على الرغم من الشكوى المستمرة من الأندية الأوروبية من أجندة “الفيفا” المتخمة بالمباريات الدولية سواء الودية أو حتى الرسمية، إلا أن المؤسسة التي تدير شؤون كرة القدم حول العالم، تدرس إمكانية رفع عدد المباريات الودية الدولية التي يخوضها كل منتخب سنوياً من 12 إلى 17 مباراة، وهي المواجهات التي يتوقف خلالها أي نشاط كروي محلي أو قاري خاص بالأندية، من أجل عيون أجندة “الفيفا”. ويبدو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم بزعامة بلاتر يرغب في الوجود الدائم في قلب دائرة الضوء، من خلال دراسة وطرح الأفكار المثيرة للجدل، ومن خلال فرض أجندة مباريات دولية تجعل الملايين حول العالم أكثر اهتماماً بالتنافس بين المنتخبات أكثر من اهتمامهم ببطولات الأندية سواء المحلية أو القارية. ووفقاً لما ذكره تقرير صحيفة الجارديان البريطاينة، فإنه من المتوقع أن تشن الأندية الأوروبية الكبيرة حرباً لا هوادة فيها ضد “الفيفا”، بسبب هذه التوجهات، حيث تتسبب حمى المباريات الدولية سواء الودية أو الرسمية في إصابة اللاعبين بالإرهاق، وتعرضهم لإصابات يبتعدون على إثرها عن الملاعب لفترات طويلة، كما تتسبب في حرمان الأجهزة الفنية للأندية من الحصول على فرصة زمنية كافية لتدريب وإعداد اللاعبين، بسبب التشتت بين المباريات مع النادي ومع المنتخب، ولعل السبب الرئيس في معارضة فكرة “الفيفا” رفع المباريات الدولية الودية من 12 إلى 17، هو تضرر الأندية الكبيرة تحديداً، فهناك أندية مثل مان يونايتد، وأرسنال، وريال مدريد وبرشلونة على سبيل المثال، تملك عناصر دولية يتخطى عددهم ال 10، بل ال 15 لاعباً في بعض الأحيان، وفي فترة سابقة كان فريق تشيلسي لديه أكثر من 20 لاعباً دولياً يسافرون إلى شتى بقاع الأرض للانضمام إلى منتخباتهم، حينما يحل موعد المباريات والارتباطات الدولية. الكارثة التي تحاول الأندية الأوروبية الكبيرة في إنجلترا، وإسبانيا، وإيطاليا، وألمانيا، وفرنسا وغيرها من الدول التي تملك بطولات دوري قوية، وأندية تشارك في دوري الأبطال، وتصل إلى الأدوار المتقدمة فيها، تتمثل في أن اللاعب الدولي الذي ينتمي إلى تلك الأندية الكبيرة يواجه شبح خوض 86 مباراة في الموسم الواحد، ما بين بطولات الدوري، والكأس، ودوري الأبطال “البطولات القارية عموماً”، بالإضافة إلى عدد كبير من المباريات الدولية مع منتخب بلاده سواء ودياً دولياً، أو رسمياً دولياً، ويرتفع العدد إلى رقم مخيف من المباريات في الأعوام التي تشهد إقامة البطولات القارية للمنتخبات أو إقامة كأس العالم وتصفياته. وقد بدأت التحركات الفعلية من جانب رابطة بطولات الدوري الأوروبية للمحترفين في التحرك ضد “الفيفا”، خاصة أن مناقشة مشروع رفع عدد المباريات الودية الدولية من 12 إلى 17 لم تشمل أي ممثل للأندية الأوروبية أو أي تمثيل من دوريات القارة العجوز، وفي تصريحاته التي نقلتها صحيفة “الجارديان” قال السير داف ريتشاردز ممثل رابطة الأندية الإنجليزية في رابطة الدوريات الأوروبية: “الفيفا” كان مشغولاً طوال الأسابيع والشهور الماضية بالانتخابات والمشاكل الداخلية التي تسببت في موجة جدل كبيرة، والآن حان الوقت لمناقشة الأندية، وروابط دوري المحترفين في المخططات المستقبلية ل”الفيفا”، فالأندية هي المصدر الأوحد لتمويل المنتخبات، ومن ثم فإن تلك الأندية تتضرر كثيراً من مخططات وقرارات “الفيفا”، وباختصار الأندية هي خبز وماء كرة القدم حول العالم، ولدينا في الرابطة الأوروبية أكثر من 1000 نادٍ يجب الاستماع إلى مطالبهم ومناقشتهم في القرارات التي تخصهم، ولا تخص “الفيفا” بمفرده”. كما أبدت رابطة الأندية الأوروبية اعتراضها على مشروع “الفيفا” بزيادة 5 مباريات على الأجندة السنوية للمنتخبات، وأكد متحدث باسم الرابطة إن مثل هذا المشروع لا يمكن وصفه إلا بالغباء، فالمؤكد أن منتخبات العالم لا تحتاج لأكثر من 12 مباراة ودية دولية طوال العالم، بخلاف المباريات الرسمية التي تخوضها في التصفيات المختلفة، ومن ثم يجب مراجعة مثل هذه القرارات التي من شأنها تدمير كرة القدم، فهذا العدد الكبير من المباريات يقضي على مستقبل اللاعبين، ومن ثم يقضي على مستقبل اللعبة الشعبية الأولى في العالم. من جانبه رد المتحدث الرسمي ل”الفيفا” على شكوى الأندية وروابط الدوريات بقوله: “في الخريف المقبل من المتوقع أن يجلس السكرتير العام ل”الفيفا” مع ممثل عن كل اتحاد من الاتحادات القارية الست لمناقشة أجندة المباريات الدولية خلال السنوات المقبلة، و”الفيفا” على استعداد للاستماع إلى كافة الآراء والعمل على تنفيذ الرؤية التي تخدم مصلحة كرة القدم”. 3