قال شهود عيان ان الجيش السوري انتشر خلال الليل في مدينة حمص وذلك قبل صلاة الجمعة التي كانت ايذانا باشتداد الاحتجاجات على الحكم الشمولي خلال الاسابيع الخمسة الماضية. وسوف تختبر صلاة الجمعة أثر قرار الرئيس بشار الاسد يوم الخميس برفع حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ نحو 50 عاما وهل سيؤدي الى نزع فتيل السخط الشعبي على القمع والفساد. ويملك الرئيس الاسد الذي تدعمه عائلته وجهاز أمني مهيمن سلطة مطلقة في سوريا. وتقول جماعات حقوقية ان اكثر من 220 شخصا قتلوا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في 18 من مارس اذار في مدينة درعا الجنوبية. وجاء اعلان الرئيس السوري بالتصديق على قانون أقرته الحكومة هذا الاسبوع قبل ما سماه نشطاء "الجمعة العظيمة" والتي من المتوقع ان تخرج فيها المظاهرات في عدة مدن سورية بعد صلاة الجمعة. ويظل رفع حالة الطوارئ المستخدمة منذ استيلاء حزب البعث على السلطة عام 1963 في انقلاب عسكري في تبرير الاعتقالات التعسفية والاحتجاز بدون محاكمة وحظر كافة اشكال المعارضة مسألة رمزية مع وجود قوانين اخرى ما زالت تمنح أجهزة الامن القوية سلطات واسعة. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان ان الاسد "لديه فرصة اثبات نواياه بالسماح للاجتجاجات (يوم الجمعة) بأن تمضي قدما دون قمع عنيف." وقال جو استورك نائب مدير المنظمة في الشرق الاوسط "الاصلاحات لن يكون لها مغزى الا اذا كفت أجهزة الامن السورية عن اطلاق النار على المحتجين واحتجازهم وتعذيبهم." وقال ناشط حقوقي ان شاحنات تحمل الجنود ومركبات مجهزة بالمدافع الالية شوهدت على الطريق السريع بين دمشق وحمص وهي مدينة بوسط سوريا بدأت تتحول الى واحد من المراكز الجديدة للاحتجاجات في سوريا. وقام سكان بتنظيم دوريات في الاحياء بعد مقتل 21 شخصا بالرصاص قوات الامن ومسلحين يعرفون باسم الشبيحة يومي الاثنين والثلاثاء. وقال الشهود أيضا ان جنودا في مجموعات من خمسة تقوم بدوريات في شوارع حمص سيرا على الاقدام خلال الليل. وكانت شرطة الامن الذين يرتدون ملابس مدنية وشرطة الامن الذي يرتدون زيا مموها حاضرين أيضا. وقال تعليق كتب على صفحة على موقع فيسبوك www.facebook.com يديرها نشطاء ان المحتجين السوريين عازمون على مواصلة التظاهر السلمي وانهم مبتهجون لسقوط قانون الطوارئ الذي لم يرفع ولكنه اسقط. وقال ان المحتجين سيواصلون السعي نحو الحرية. وجاءت خطوة الغاء حالة الطوارئ بعد نمط صار معتادا منذ بدء الاضطرابات قبل شهر وهو التعهد باجراء اصلاحات قبل يوم من يوم الجمعة الذي تكون فيه المظاهرات في أقوى حالاتها والتي تعقبها حملة من الاجراءات الامنية الصارمة. واستخدمت اجهزة الامن السورية التي تهمين عليها الاقلية العلوية الرصاص والاجراءات الوحشية في قمع المحتجين. والقت السلطات باللوم في اطلاق الرصاص على المدنيين وقوات الامن على جماعات مسلحة ومتسللين ومنظمات سلفية اصولية. وهذه الاحتجاجات هي الاخطر منذ انتفاضة مسلحة قادها الاسلاميون عام 1982 وشملت مواطنين سوريين عاديين وعلمانيين ويساريين وشخصيات قبلية واسلاميين فضلا عن طلاب. وصمتت الدول الغربية والعربية تقريبا عن انتقاد الحملة الامنية القاسية لقمع المحتجين في سوريا خوفا من هز استقرار البلاد ذات الحدود مع اسرائيل ولبنان وتركيا والعراق وتقع في قلب العديد من الصراعات الاقليمية. 5