في كلمته أمام مؤتمر التفاعل وبناء تدابير الثقة في آسيا جدد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، الدعوة لإيران لإنهاء احتلالها الجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، مؤكداً حرص الإمارات على التوصل لحل، من خلال الالتزام بالعمل الدولي، سواء عبر الأممالمتحدة، أو محكمة العدل الدولية، أو الوساطة الدولية، أو المفاوضات الثنائية المباشرة، وقال سموه، إن عدم رغبة إيران في المشاركة قد أعاق إلى الآن تحقيق أي تقدم منذ عام 1971، فيما اعتبر سموه العقوبات الدولية الخيار الأمثل لإضعاف النظام السوري، مؤكداً أن ما يخدم سوريا الآن هو تحقيق الانتقال نحو حكومة جديدة، وحث الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن على إعادة النظر في مواقفها، ودعم عملية التحول في سوريا، كما دعا سموه المجتمع الدولي لعدم تجاهل الوضع في فلسطين، والعنف الطائفي في ميانمار. جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سموه في افتتاح الدورة الخاصة والاجتماع الرابع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا المعروف اختصاراً باسم "سيكا"، والذي بدأت أعماله اليوم في العاصمة الكازاخية استانا. وكان سمو وزير الخارجية استهل كلمته أمام المؤتمر بالإشادة برئيس جمهورية كازاخستان وصداقته، وشعب كازاخستان وبرؤيته الثاقبة في الدعوة لعقد مؤتمر التفاعل وبناء الثقة في آسيا، هذه الرؤية التي يُعمل وفقاً لها منذ 20 عاماً وإلى الآن، مشيراً سموه إلى أن التفاعل وبناء الثقة يدعمان بصورة رئيسية العلاقات بين الدول الآسيوية، كما يعززان الجهود نحو تحسين التنمية في جميع أرجاء القارة الآسيوية. وقال سموه "إن الدول الآسيوية تتعاون وبنجاح مع بعضها بعضاً في العديد من القضايا، وذلك بهدف وضع أسس استجابة فعالة وخاصة لمواجهة العديد من التحديات". أمن أفغانستان وأضاف سموه، أن الدول الآسيوية اجتمعت مؤخراً لتوحيد الرؤى والجهود فيما يخص أفغانستان، كما أن عملية اسطنبول سعت إلى تحقيق الأمن والاستقرار في "قلب آسيا"، وذلك في أبرز وأوضح تجسيد للتعاون بين الدول الآسيوية، وقال سموه "إن تداعيات انعدام الأمن في أفغانستان تتجاوز حدود هذا البلد، ولا شك بأن دول مجلس التعاون الخليجي ستكون من الدول المتأثرة مباشرة بأي حالة عدم استقرار قد تسود أفغانستان، وأن التوجهات المنبثقة والمُدارة آسيوياً هي في غاية الأهمية لضمان تحقيق التقدم، خاصة بالنظر إلى حقيقة أن الحضور الدولي الأوسع في أفغانستان سيبدأ بالانخفاض اعتباراً من عام 2014". وتطرق سموه لجهود الدولة في مكافحة القرصنة البحرية، وقال إن"تهديد خطوط الملاحة البحرية في آسيا مثال آخر للمجالات التي تتعاون فيها الدول الآسيوية، خاصة تلك الواقعة في منطقة غرب المحيط الهندي"، مضيفاً سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة "اضطلعت بدور قيادي في هذه المسألة عبر تنظيمها مؤتمرين دوليين رفيعي المستوى في دبي جمعت فيهما جميع الأطراف المعنية من القطاعين العام والخاص، وتم فيهما تبادل الخبرات وتوحيد الجهود لمكافحة القرصنة البحرية". وقال سموه "نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة استفدنا من تجارب الدول الأخرى في التعامل مع القرصنة في مضيق ملقا"، وأبرز سموه المشاكل التي تعانيها آسيا "رغم الجهود المبذولة على الصعيدين الدولي والإقليمي، والتي قال سموه إنها" تقف عائقاً في طريق تحقيقها لكامل إمكاناتها على الصعيد الدولي". الجزر الإماراتية الثلاث وعرض سموه أمام المؤتمر مذكراً بثلاث قضايا قال إنها" تقع في دائرة اهتمام ومصالح الإمارات العربية المتحدة، والتي يمكن من خلالها الاستفادة من آليات بناء الثقة في سياق آسيوي كذلك". وقال سموه، إن القضية الأولى هي "أن الإمارات العربية المتحدة لا تزال تعاني احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، وعلى الرغم من هذا الاحتلال غير الشرعي، إلا أن الإمارات كانت ولا تزال راغبة بالالتزام بالوساطة الدولية، أو المفاوضات المباشرة للتوصل إلى حل لهذا النزاع المهدد للاستقرار دولياً، كما أن عدم رغبة إيران في المشاركة قد أعاق إلى الآن تحقيق أي تقدم منذ عام 1971". وجدد سموه الموقف الإماراتي" من المسألة والمتمثل في: استعدادنا للالتزام بالعمل الدولي، سواء عبر الأممالمتحدة، أو محكمة العدل الدولية، أو أي جهود وساطة دولية، أو مفاوضات ثنائية مباشرة". الوضع في سوريا أما القضية الثانية، بحسب سموه" فهي الوضع