أعلن رئيس جنوب السودان سالفا كير اليوم السبت، انفصال الدولة الجديدة عن الشمال، وانطلقت مراسم الاحتفال بالاستقلال بالنشيد الرسمي للدولة الوليدة وسط حشد من الضيوف من رؤساء دول ودبلوماسيين وحضور شعبي مكثف للجنوبيين. ورفع علم الدولة الجديدة في سماء جوبا مباشرة بعد تلاوة رئيس البرلمان لبيان إعلان الانفصال. وفي محاولة لإبراز التعايش الديني بين السكان المسيحيين والأقلية المسلمة في البلاد، تليت آيات من القرآن الكريم سبقتها ترنيمات لأسقف جنوب السودان. وسارعت مصر للاعتراف رسميا بدولة جنوب السودان وإرسال وفود لحضور مراسم الاستقلال، وأعربت جامعة الدول العربية عن دعمها للدولة الوليدة واحترام حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم وترحيبها بانضمام جنوب السودان لعضوية الجامعة. ولم تهدأ حركة الطيران في مطار جوباجنوبي السودان منذ الساعات الأولى ليوم السبت مع تواصل توافد الشخصيات السامية من دبلوماسيين ورؤوساء دول عربية وغربية للاحتفال بإعلان ولادة الدولة رقم 193 في العالم. ونقل التلفزيون السوداني وصول الرئيس عمر البشير إلى العاصمة جوبا لمشاركة الجنوبيين احتفالاتهم بالدولة الجديدة وتقديم التهاني. ونقل مراسل "العربية" في جوبا أجواءا من الابتهاج والنشوة عمت العاصمة، وسط إجراءات أمنية مشددة كانت قد انطلق التحضير لها منذ أيام. ونزلت حشود غفيرة إلى شوارع جوبا ليل الجمعة احتفالاً بإعلان استقلال جنوب السودان. وعندما اقتربت عقارب الساعة من منتصف الليل، ألهبت الأجواء الاحتفالية الجموع المحتشدة احتفاء باليوم الأول من عمر دولتهم المستقلة الجديدة. وهتفت ماري اوكاش السودانية الجنوبية "نحن أحرار. نحن أحرار. وداعا أيها الشمال، أهلا بالسعادة". وقال طالب في ال27 من العمر عاد من القاهرة خصيصا للاحتفال بهذه المناسبة "لقد ناضلنا طويلا، وهذا هو اليوم العظيم بالنسبة لنا. لا يمكنكم تصور ما نشعر به". وأضاءت ألعاب نارية سماء المكان في وقت جاب السائقون شوارع جوبا رافعين أعلام جنوب السودان، ومطلقين العنان لأبواق سياراتهم، على ما أفاد صحافي من وكالة فرانس برس. ووصل قادة أجانب بينهم 30 زعيما إفريقيا، والامين العام للامم المتحدة بان كي مون إلى جوبا بمناسبة إعلان استقلال جنوب السودان. وقال بان لدى وصوله إلى مطار جوبا "شعب جنوب السودان حقق حلمه. الأممالمتحدة والمجتمع الدولي سيواصلان البقاء إلى جانب جنوب السودان". اعتراف رسمي من الخرطوم واعترف السودان الجمعة بجمهورية جنوب السودان، على الرغم من أن مسائل أساسية لا يزال يتوجب حلها بين البلدين، من بينها الخلاف على مناطق حدودية. وكان اتفاق سلام وقع عام 2005 بضغط دولي، خصوصا من الولاياتالمتحدة وبريطانيا فتح الطريق أمام الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان الذي تم تنظيمه في كانون الثاني/يناير الماضي. وصوت نحو 99% من الجنوبيين لصالح الاستقلال في هذا الاستفتاء الذي جرى من دون حوادث كبيرة. وتأتي ولادة دولة جنوب السودان السبت بعد أكثر من نصف قرن من الحرب بين المتمردين الجنوبيين وحكومات الخرطوم المتعاقبة، والتي جعلت الجنوب في حالة دمار وقتلت وشردت الملايين، وإدت إلى فقدان الثقة بين الجانبين. 3