من المواطن ابو علي يقص فيها حياة الجدة صالحة التي توفيت في احد مخيمات النازحين بعد أن نزحت عن قريتها مجبرة بسبب الظروف الراهنة. هذا نصها : ودعت قريتها ذات صباح كما تودع الام ابنتها على امل ان تعود , ثم تركت قلبها الحزين في ربوع قريتها (المزبرات) يرفرف بحزنه بين زهور مزرعتها (من سكب وبردقوش وريحان ) تركت قلبها في قريتها ليحرس ذكرياتها , ويرعى امكنة كانت ترعاها بفؤادها 0 لم يدر بخلدها انها ستفارقها يوما من الايام , لكنها اجبرت على فراق قريتها بعد اكثر من (120)عاما تقاسمتا في هذه السنين الحلوة والمرة0 اجبرت على فراق قريتها بسبب الفتنة الحوثية وبامر الافساد في الارض0 انها الجدة صالحة التي غادرت قريتها لاول مرة بعد هذا العمر الطويل . لقد كانت متمسكة بتراب قريتها حتى آخر لحظة , وعندما همت بالمغادرة جمعت حفنة من تراب قريتها , وربطتها في طرف محرمها الطاهر لتستنشقها في صبحها ومساها 0 انه الحب الازلي للارض , والعشق الابدي للوطن 0 انها الجدة صالحة التي لم تغادر قريتها -- لافي الماضي ولا في الحاضر-- رغم الحوادث الجسام التي مرت على قريتها خلال عمرها الطويل 0 تلك الحوادث التي اجتثت الكثير من سكان القرية عدا الجدة صالحة التي ظلت صامدة في قريتها كصمود جبل دخان حتى جاء اليوم المشؤم0 اليوم الذي خرجت فيه الجدة صالحة من قريتها مكرهة مع الاف النازحين على امل ان تعود لتموت في قريتها , وتدفن في مقبرة العائلة , لكن الاقدار كانت اقوى والموت كان اسرع0 ماتت الجدة صالحة قبل يومين -- ماتت بعيدا بعيدا عن قريتها -- ودفنت بعيدا بعيدا عن مسقط راسها 0 لقد تحملت الجدة صالحة قساوة السنيين وشظف العيش , وفقد الاهل والاحباب , ومرارة الامراض , ولكنها لم تستطع ان تتحمل فراق قريتها والبعد عن مزرعتها 0 لقد كان الحدث فوق طاقتها , فحاصرتها الاحزان والحسرات , واقامت بين جوانحها الاهات والزفرات , حتى ودعت دنياها , وسلمت روحها لخالقها بعد ايام وليال معدودات من لحظة فراق قريتها 0 كان آخر كلامها يرحمها الله ( اللهم سلط على الحوثيين) رحم الله الجدة صالحة هزازي والدة الشيخ (محمد علي مقرم) اللهم اغفر لها ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد , واستجب اللهم لها دعوتها في الحوثي واعوانه انك سميع مجيب 0