وافق مجلس الامن التابع للامم المتحدة في اقتراع يوم الخميس على فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا واستخدام "كل الاجراءات اللازمة" -وهو تعبير يجيز العمل العسكري- لحماية المدنيين في مواجهة القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. وأيدت القرار عشر من الدول الخمس عشرة الاعضاء بالمجلس في حين امتنعت عن التصويت خمس دول منها الصين وروسيا والمانيا. ولم تصوت أي دولة ضد القرار الذي تبنته فرنسا وبريطانيا ولبنان والولاياتالمتحدة. كما علق مجلس الأمن عضوية ليبيا. وكانت اعلنت مصادر دبلوماسية فرنسية ان غارات جوية محددة الاهداف قد تشن ليل الخميس الجمعة على مواقع للجيش الليبي، فور موافقة الاممالمتحدة على استخدام القوة. وقال مصدر قريب من الملف طالبا عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس، "قد تشن غارات ابتداء من هذه الليلة او غدا الجمعة". من جانبهم، اكد دبلوماسيون فرنسيون طلبوا ايضا التكتم على هوياتهم، "فور تبني القرار يمكن البدء بأعمال عسكرية في الساعات التالية". ويمكن ان تبدأ هذه الغارات في اطار عملية تقوم بها فرنسا وبريطانيا وقطر والامارات العربية المتحدة، كما اوضح مصدر قريب من الملف، وقد تعذر تأكيد هذه المعلومة على الفور من مصادر اخرى. واخيرا، يمكن ان تعقد قمة ثلاثية حول ليبيا تضم الاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والجامعة العربية، ابتداء من السبت في باريس، كما قال المصدر نفسه. وفي 11 اذار/مارس، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئيس الحالي لمجموعة الثماني ومجموعة العشرين، انه يريد عقد هذا الاجتماع في اقرب وقت. ويصوت مجلس الامن الدولي بعد ساعتين على مشروع القرار الجديد لمجلس الامن حول ليبيا ينص على اتخاذ "كل التدابير الضرورية" لحماية المدنيين، ما عدا قوة احتلال، كما ذكر دبلوماسي الخميس. الا ان مشروع القرار الذي يفترض ان يطرح للتصويت ليس جامدا ويمكن ان يتطور تبعا للمفاوضات التي يجريها السفراء في الاممالمتحدة، كما اضاف هذا الدبلوماسي. وتوجه وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس الى نيويورك "لتأمين التصويت في اسرع وقت ممكن" على قرار من شأنه ان يتيح استخدام القوة ضد قوات معمر القذافي، كما اعلنت وزارته. واضافت الوزارة ان "المشروع الذي وزعناه على الاعضاء الاخرين في مجلس الامن يتطلب وقفا فوريا لاطلاق النار في ليبيا ويجيز للدول اتخاذ التدابير الضرورية لحماية المدنيين المهددين وخصوصا في بنغازي". وقالت الوزارة ان "هذه الاجراءات تستجيب طلبا للجامعة العربية لحماية الليبيين وتستبعد اي قوة احتلال للبلاد". وتابعت ان "مشروع القرار ينص ايضا على اقامة منطقة حظر جوي وفرض عقوبات جديدة على نظام القذافي". وقال وزير الخارجية الفرنسي ان فرنسا وشركاءها يستعدون للتحرك بمجرد موافقة مجلس الامن على مشروع القرار المتعلق بفرض حظر جوي فوق ليبيا. وسيكون من الممكن شن غارات محددة الاهداف اعتبارا من ليل الخميس الجمعة على مواقع للجيش الليبي بمجرد الحصول على موافقة من الاممالمتحدة باستخدام القوة كما افادت مصادر قريبة من الملف ودبلوماسيون فرنسيون. وقالت مصر الخميس انها لن تشارك في أي تدخل عسكري في ليبيا وذلك بعد اعلان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان مشاورات تجري بشأن مشاركة عربية. وقالت منحة باخوم المتحدثة باسم وزارة الخارجية المصرية "مصر لن تكون من بين هذه الدول العربية. لن نشارك في اي تدخل عسكري." وكانت باخوم ترد على تعليقات لكلينتون التي زارت مصر قبل توجهها الى تونس حيث تحدثت عن دور عربي محتمل. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي ان اي تدخل يمكن ان يشمل فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة ودولة عربية أو أكثر. وقال يحيى المحمصاني مندوب جامعة الدول العربية في الاممالمتحدة الخميس ان دولتين عربيتين على الاقل قالتا انهما ستشاركان في فرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا مضيفا أن الامارات وقطر "قد" تكونان من بين المشاركين. وفي تطور منفصل قالت البعثة الاميركية من خلال صفحتها على موقع تويتر ان التصويت سيكون على الارجح الساعة الثالثة والنصف بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة (19:30 بتوقيت غرينتش). وقال دبلوماسي في مجلس الامن ان التصويت قد يكون في موعد متأخر عن ذلك. هددت ليبيا الخميس باستهداف الملاحة الجوية والبحرية، المدنية والعسكرية، في منطقة حوض المتوسط ردا على اي عمل عسكري اجنبي ضدها. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الليبية "ان اي عمل عسكري خارجي ضد ليبيا سيعرض جميع الملاحة الجوية والبحرية في البحر المتوسط للخطر وستصبح كل السابلة، المدنية والعسكرية، اهدافا للهجوم المضاد الليبي". واضاف الناطق الذي نقلت تصريحه وكالة الانباء الرسمية اوج "ان حوض البحر المتوسط سيصبح في خطر شديد ليس على المدى القصير ولكن ايضا على المدى البعيد". 3