قدراتها العسكرية. كما تقوم بمساعدة إيران في مجالات الفضاء، وهي مجالات حساسة ليست بعيدة عن التقنيات العسكرية. ومع ذلك، فإن برلسكوني ونتنياهو اتفقا على الحديث عن خطر التسلح الإيراني. وعندما قال نتنياهو إن الخطر الإيراني لا يهدد إسرائيل وحدها بل كل دول المنطقة، بما فيها إيطاليا، قال رئيس الوزراء الإيطالي إنه لن يفعل مثلما فعل سياسيون أوروبيون آخرون في الماضي، حيث رأوا وسمعوا ما الذي تفعله النازية باليهود ووقفوا على الحياد متفرجين، بل إنه سيسعى بكل قوته ونفوذه إلى حجب الخطر الإيراني عن إسرائيل والمشاركة في الإجراءات العقابية ضد إيران، في حالة عدم تخليها عن مشروعها النووي. وقد علقت الصحف متهكمة : من شدة الحب الذي أحيط به.. نشك في أنه سيعود إلى إيطاليا