كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 12/11/2006 ومنشورة في موقع “ويكيليكس” تحت الرقم 3604 ونشرتها صحيفة “المستقبل” اليوم (الاثنين) أن الرئيس نجيب ميقاتي يخشى من تحالف “حزب الله” عون، ورأى أنه تطوّر ليصبح “أكثر خطورة”، لاسيما على الطائفة السنيّة، مشيراً إلى أن رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب ميشال عون أقنع أتباعه بأن السنّة يشكلون تهديداً، فيما الشيعة لا يحتاجون لإقناعهم بذلك . وأكد لفيلتمان أنه إذا أصبح رئيساً للحكومة سيستطيع مواجهة تهديد “حزب الله” – عون، “عبر توطيد العلاقة مع بري، فهو “أكثر لبنانية” من “حزب الله”، وربما أقنعه بعدم المشاركة في أخذ البلاد إلى الفوضى، وأن أكون قوياً، ولن أتراجع في مواجهة الاستفزازات”، متوقعاً أن يستخدم “حزب الله” وميشال عون “كل الوسائل” في محاولة لتحقيق السيطرة على مجلس الوزراء، بما فيها المظاهرات العنيفة . ونقلت البرقية عن اللقاء الذي جمع السفير الأميركي آنذاك جيفري فيلتمان وميقاتي في 8 تشرين الثاني 2006 رفض الأخير في أن يكون أداة لحلفاء سوريا للإطاحة بحكومة الرئيس فؤاد السنيورة واسقاطه في الشارع، متعهداً بأنه لن يتولى السلطة على حساب السنيورة . وبدا منزعجاً من تخوف السفير من أن يكون متآمراً مع حلفاء سوريا أو مستفيداً من خطتهم ليحل مكان الرئيس فؤاد السنيورة، وأمام تحذيرات فيلتمان من “الآثار الوخيمة” على علاقته مع الولاياتالمتحدة اذا جاء إلى السلطة على انقاض حكومة السنيورة؛ أكد بأنه كان قوياً في دعمه على المستويين العام والخاص، وسوف يستمر في ذلك . وأكد بأنه “يخجل” من الاعتراف بأنه ساهم بمبلغ 150000 دولار أميركي لجريدة “الأخبار”، التي يعتبرها “الصحيفة الموالية لسوريا وإيران”، لافتاً إلى أنه “شعر بالإشمئزاز من الدعاية المتسترة للصحيفة، فرفض أي انخراط إضافي فيها “. وجاء في الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم “06Beirut3604′′ تحت عنوان: “لبنان: رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي يصر على أنه يؤيد السنيورة”، كالآتي : “أعرب رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي عن انزعاجه العميق، في اجتماع عقده مع السفير (فيلتمان) في 8 تشرين الثاني (2006) – خلال توقفه ليومين في بيروت من جولته حول العالم منذ نحو شهر – من فكرة استخدامه كأداة في أيدي الموالين لسوريا للاطاحة بحكومة السنيورة. وقال إنه كان وسيبقى قوياً في دعمه للسنيورة على المستويين العام والخاص، (وبعد أن غادر السفير صرح ميقاتي في بيان صحفي رفضه التهديد أو استخدام المظاهرات في الشوارع لاسقاط السنيورة). وأعرب ميقاتي عن بالغ قلقه إزاء تحالف “حزب الله” مع ميشال عون، معتبراً أنه تطور – خلال النزاع الذي اندلع في الصيف – إلى شيء أكثر ديمومة، وخطورة، ومعاداة للسنّة. وبينما كشف طموحه للعودة رئيساً للوزراء، رفض أن يفعل ذلك في البيئة الحالية وليس على حساب السنيورة. واعترف بأنه اعطى صحيفة “الأخبار”، الموالية للنظامين السوري والايراني، مبلغ 150000 دولار أميركي (ثلاثة أضعاف المبلغ الذي كان الميقاتي قد صرح عنه لنا في السابق) كمساهمة في رأس المال، لكنه ادعى أنه قطع كل العلاقات مع الصحيفة إثر شعوره بالاشمئزاز لافتتاحيتها. نهاية الموجز “. ميقاتي يصر على أنه يؤيد السنيورة وأشارت البرقية إلى أن السفير “استعرض مع ميقاتي – الذي عاد لتوه من أوروبا وقبل سفره إلى نيويورك – المخاوف الأمريكية بأن يكون (الأخير) متآمراً مع الموالين لسوريا أو أن يكون، من دون قصد، المستفيد من خطة حلفاء سوريا ليحل مكان فؤاد السنيورة كرئيس للوزراء. وحذر السفير، من أن ذلك سيكون له آثار وخيمة على علاقته مع الولاياتالمتحدة؛ والأجدر بميقاتي ألا يتوقع أي تعاون حميم من الولاياتالمتحدة، كما كان الوضع عندما كان رئيساً للوزراء، اذا جاء إلى السلطة على انقاض حكومة السنيورة . وأعرب ميقاتي عن “إنزعاجه العميق” من الرسالة، مصراً على أنه كان قويا في دعمه لفؤاد السنيورة على المستويين العام والخاص، وسوف