من منا سمع أو قرأ عن منطقة جازان السعودية, من زار تلك المحافظة في أقصى الجنوب السعودي, ومن رأى بيش البهية بمدينتها الاقتصادية وواديها الأخضر وأشجار المانجو وأبو عريش الخلابة بمزارع الفل. فحتماً سيدرك أنه أمام شيء مختلف عن ما عرفناه وعهدناه في دول الخليج العربي لا سيما اقتصادياً. وما يستوقف بل ويدهش الزائر لتلك المنطقة, وجود العديد من المنتجات الزراعية والتي عهدناها تزرع فى المناطق الاستوائية, فتربتها ليست بحاجة إلى إصلاح, ومياهها غزيرة وأمطارها موسمية, ولها تاريخ قديم في زراعة الفاكهة كالمانجو والتين والجوافه, وكذلك تتواجد العديد من مزارع الموز وبعض المحاصيل الغذائية الأخرى كالذرة التي يصنع منها خبز تقليدي توارثته الأجيال المتعاقبة, كما تنتشر زراعة الشعير والسمسم. وتمتاز المنطقة أيضا بوفرة الأراضي الزراعية حيث تبلغ المساحة القابلة للزراعة في منطقة جازان أكثر من 240 ألف هكتار أو ما يعادل 2.4 مليارمترمربع وهي مساحة تعادل مجموعة من الدول. كما يتواجد قرابة ألفي مزرعة فاكهة, وتنتج المنطقة حالياً حوالي 20 ألف طن من الفاكهة الاستوائية من خلال 450 الف شجرة مانجو و31 الف شجرة تين و 35 الف شجرة جوافة و25 الف شجرة بابايز بالاضافة الى 118 الف شجرة موز. كما يوجد حوالي 1200 مزرعة للخضار والأعلاف والمحاصيل الحقلية الاخرى, حيث بلغت المساحات المزروعة قرابة 4.2 مليون متر مربع. وتقام في منطقة جازان مهرجانات سنوية متعددة كمهرجان المانجو والفواكه الاستوائية. ومن الملاحظ فى منطقة جازان حداثة الصناعات فيها وتعدد الفرص الاستثمارية لا سيما فى مجال الصناعات التحويلية المعتمدة على المنتجات الزراعية المحلية, الشيء الغائب حاليا. ولا بد أن نذكر صندوق التنمية الصناعي السعودي الذي يقدم قروضا بتلك المنطقة بنسبة 75% من تكلفة المشروع ومدد سدادها تبلغ حتى 20 سنة. كما تقدم منطقة جازان فرصاً استثمارية واعدة لمنتجات زراعية استوائية وجبلية كثيرة امثال زراعة شجر زيت النخيل والعديد من اشجار الفاكهة والتي تزرع في بيئة مشابهة في افريقيا والدول الآسيوية, كزراعة نبات الزعفران في جبال فيفا من منطقة جازان والتي تمثل قيمة عالية مضافة. كما توجد أيضا فرص استثمارية متعددة للتخزين والتبريد والتعبئة وشركات للتسويق الزراعي تؤمن حاجة الأسواق الخليجية من الفواكه ومنتجات المنطقة الزراعيةا لمختلفة بصفة عامة. وفي ختام رحلتنا إلى منطقة جازان نختزل القول بأن الفرص الاستثمارية فيها كثيرة وواعدة, ولا تقتصرعلى الأمثلة السابقة, بل في جميع المجالات الاقتصادية الأخرى من زراعة وصناعة وسياحة وتعدين وصيد للأسماك واستزراع للربيان وتربية للمواشي. وما سرد من المشاهد هو قليل من كثير. وكما قال احدهم بوصفه جازان... "إن كان للارض فاكهة, ففاكهة الأرض جازان, وان كان للأرض عطر, ففل هي وريحان, وان كان للجنان روح, فدوح الأرض لجازان". ورب ضارة نافعة ولعل حمى الوادي المتصدع منذ سنوات التي لفتت الانظار اليها اتت بالنفع العام على المنطقة. فاقيمت جامعات ودشنت مدراس جديدة وعبدت طرق ومدن صناعية ومجمعات سكنية عدة فهي تعيش في حالة اشبه بالطفرة التي رايناها في نهاية السبعينيات الميلاديه والثمانينيات بكل المقاييس. وتجتمع عناصر مختلفة عدة عندها لا تتوافر الا بها في دول مجلس التعاون والتي تكمن في تحقيق اقتصاد من نوع فريد وخاص. فتجتمع عندها عناصر متعدده من الاقتصاد والتي تشمل الزراعة الاستوائية, صيد الاسماك, وصناعة الاغذية التحويلية, والصناعات التعدينية. فهي حتما وبلا منازع ورد الخليج. . 1