الإنساني في سوريا الناتج عن تعنت النظام السوري الحالي، والذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وهذه المعاناة الإنسانية آخذة في التوسع لتتخطى حدود ذلك البلد، الأمر الذي يظهر جلياً في استقبال الدول المجاورة لأعداد كبيرة ومتزايدة من اللاجئين، كما أخذت الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج العربي الأخرى على عاتقها مسؤولية تقديم المساعدات النقدية والعينية". وأضاف سموه، "أن ما يخدم سوريا في الوقت الحالي هو تحقيق الانتقال نحو حكومة جديدة، ولا شك بأن العقوبات الدولية هي الخيار الأمثل لإضعاف النظام الحالي"، وقال سموه، "لقد كانت الجامعة العربية في مقدمة الجهات التي باشرت بفرض عقوبات على النظام السوري، ولكن عدم الوصول إلى قرار دولي موحد حول سوريا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعيق العمل الدولي الفاعل، وفي الوقت الذي تدرك فيه الإمارات العربية المتحدة الخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها من قبل الأعضاء الآسيويين من بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، فهي تحث هذه الدول كذلك على إعادة النظر في مواقفها، وأن تدعم عملية التحول في سوريا". ركود عملية السلام أما عن القضية الثالثة، فقال سموه "إنه يتوجب على المجتمع الدولي ألا يتجاهل الوضع في فلسطين، فعلى الرغم من حالة الهدوء الحالية التي تشهدها الأوضاع هناك، إلا أنها قابلة للتدهور خاصة مع حالة الركود التي تشهدها عملية السلام، كما أن مواصلة إسرائيل للأنشطة الاستيطانية لا تزال تقف عائقاً في طريق التوصل إلى أي حل دائم وعادل للقضية". وقال سموه في كلمته" إن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن بأن قارة آسيا وما تمتلكه من تنوع بشري وثقافي يمكنها أن تقدم صورة مشرقة ومتميزة للتسامح والتنوع بين مختلف الفئات والثقافات". وفي الوقت الذي ذكر سموه بمبادئ عدم التدخل، ذكّر الحكومات الآسيوية بالمسؤولية التي تقع على عاتقها في رعاية الأقليات ضمن حدودها"، وأعرب سموه "عن القلق الشديد جراء حوادث العنف الطائفي التي تشهدها ميانمار"، داعياً جميع الدول المشاركة إلى حث حكومة ميانمار على وقف انتهاكات القانون الدولي ضد حقوق الأقليات هناك". وفد الدولة وضم الوفد المرافق لسمو وزير الخارجية، الدكتور جاسم الخلوفي مدير إدارة الشؤون الآسيوية بوزارة الخارجية، وإبراهيم حسن سيف سفير الدولة لدى جمهورية كازاخستان. وكان الرئيس الكازاخي نور سلطان نزار باييف افتتح أعمال المؤتمر بكلمة ثمن خلالها الإنجازات التي تحققت خلال العشرين عاما من مسيرة المؤتمر، واستعرض التحديات التي تواجه الدول الأعضاء التي قال إنها تمثل نصف سكان الكرة الأرضية، واعتبر في كلمته الهجرة غير المشروعة وتجارة المخدرات والنزاعات الإقليمية والتطرف والإرهاب أبرز تلك التحديات، مشدداً على أهمية تعزيز إجراءات بناء الثقة والحوار والتنسيق والتعاون لمواجهة تلك التحديات. كما تحدث نزار باييف عن مبادرات بلاده للتخلص من ترسانتها النووية، ووقف التجارب النووية في إطار جهودها لتحقيق تطلعات الإنسانية نحو عالم خال من الأسلحة النووية. وشدد الرئيس الكازاخي على الحوار لتصفية البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وكذلك الحوار لإنهاء أزمة البرنامج النووي الإيراني. وفيما يتعلق بالوضع في سوريا أكد نزار باييف على الحوار، قائلاً، إن حل الأزمة بيد الشعب السوري دون سواه، ومن خلال طاولة المفاوضات فقط. تكثيف التعاون من جهته، اعتبر احمد داود أوغلو وزير خارجية تركيا في كلمته بصفته رئيس دورة المؤتمر أن تنوع الدول الأعضاء للمؤتمر مصدر قوة لها، داعياً لتبني الحوار وتكثيف التعاون والصبر في معالجة الأزمات والتحديات التي تواجه الدول الأعضاء، وبالذات التصدي للإرهاب والهجرة غير المشروعة، وتوسيع التعاون الاقتصادي والعسكري والأمني. واعتبر ما تحقق خلال الفترة الماضية مشجعاً للمضي قدماً لتحقيق الآمال المعقودة على المؤتمر. ويأتي انعقاد الدورة الخاصة لمؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة "سيكا"، بمناسبة مرور عشرين عاماً على الدعوة التي أطلقها الرئيس الكازاخي نور سلطان نزار باييف أمام الدورة ال 47 للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1992، وانضمت الإمارات إلى المؤتمر خلال الاجتماع الثالث لوزراء خارجية الدول الأعضاء في"سيكا" الذي انعقد بمدينة الماآتا الكازاخستانية في 25 أغسطس عام2008. 1