يستمر، فاشتكى قائلاً: “جيف، أنت تعرفني جيداً لتتهمني بذلك”. كان أداء السنيورة جيداً للغاية وجلب مساعدات دولية كبيرة إلى لبنان. إن ميقاتي لا يحاول استبدال السنيورة الآن فحسب، ولكنه ممن يعارض، بأي وسيلة، الجهود التي تجعله يحل محله على الإطلاق. (وفي هذا الاطار، أصدر ميقاتي بياناً صحفياً بعد لقائه السفير أشار فيه إلى معارضته استخدام التهديد أو الترويع بالمظاهرات في الشوارع لإسقاط أو تغيير حكومة السنيورة). وكان السنيورة كرر ما قيل في السابق بأنه والرئيس السوري بشار الأسد ليسا على علاقة وثيقة. وحذر السفير ميقاتي، وإن لو لم يكن متورطاً بشكل مباشر، فالبعض يروّج له كرئيس للوزراء بمجرد خروج السنيورة. ورأى ميقاتي أنه قام بعمل جيد في العام 2005 كرئيس للوزراء ويستحق أن ينظر إليه كمرشح مرة أخرى، قائلاً: لا يمكن لوم المرء على طموحه و”رغبتي بمساعدة بلدي”. وتعهد ميقاتي بألا يسمح باستخدامه كأداة ضد السنيورة، ولا لتولي السلطة في هذا الجو على حساب السنيورة “. مخاوف ميقاتي من تحالف ميشال عون و”حزب الله “ ضد السنّة أضافت البرقية: “سأل السفير فيلتمان ميقاتي عن رأيه بالنسبة للأيام والأسابيع المقبلة، في ظل تصعيد الخطاب. (ملاحظة:عقد هذا الاجتماع قبل استقالة وزراء الشيعة يوم 11/11. نهاية الملاحظة). وأجاب ميقاتي بأنه “يعتقد أن “حزب الله” وميشال عون “سوف يستخدمون كل الوسائل” في محاولة لتحقيق السيطرة على مجلس الوزراء، إما بالاستيلاء على الثلث المعطل أو بإسقاط السنيورة تماماً، “كل الوسائل” تشمل المظاهرات العنيفة في الشوارع . ورأى أن “حزب الله” وعون أقرب من بعضهما البعض أكثر مما كانا عليه قبل الحرب، معتبراً أن تحالفهما أكثر خطورة. وأشار إلى أن عون أقنع أتباعه بأن السنّة يشكلون تهديداً، والشيعة لا يحتاجون لإقناعهم بذلك. وتوقع ميقاتي أن يؤيد “حزب الله” رئاسة عون الآن. وسئل ميقاتي عما سيفعله اذا ما واجهه تهديد عون – “حزب الله”، فأجاب باقتراحين: أحاول توطيد العلاقة مع بري، فهو “أكثر لبنانياً” من “حزب الله” وربما أقنعه بعدم المشاركة في أخذ البلاد إلى الفوضى، و”أن أكون قوياً، ولا أتراجع” في مواجهة الاستفزازات“. نقود لجريدة “الأخبار“ وبحسب البرقية سأل السفير ميقاتي “عن علاقته الحقيقية بالصحيفة الموالية لسوريا وإيران، صحيفة “الأخبار”، فأشار إلى أنه “يخجل” من الاعتراف الآن بأنه قدم 150000 دولار في رأس المال الأولي (اكثر بثلاث مرات من المبلغ الذي صرح عنه سابقا)، كجزء من استراتيجيته العامة للاستثمار في مساعدة جميع وسائل الإعلام اللبنانية كجزء من مساعدته لدرء الصحافة غير المرغوب فيها. لكن، واشمئزازاً من الدعاية المتسترة للصحيفة، رفض أي انخراط إضافي. وأكد أنه ليس أحد المالكين للصحيفة“. تعليق وفي التعليق النهائي لفيلتمان في هذه البرقية، قال: “إن ميقاتي، الملياردير، يستثمر وقته إلى أن يحين الوقت الذي يدعوه بلده فيه مرة أخرى. على عكس زميله الملياردير والسياسي المؤيد لسوريا عصام فارس (في المنفى الاختياري على يخته في موناكو منذ آذار العام 2005). وعلى الرغم من ذلك، لا يزال ميقاتي في اللعبة السياسية. إن جولته العالمية، تسمح له بتلميع مؤهلاته كرجل دولة بارز، وإلقاء كلمة أمام “مجموعة الأزمات الدولية” بعد أسبوع واحد، واجتماعه، في الأسبوع الذي يليه، بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان (رتبها له على الأرجح صديقه تيري رود لارسن). إن غيابه شبه المستمر عن لبنان، في الأسابيع الأخيرة، لا يثبت براءته من المؤامرات التي تحاك لاسقاط حكومة السنيورة، إلا أن في نفيه يقع في حلقة من الإخلاص والمصلحة الذاتية كذلك. في النهاية، فهو في وضع أفضل للعثور على دعم واسع كمرشح لمنصب رئيس وزراء احتياطي، إذا كانت لا تزال الجهود المذكورة في الأعلى تصبو إلى تغيير الحكومة، كما قام بوظيفة رائعة كرئيس للحكومة، خلال فترة انتقالية صعبة، ويبدو أنه يعوّل على سمعته من تلك التجربة بدلاً من سمعة “صديق وممول بشار (الأسد)” والمؤيد لسوريا، كأفضل فرصة له للعودة إلى السلطة يوماً ما. 1