بنغازي - رويترز، أ ف ب - أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل اتخاذ بلاده الشريعة الإسلامية «المصدر الأساسي للتشريع»، خلال احتفال حاشد أمس بإعلان «تحرير» ليبيا من حكم معمر القذافي، فيما بدأت المشاورات لتشكيل حكومة جديدة يتوقع أن تعلن «خلال أسبوع أو شهر». وقال عبدالجليل، أمام عشرات الآلاف من الليبيين الذين احتشدوا في بنغازي: «نحن كدولة إسلامية اتخذنا الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع، ومن ثم فإن أي قانون يعارض المبادئ الإسلامية للشريعة فهو معطل قانوناً»، مشيراً إلى إنهاء تقييد تعدد الزوجات بموافقة الزوجة ومراجعة عمل كل البنوك «لتصبح إسلامية». وشكر الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لدعمهم الانتفاضة التي انتهت بمقتل القذافي الخميس الماضي. وقال إن «جميع الشهداء من المدنيين والجيش انتظروا هذه اللحظة... إنهم الآن في مكان افضل وهو جنة الخلد. هذه الثورة بدأت سلمية وقوبلت بالعنف». وأعلن نائبه عبدالحفيظ غوقة «تحرير» ليبيا. وقال: «إعلان التحرير. ارفع رأسك فوق انت ليبي حر». وأضاف أن «الشعب الليبي يؤكد احترام القوانين الدولية والمصالح المتبادلة والتعاون مع كل الدول، خصوصاً دول جوار ليبيا... إننا ندخل مرحلة جديدة تتطلب مزيداً من المسؤولية من طرف الجميع، تحيا الثورة وتحيا ليبيا». وكان لافتاً غياب رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي محمود جبريل عن الاحتفال، إذ كان يشارك في «المنتدى الاقتصادي العالمي» في الأردن حيث أعلن أن هناك مشاورات جارية حالياً من أجل تشكيل حكومة انتقالية في ليبيا، مؤكداً أن العملية ستستغرق «من أسبوع إلى شهر واحد». والمعروف أن جبريل مثار انتقادات من إسلاميين. وتوقع جبريل بعد تشكيل هذه الحكومة «عمل حقيقي صعب في محاولة لتقريب موعد اجراء الانتخابات لانتخاب المؤتمر الوطني الذي سيكون البرلمان الجديد بدل المجلس الوطني الانتقالي الذي سيتم حله». وأشار إلى أن «وظيفة المؤتمر الوطني ستكون اختيار اللجنة المكلفة وضع الدستور واختيار الحكومة الموقتة التي ستشرف على إجراء الاستفتاء على الدستور ثم هناك الانتخابات البرلمانية ليصبح لدينا أول برلمان بعد 42 عاماً من غياب الديموقراطية». وأوضح أن «رئيس البرلمان الجديد المنتخب سيكون رئيساً موقتاً للبلاد» حتى إجراء الانتخابات الرئاسية. من جهته، أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتحرير ليبيا باعتباره «حقبة جديدة واعدة»، وحض على «عملية مصالحة وطنية» مع انتقال البلاد في اتجاه الامن والديموقراطية. وقال في بيان أمس: «نتطلع إلى العمل مع المجلس الوطني الانتقالي كحكومة انتقالية معززة الصلاحيات مع إعداده لأول انتخابات حرة ونزيهة في البلاد»، واعداً ب «المساعدة في الدفع باتجاه مرحلة انتقالية ديموقراطية مستقرة». وأضاف: «بالنيابة عن الشعب الأميركي، اهنىء الشعب الليبي بالاعلان التاريخي ليوم التحرير. بعد اربعة عقود من الديكتاتورية الوحشية وثمانية اشهر من الصراع الدامي، بات في إمكان الشعب الليبي الاحتفال بحريته وببداية حقبة جديدة واعدة. الآن وبعد انتهاء القتال، يتعين على المجلس الانتقالي أن يحول انتباهه إلى عملية الانتقال السياسي التي بات في صددها». ورأى أن «على السلطات الليبية أن تواصل الوفاء بما قطعته من التزامات تجاه احترام حقوق الإنسان، وبدء عملية مصالحة وطنية، وضمان السيطرة على الأسلحة والمواد الخطرة، وضم المجموعات المسلحة تحت لواء قيادة مدنية موحدة. وبينما يتخذون هذه الخطوات، ستواصل الولاياتالمتحدة تعاونها الوثيق مع شركائها الدوليين وبعثة الدعم الأممية في ليبيا للمساعدة في الدفع باتجاه عملية انتقالية ديموقراطية مستقرة».br / وفي بروكسيل، حيا القادة الأوروبيون أمس «شجاعة وعزم» الشعب الليبي. وقالوا في مشروع بيان نهائي سيطرح على مصادقة القادة المجتمعين في قمة إن الاتحاد الاوروبي «ينوه بشجاعة وعزم الشعب الليبي وينتظر بفارغ الصبر تشكيل حكومة لا تقصي أحداً وتكون ممثلة أكثر ما يمكن (للشعب الليبي) كي تتمكن من الانطلاق في مرحلة انتقالية ديموقراطية سلمية وشفافة لليبيين كافة». وأعرب عن الأمل في تنظيم «انتخابات حرة ومنصفة». وأعلن المسؤول في المجلس الانتقالي أحمد جبريل أن السلطات الجديدة ستسلم جثة القذافي إلى اقربائه. وقال إن «القرار اتخذ لتسليمه الى اقربائه، لأنه لا يوجد اي فرد من عائلته المباشرة في الوقت الحاضر». وأضاف أن «المجلس الوطني يتشاور مع الأسرة التي ستقرر أين سيدفن القذافي بالتشاور مع المجلس»، رافضا تحديد موعد تسليم الجثة.