دول أوروبية عدة والولايات المتحدة الأحد بإعلان "تحرير" ليبيا باعتباره "انتصارا تاريخيا" ونهاية "للديكتاتورية"، ودعت السلطات الجديدة إلى تشكيل حكومة انتقالية صلبة. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان إن تحرير ليبيا يعتبر "حقبة جديدة واعدة" وحض على "عملية مصالحة وطنية" مع انتقال البلاد في اتجاه الأمن والديموقراطية. وأضاف أوباما "نتطلع للعمل مع المجلس الوطني الانتقالي كحكومة انتقالية معززة الصلاحيات مع إعداده لأول انتخابات حرة ونزيهة في البلاد"، واعدا ب"المساعدة في الدفع باتجاه مرحلة انتقالية ديموقراطية مستقرة". وقال أوباما "باسم الشعب الأمريكي، أهنئ الشعب الليبي بالإعلان التاريخي عن يوم التحرير". وتابع "بعد أربعة عقود من الديكتاتورية الوحشية وثمانية أشهر من الصراع الدامي، بات بإمكان الشعب الليبي الاحتفال بحريته وببداية حقبة جديدة واعدة". من جهته وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إعلان السلطات الليبية الجديدة التحرير الكامل للبلاد بأنه "منعطف تاريخي"، مؤكدا دعمه لها لتشكيل حكومة موقتة وإجراء انتخابات. وقال في بيان "اعتبارا من هذا اليوم، سيكون الشعب الليبي مسؤولا بشكل كامل عن مستقبله، مستقبل أعلن قادته الجدد أنه سيكون مرتكزا على العدالة والمصالحة الوطنية"، داعيا إلى القضاء على "إرث الفساد وانتهاكات حقوق الانسان" في هذا البلد. كما كانت فرنسا وبريطانيا في طليعة الدول التي أشادت بالشعب الليبي بمناسبة هذا "التحرير" الذي تحقق بعد ثمانية أشهر من حركة احتجاج شعبية سرعان ما تحولت إلى انتفاضة مسلحة. وتحدث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن "انتصار تاريخي" للشعب الليبي" وحث على بناء مجتمع "يحترم القانون". وأضاف في بيان أن "سقوط سرت ومقتل القذافي وإعلان التحرير الوطني، كل ذلك يشكل انتصارا تاريخيا للشعب الليبي ولحظة حاسمة في نضاله من أجل الحرية". وكان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أشاد في وقت سابق ب"شجاعة ووحدة وكرامة الشعب الليبي". وقال جوبيه إن "حقبة الديكتاتورية والعنف والانقسامات انتهت"، مضيفا أن فرنسا "تثق بالسلطات الليبية الجديدة لتطبيق خارطة الطريق السياسية وتشكيل حكومة انتقالية تمثيلية في أسرع وقت ممكن". من جهتها اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في بيان أن الإطاحة بمعمر القذافي كانت "من صنع الليبيين العاديين الشجعان، الذين كانوا يطالبون بالحريات والكرامة". وكتبت في بيان "إنها لحظة تاريخية، لكن يجب فعل ما هو أكثر بكثير من ذلك. عملية تشكيل حكومة جديدة ذات صفة تمثيلية ومسؤولة أمام شعبها يجب أن تعكس الروح التي طغت خلال الثورة وعلى المجلس الوطني الانتقالي بذل ما في وسعه لإعلان هذه الحكومة في أقرب وقت ممكن". وكانت باريس ولندن وواشنطن بدأت في 19 اذار/مارس بتفويض من الأممالمتحدة ضربات جوية في ليبيا لحماية المدنيين من القمع الذي كان يمارسه نظام العقيد معمر القذافي السابق. وكان الزعماء الجدد في ليبيا أعلنوا في وقت سابق الأحد "تحرير" بلادهم، بعد ثلاثة أيام من مقتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي ما يمهد لتشكيل حكومة انتقالية. من جانب آخر رحبت إيطاليا، القوة المستعمرة سابقا لليبيا، بإعلان السلطات الليبية الجديدة تحرير البلاد، معتبرة ذلك "منعطفا تاريخيا". وقالت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان إن "إعلان تحرير ليبيا يمثل منعطفا تاريخيا وانتصارا للشعب الليبي". واضافت "ان ايطاليا تأمل في أن تقود السلطات الانتقالية ليبيا نحو فصل جديد حيث يتمكن كل افراد المجتمع الليبي من الالتقاء ضمن مؤسسات متينة وديموقراطية وتمثيلية". من جهته رحب رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر بالوصول إلى "مرحلة ما بعد القذافي".