كارثة اقتصادية تهدد اليمن أكدت مصادر قبلية مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 15 آخرين في قصف مدفعي وصاروخي نفذته قوات من الحرس الجمهوري على منطقة أرحب شمالي العاصمة صنعاء لليوم الثاني على التوالي. وقال شهود عيان إن عددا من المنازل وآبار المياه والمزارع تضررت جراء القصف. وتدور اشتباكات متقطعة بين مسلحين قبليين وقوات من الحرس الجمهوري في أرحب منذ أسابيع اثر منع القبائل قوات من الحرس الجمهوري من التحرك بأسلحتها الثقيلة صوب العاصمة صنعاء. كما تشهد مناطق الحيمة الخارجية ونهم التي تنتشر فيها ألوية من قوات الحرس الجمهوري أضطرابات مشابهة منذ أسابيع. من جهة أخرى، بدأ أعضاء هيئة التدريس بجامعة البيضاء اليوم اعتصاما مفتوحا أمام وزارة التعليم العالي بصنعاء احتجاجا على ما سموه فسادا في الجامعة والاجراءات التعسفية التي اتخذتها رئاسة الجامعة ضد من انضموا للاحتجاجات المناوئة للنظام. هذا فيما يستعد "شباب الانتفاضة ضد النظام في اليمن" لتنظيم مسيرات وصفوها بالمليونية صباح هذا اليوم في كل المحافظات للتنديد بما سموه الدعم الأمريكي للسلطة وتجاهل مطالب الشعب اليمني في التغيير. من جهته أكد سلطان البركاني الأمين العام المساعد للحزب الحاكم في اليمن في تصريح أن عودة الرئيس صالح من السعودية الى اليمن مرتبطة بما يقرره الأطباء المشرفون على علاجه. وقال البركاني إن الرئيس يتواصل هاتفيا مع قيادات الدولة في اليمن، ونفى الأنباء التي ترددت حول "تدهور صحة الرئيس بشكل كبير" خلال اليومين الماضيين، مشيرا الى أن الطائرة الرئاسية التي توجهت قبل أيام الى السعودية قد تكون أقلت أسرة الرئيس للاطمئنان عليه. ونفى البركاني تصريحات نقلت عن قيادي بالحزب الحاكم تفيد بأن الرئيس سيستقيل في ذكرى توليه الرئاسة في اليمن الذي يصادف السابع عشر من يوليو المقبل، وقال إن الرئيس غير مستعد لتقديم استقالته في هذا التوقيت. اقتصاديا، نبه رجال أعمال ومستثمرون يمنيون الى ما سموه كارثة اقتصادية تهدد اقتصاد البلاد جراء توقف الإنتاج الصناعي والزراعي، وحالة الشلل التي تشهدها القطاعات الإنتاجية والخدمية بسبب انقطاع الكهرباء وارتفاع سعر الدولار وأزمة الوقود الحادة في العاصمة صنعاء وبقية مدن البلاد وحذر خبراء اقتصاديون مما وصفوه باستنزاف النظام لما "تبقى من نقد أجنبي في خزينة البنك المركزي لأنشطة الحزب الحاكم" في ظل غياب الرقابة وتعطل معظم مؤسسات الدولة نتيجة الفراغ الدستوري وكان مجلس الامن التابع للأمم المتحدة أعرب في بيان غير ملزم اصدره يوم الجمعة عن "قلقه العميق" ازاء "الاوضاع الامنية والانسانية المتردية" في اليمن. وانهى المجلس بذلك خلافا دام عدة شهور بين عدد من اعضائه حول الموقف الذي ينبغي ان يتخذه حول الاضطرابات التي يشهدها اليمن، حال دون اتخاذاه موقفا موحدا حيالها. يذكر ان الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية ما برحتا تحضان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على التنحي عن السلطة وتسليمها الى نائبه بموجب مبادرة طرحها مجلس التعاون الخليجي لحل الازمة التي دفعت اليمن الى حافة الحرب الاهلية. وما زال الرئيس اليمني يخضع للعلاج في مستشفى بالسعودية من الجروح التي اصيب بها في هجوم تعرض له في قصره في العاصمة اليمنية صنعاء الشهر الماضي. 5 (المصدر وكالات)