استشهد أحد منسوبي القنصلية السعودية في كراتشي صباح أمس، إثر إطلاق نار تعرّضت له المركبة التي كان يستقلها إبّان توجّهه إلى مقر القنصلية. وفيما استنكرت المملكة بشدة على لسان مسؤول بوزارة الخارجية، الحادث الإجرامي الذي تعرّض له حسن مسفر القحطاني أحد منسوبي القنصلية العامة للمملكة بكراتشي، والذي اغتيل غدراً وهو في طريقه للعمل. دان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس وزرائه سيد يوسف رضا جيلاني، الهجوم الإرهابي، معتبرينه حدثًا مؤسفًا للغاية. أما وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة، فقد وصف مغتالي القحطاني بأنهم «مجرمون». وقال في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: رحم الله الشهيد حسن القحطاني، الذي كابد الغربة خدمة لوطنه. من جهته، وصف سفير خادم الحرمين الشريفين في باكستان عبدالعزيز الغدير الشهيد القحطاني ب «شهيد الوطن». وأكد في إتصال هاتفي مع «المدينة» أن التنسيق جار وعلى مستوى عال مع الأجهزة الأمنية الباكستانية لمعرفة الجناة وتقديمهم إلى العدالة، مشيرا إلى أنه طلب من السلطات الباكستانية تشديد الحراسات على القنصلية السعودية بكراتشي والسفارة بإسلام اباد ومنسوبيهما. وأوضح الغدير أن الشهيد يعمل في القنصلية منذ 4 سنوات. وقالت الشرطة الباكستانية: إن أربعة مسلحين يركبون دراجتين ناريتين فتحوا النار على سيارة تابعة للقنصلية السعودية في كراتشي وتحمل لوحات دبلوماسية عند مرورها بأحد الأحياء الراقية، ما أسفر عن استشهاد القحطاني. ------------------------------------------------------------- والده وأقاربه: عزاؤنا في “استشهاده” ثمّن والد الشهيد حسن بن مسفر بن مهدي القحطاني، وأسرته، ومشيخ قبائل قحطان، البادرة الكريمة والاتصال المباشر من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل سمو وزير الخارجية، واتصال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير، والأمراء، وأصحاب المعالي الوزراء، والمسؤولين الذين بادروا بالاتصال وتقديم العزاء في استشهاد حسن. وقال: إن ولاة أمرنا عوّدونا على الاهتمام بأبناء شعبهم، فكلنا فداء للوطن. وأوضح الشيخ مسفر ل “المدينة” أنه كان يتابع الأخبار على إحدى القنوات الإخبارية، حيث ورد اسم ابنه على شاشتها، معتبرا أن تلك اللحظة كانت صدمة بالنسبة له، لكنه قال: إن عزاءه أن ابنه حسن استشهد وهو على رأس عمله وفى تأدية واجبه. وأبان أن الفقيد متزوج ورزق بطفلة قبل أربعة أيام فقط، مشيرا إلى أنه هاتفه مساء أمس، وأبلغه بأنه أقام لها عقيقة. وأكد والد الشهيد القحطاني لسمو وزير الخارجية أن الكبير أخ لهم والصغير ابن لهم، ومهما نقدّم فلن نوفيّ هذا الوطن العزيز وولاة أمره حقه. والشهيد حسن القحطاني من الأمواه ببلاد قحطان (190 كلم شرق منطقة عسير). من جهته، قال ل “المدينة” شيخ قبائل آل جبران الشيخ جار الله بن زهره: كلنا وما نملك فداء للوطن ولقيادته الحكيمة، وابننا استشهد وهو يؤدى واجبه، ونحمد الله على قضائه وقدره. أما ابن عمّ الشهيد ونسيبه حامد بن زهره فقد قال: إن الفاجعة كبيرة عندما تلقينا الخبر، لكن مايخفف مصابنا أنه استشهد وهو يؤدى واجبه، ونحسبه شهيدا عند الله. وأضاف : إنني ونيابة عن أسرة آل زهرة أتقدم بالشكر والعرفان لولاة الأمر على مشاعرهم الطيبة، وحرصهم على أبناء الوطن، فقد بادروا في الاتصال، ونحن وما نملك فداء لهم ولوطننا الغالي. شقيق زوجة الشهيد ظافر ابن دبيس، أوضح أن حسن -رحمه الله- قد رزق بمولودة قبل أربعة أيام، مشيرا إلى أن آخر اتصال كان مع الشهيد قبل يومين، كاشفًا أن حسن قد عمل قرابة 12 عاما، متنقلا بين عدد من سفارات المملكة في الخارج. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن ضابط شرطة باكستاني قوله: إن الموظف السعودي، تلقى رصاصة في رأسه، أدت إلى وفاته في الحال، مشيرا إلى أنه من السابق لأوانه تحديد الدافع وراء الاغتيال. ووقع حادث إطلاق النار بعد أيام من إلقاء مجهولين قنابل يدوية على القنصلية السعودية في المدينة ذاتها. ولم يصب أحد في ذلك الهجوم. وعبّر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن استنكار المملكة الشديد للحادث الذي وصفه ب «الإجرامي» والذي تعرّض له حسن مسفر القحطاني أحد منسوبي القنصلية العامة للمملكة بكراتشي، والذي اغتيل غدراً وهو في طريقه للعمل. وأكد أن وزارة الخارجية تقوم بمتابعة التحقيقات مع السلطات الباكستانية، كما طلب منها تشديد الحراسات على كل من القنصلية بكراتشي والسفارة بإسلام اباد ومنسوبيهما. وقام صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بالاتصال بوالد الفقيد وتقديم العزاء له ولأسرته، وأرسلت طائرة لنقل الجثمان إلى المملكة. إلى ذلك، دان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس وزرائه سيد يوسف رضا جيلاني بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف صباح أمس سيارة للقنصلية العامة السعودية بمدينة كراتشي، وأسفر عن استشهاد دبلوماسي سعودي. وأوضحت الإذاعة الباكستانية الرسمية أن القيادة الباكستانية، اعتبرت استشهاد الدبلوماسي السعودي في الهجوم الإرهابي حدثاً مؤسفاً للغاية، وأصدرت أوامر صارمة للقبض على الأيدي المتورطة وراء الهجوم بشكل فوري.