إعلان الاستنفار والتعبئة في صفوف الجيش يوماً بعد يوم تتعمق الأزمة بين السودان وجنوب السودان وتزداد حدة وسط مخاوف من الانزلاق إلى حرب شاملة خصوصاً بعد التطور الميداني خلال اليومين الماضيين وتبادل الاتهامات، حيث يقول المسؤولون في جنوب السودان إن القوات الجوية السودانية قصفت مناطق عبر الحدود المتنازع عليها، وإن قوات وميليشيات سودانية بدأت تحتشد حول منطقة جاو. وتأتي التطورات بعد اشتباكات عسكرية بين الجيش السوداني والجيش الشعبي لدولة جنوب السودان في هجليج بجنوب كردفان، مساء الاثنينبحسب (القبس) وقال مصدر عسكري رفض كشف هويته إن طائرات الجيش السوداني نجحت في صد هجوم قوات الجيش الشعبي لحكومة جنوب السودان، مدعومة بقوات من حركة العدل والمساواة على المنطقة النفطية التابعة لسيادة الشمال. وذكر أن المواجهات العسكرية، التي استمرت عدة ساعات، أسفرت عن تدمير عدد من دبابات القوات المهاجمة مما أجبرها على الانسحاب. ونفت الحكومة السودانية ما وصفته مزاعم رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت، باحتلال هجليج. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية ان تصريح سلفاكير ينم عن حقد دفين على السودان وشعبه والقوات المسلحة السودانية، إن الاتفاقيات التي وقعت في أديس أبابا والوفد الذي حضر إلى الخرطوم من دولة جنوب السودان كان كل ذلك خداعاً وتضليلاً. هذا وقد وأعلنت الحكومة السودانية تعليق زيارة الرئيس عمر البشير إلى دولة الجنوب التي كانت مقررة مطلع ابريل، إثر اشتباكات عسكرية حدودية بين الجانبين بولاية جنوب كردفان، فندت على إثرها الخرطوم مزاعم جوبا باحتلال المنطقة النفطية وإعلان تشكيل لجنة للتعبئة والاستنفار. وقال نائب الرئيس السوداني، الحاج آدم «لا حديث عن زيارة أو اتفاقيات أو تفاوض مع جوبا إلى حين انجلاء الموقف الأمني في (هجليج)». وإلى ذلك، أصدر الرئيس السوداني قرارا جمهوريا بتكوين اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار، حيث حدد القرار اختصاصات اللجنة «المتمثلة في وضع الترتيبات اللازمة لنفره الردع الكبرى وتهيئة المعسكرات لإعداد المجاهدين بجانب أي مهام أخرى لازمة لتحقيق أغراضها»، طبقاً للمصدر. من جانبها، اعلنت الاممالمتحدة عن قلقها لما يجري وحثت الطرفان على وضع حد للمواجهات تفادياً لنشوب حرب، ودعت إلى التزام تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين البلدين واستعمال الآليات السياسية لحل الخلافات. وتعد الاشتباكات بين الجانبين أكثر الاشتباكات خطورة في المواجهات منذ حصول جنوب السودان على الاستقلال في شهر يوليو العام الماضي. 5