تحديث:نادي الطيران السعودي يكشف تفاصيل وفاة الكابتن محمد كلنتن «على خطى دروب طلب الرزق قد يختطف الموت من نحب» هكذا انطلقت أم عبدالرحمن في حديثها إلى «الحياة» حول وفاة زوجها مدرب الطيران الشراعي محمد عبدالرحمن كلنتن الذي وافته المنية الأسبوع الماضي. تقول: «على رغم خطورة هوايته وما يكتنفها من متاعب كان يردد زوجها على مسامعها عند كل مرة تخبره بخشيتها عليه من الطيران الشراعي «هذه هواية... ورزق للأولاد». وتؤكد أم عبدالرحمن أن زوجها كان اجتماعياً، ولم يكن يرضى بغير التميز وكان يختار الهوايات الصعبة دوماً مثل الطيران الشراعي. وتشير إلى أن العيش أصبح مختلفاً من بعده، موضحةً أن وفاة زوجها كانت أمام عينيها هي وأطفالها في الخميس الماضي على شاطئ مدينة ينبع. وتقول أم عبدالرحمن: «إن زوجها كان يرغب في ممارسة الطيران الشراعي وكانت هي في نفس المكان الذي شهد آخر لحظات حياته»، مضيفة: «كنت أشاهد زوجي وهو يمارس هوايته ويطير أمامنا، وشاهدته وهو يسقط، لكن ما خطر ببالي هو أنه نزل من تلقاء نفسه». وتابعت: «شاهدت تجمهراً لأناس كثيرين حول الشاطئ، وسمعت صوت سيارة الإسعاف لكنني استبعدت أن تكون صافرات الإسعاف قادمة من أجله». وقالت: «إنها تلقت الخبر فورعودتها إلى المنزل»، لكنها أكدت أن من أخبرها قال لها إن إصابة زوجها بسيطة وهو بأتم صحة، لتكتشف كما تقول بعد ذلك إن زوجها انتقل إلى مثواه الأخير. وبينت أنها على رغم افتقادها زوجها إلا أنها ترجو من وفاته غرقاً في البحر والصلاة عليه في الحرم المكي يوم الجمعة أن يتقبله الله شهيداً، كاشفةً نيتها تعليم ابنها البكر عبدالرحمن (خمسة أعوام) هواية الطيران الشراعي وفقاً لرغبة والده. ويحكي أحمد جوهر (أحد أصدقاء المتوفى) أن كلنتن كان يعمل فنياً في إحدى الشركات الكبرى في السعودية، علاوةً على أنه كان مدرباً معتمداً للطيران الشراعي ولديه رخصة قيادة طيران شراعي حصل عليها من ماليزيا. وقال: «إن الفقيد كان يحلم أن يقطع العالم عبر الطيران الشراعي أو دراجة نارية، لكن الأجل سبقه قبل تحقيق أكبر أحلامه، إذ حقق جزءًا من حلمه بقطع العالم من طريق سفره من السعودية إلى دول عدة، منها سفره إلى ماليزيا بالدراجة النارية عام 2007 وإلى مصر في عام 2004 والإمارات في عام 2003». وأوضح أن لدى كلنتن رخصة مدرب غوص وهو عضو في مجموعة «هارلي» ومجموعة المتحدين للدراجات النارية، إضافةً إلى عضويته في مجموعة سيارات الدفع الرباعي والطيران الشراعي ومجموعة الغوص البحري. ولفت إلى أنه قبل وفاته كتب رسالة في ال«بلاك بيري» قال فيها: «النفسية تعبانة ونفسي أطير». وحول تلقيه خبر الوفاة، أشار إلى أنه سمع الخبر من أحد أصدقائه لكنه لم يصدقه، إلا أن مكالمات عدة تلت المكالمة الأولى كانت كفيلة بتأكيد الخبر. ويشير إبراهيم دبور (أحد أصدقاء الفقيد) إلى أن كلنتن كان اجتماعياً وأن الكثيرين صدموا عند معرفتهم لخبرغرقه، وأن صفحة ال«فيسبوك» التابعة للفقيد عجت بالدعاء بالرحمة والمغفرة. ولفت إلى أن رفيق دربه غادر الدنيا قبل أن يشاهد ابنه الذي لم ير النور بعد، لكونه ما زال في رحم أمه وسيولد يتيماً من دون رؤيته لوالده. وللفقيد، بحسب دبور، طفلان هما عبدالرحمن (خمسة أعوام)، وآصال التي لم تتجاوز ربيعها الرابع من العمر. وفي متابعة لحادثة الطيار أعرب الكابتن عبدالله السليماني رئيس لجنة الطيران الشراعي بنادي الطيران السعودي عن حزنه لفقد الكابتن محمد كلنتن رحمه الله أحد هواة الطيران الشراعي والذي توفي في حادثة غرق قبالة كورنيش ينبع إثر طيرانه المنخفض فوق سطح الماء. وقال السليماني إن أحد الطيارين الشراعيين المتواجدين في الموقع شاهد الحادث لحظة وقوعه، مشيرا إلى أن كلنتن كان يطير على ارتفاع قريب جداً من سطح الماء وفجأةً حدثت ملامسة المحرك للماء الأمر الذي تسبب في التوقف المفاجئ للمحرك ونزوله للماء الذي كان كافياً لغرقه بسبب وزن المحرك الذي ساعد على الغرق بشكل سريع إذا لم يتمكن من التخلص منه بسهولة لوجود ثلاثة أحزمة أمان حول الأرجل والصدر وعدم ارتدائه لسترة النجاة الإلزامية في مثل هذا النوع من الطيران كما تنص عليه أنظمة الطيران الشراعي بنادي الطيران السعودي والمعروفة لجميع الطيارين الشراعيين، واشار السليماني إلى انه هرع لموقع الحادثة عدد من زملائه الطيارين لمحاولة إنقاذه وقد استغرق إخراجه من الماء مدة تزيد عن النصف ساعة بسبب بعده عن الشاطئ وصعوبة الوصول إليه لعدم توفر قارب نجاة بالموقع، وعند خروجه إلى الشاطئ كان قد فارق الحياة وقد تزامن ذلك مع وصول سيارة الهلال الأحمر السعودي الذين قاموا بنقله إلي مستشفى لمحاولة إنقاذه الا انه توفي، وأكد السليماني أن نظام الطيران الشراعي يمنع الطيران فوق الماء إلا بتطبيق شروط السلامة من الالتزام بالارتفاع الكافي للرجوع إلى اليابسة ووجود سترة نجاة مخصصة لهذا النوع من الطيران مقدما تعازي نادي الطيران السعودي لذوي الفقيد سائلين الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، مهيبا بالطيارين الشراعين بعدم التهاون في تطبيق جميع وسائل السلامة المعروفة والإلزامية في مختلف الظروف واختيار الموقع والأجواء المناسبة لهذا النوع من الطيران، والاستفادة من دورات الإسعافات الأولية التي ينفذها النادي بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السعودي في مختلف مناطق المملكة التي تشهد تزايداً ملحوظاً في أعداد الطيارين الشراعيين.