عش ما شئت أيها الإنسان فإنك حتما ستفارق أحبابك يوما في موعد وأجل معلوم ومقدر عليك منذ أن كنت في بطن أمك ولم تبلغ إلا أياما معدودة ، أقدارنا مسطرة في كتاب لا يضل ولا ينسى فإذا جاء الأجل وأذن الله بالرحيل تضيع كل الحيل ويقع القدر وحينها يأتي الإيمان بالقضاء والقدر والتسليم لأمر الله. أحبابنا نطلب لهم طول العمر ومهما طال سيكون له نهاية محتومة، الفراق صعب ولكن الحياة الحقيقية هناك في دار الخلود في دار خير من دار الفناء، دار لا صخب فيها ولا نصب في جنة عرضها السموات والأرض في جنة الخلد التي نسأل الله بلوغها لنا ولمن نحب ونأنس بقربهم، فهنيئاً لابن بار وابنة بارة أكرموا آباءهم ونالوا رضاهم في حياتهم وحتى مماتهم لعل الله يرحمنا برحمة هؤلاء الآباء والأمهات. رحماك ربي من هول مصاب الموت وفراق الأحبة، لعل الله بها رحيم يربط عليها بالصبر والإيمان والاحتساب والتسليم، كم من فاقد لحبيب قريب إلى الروح والقلب والهوى يعيش بيننا ومعنا ولكن التخفيف عن هول المصيبة باستشعار ما عند الله خير وأبقى له والدعاء له بجنة الفردوس الأعلى ومرافقة سيد المرسلين وخاتم النبيين وأنعم بها من جيرة هي الغاية والمبتغى. رحم الله الجدة صاحبة الوجه المسفر المضيء بنور ربها سماها ربها مسفرة فإذ بي أراها من بين كل البشر الذين عرفت في حياتي صاحبة أطهر وأنقى سريرة وأبهى طلعة بهية، واسأل الله أن تكون من أصحاب الوجوه المسفرة في اليوم الموعود. إليك يا من عرفنا معك معنى الطهر والعفاف والحياء والقلب الطيب والوجه الصبوح كل الدعاء بأن يتغمدك الله برحمته ويسكنك فسيح جناته في مقعد صدق عند مليك مقتدر. إليك يا من تعلمت من صمتك ونظرات عينيك الحب والخير والعطاء والمشاعر الفياضة دعواتي الصادقة بالمغفرة والرحمة وجنة الرضوان وأن يجعل الله مرضك كفارة لك ورفعاً لدرجاتك في عليين. إليك أبي وقرة عيني وأعمامي وعمتي وكل أهلي خالص العزاء في الفقيدة الغالية الجدة الحنون اللهم لا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها إنها نعم المرأة الصالحة الصابرة المحتسبة، فإلى رحمة رب العالمين وجمعنا الله بك وبأمواتنا الذين سبقوك إلى دار الخلود في جنات النعيم.