موجة من الفرح والسرور تسود أنحاء القطاع حققت اليوم المقاومة الفلسطينية انتصارا جديدا علي الساحة السياسية والدبلوماسية والإنسانية أيضا ,حيث أعلن قبل قليل عن إتمام صفقة شاليط والتي استمرت لمدة خمس سنوات دون تحقيق أي انجاز. فبعد سماع النبأ انطلقت عدة مسيرات عشوائية في جميع شوارع قطاع غزة ,بعضها مسيرات بالدرجات الهوائية والسيارات مع رفع العلم الفلسطيني,كما عبرت المساجد عن هذه الفرحة بالتهليل والتكبير والدعوة إلي شكر الله علي هذا الانجاز ,كما ابدي المواطنين فرحتهم بإطلاق أعيرة نارية في الهواء . عبر المواطنون عن هذه الفرحة بالعديد من الكلمات التي لم تسعهم في بعض الأحيان أن ينطقوا بها من شدة الفرحة, كما بدأوا بالتوجه إلي بيوت الأسرى لتهنئتهم متمنين لهم بان يكون أبناءهم من بين المفرج عنهم. ووجه المواطنون نداء إلي حركة حماس بضرورة الإعلان عن أسماء جميع الأسرى المفرج عنهم فور اً الإكمال الفرحة, وللبدء بالتجهيزات اللازمة لوصول الأسرى المفرج عنهم إلي منازلهم. وتحدث حسان محمود عن هذه الفرحة بأنها خطوة ايجابية جديدة علي الطريق الطويل لتحرير الأرض والإنسان من الاحتلال الإسرائيلي ,وانه أثبات بان الحرية تنتزع بقوة وإرادة المناضلين وبالقدرة علي الصمود والتصدي مهما اختلفت موازين القوي العسكرية . واعتبر أبو محمود هذا الانتصار بأنه كسر للعنجهية الإسرائيلية وأنها مازالت تتلقي هزيمة أخري علي أيدي المقاومين أنفسهم الذين أكدوا من خلال ثباتهم علي مواقفهم الوطنية أنهم قادرون علي انتزاع حقوقهم بالقوة مثلما استطعنا سابقا أن تقهقر آلت احربية الإسرائيلية من أراضي قطاع غزة . أما هاني حسن والذي كان يطلق أعيرة نارية فقال "بأنه هذا الانجاز هو انجاز تاريخي واثبات للعالم بان الفلسطينيون قادرون علي تحقيق الانتصارات تلو الانتصارات رغم كل الظروف , بالصبر والثبات علي القرارات المصيرية وهو فصل من فصول معركة التحرير التي لم تنتهي بعد" . ذكر أبو محمود أن تفاوض إسرائيل وقبولها للصفقة كما أرادتها حماس , بأنه أثبات بأن "حماس"حزب وطني يعمل علي تحرير الأرض والإنسان وانه لقن إسرائيل درسا لا يمكن أن تنساه أبدا. وأطلق في بيت الأسيرة الوحيدة في قطاع غزة "وفاء البس" الزغاريد واقبل المهنئون علي منزلها لتهنئة عائلتها بهذا الانجاز ,حيث اختلطت في بيتها الدموع بالفرح ,فالأسيرة البس والمحكوم عليها بالسجن 12 عاما هي الأسيرة الوحيدة التي بقيت في سجون الاحتلال من قطاع غزة , حيث منع الاحتلال زيارة عائلتها لها منذ أسرها في عام 2005م وحتى اليوم ,وهي تعاني ويلات التعذيب البدني والنفسي بممارسات الشتم حينا والعزل الانفرادي حينا أخر . كما امتلأت بالمهنئين العديد من بيوت الأسري وهم ينتظرون بفارغ الصبر إعلان الأسماء والجميع يرفع يديه أن يكون أبناءهم من بين المفرج عنهم مع تمنياتهم لجميع الأسري بالإفراج الفوري عنهم . وفي يوم 25 يونيو 2006 وقع جلعاد شاليط في قبضة المقاومة الفلسطينية حيث تم أسره ونقله إلى قطاع غزة على يد مقاتلين تابعين لثلاثة فصائل فلسطينية مسلحة ,وهي كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس وألوية الناصر صلاح الدين التابعة ل لجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام في عملية عسكرية نوعية أطلقت عليها الجهات المنفذة اسم " عملية الوهم المتبدد". ومنذ أسر شاليط طالبت حركة حماس نيابة عن جناحها العسكري ولجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام إسرائيل بالإفراج عن أكثر من 1000 سجين سياسي فلسطيني من ذوي الأحكام طويلة الأمد , ورفع الحصار المفروض على قطاع غزه مقابل إطلاق سراح شاليط حياً, وقد رفضت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة حتى مساء اليوم شروط حماس وقالت بأنها لن تفرج عما أسمتهم "فلسطينيون ملطخة أيديهم بدماء الأبرياء 1