أقدم 20 شابًا من العاطلين عن العمل بمدينة سيدى عمار التى تقع فى شمال شرق الجزائر على الانتحار برمى أنفسهم من أعلى عقار بالمدينة احتجاجًا على رفض الجهات المسئولة منحهم عقود عمل. وقالت صحيفة "البيان" الإماراتية إن هذا المشهد المأساوى أثار استياء وتذمرًا شديدين فى صفوف السكان الذين أبدوا تضامنًا مع هؤلاء الشباب. وسارعت قوات الحماية المدنية وعناصر الأمن الوطنى لمنع تنفيذ هؤلاء الشباب لعملية الانتحار. وكانت الجزائر شهدت قبل أيام احتجاجات كبيرة بسبب ارتفاع الأسعار، أسفرت عن مقتل ثلاثة متظاهرين، وإصابة أكثر من 800 معظمهم من عناصر الشرطة، لكنها سرعان ما خمدت بعد إعلان الحكومة تخفيضات كبيرة فى أسعار المواد الاستهلاكية. وكان الرئيس الجزائري بوتفليقة قد تعهد الأسبوع الماضي بتوفير وظائف والسماح بمزيد من الحريات الديمقراطية ورفع حالة الطواريء المستمرة منذ 19 عاما، في مسعى على ما يبدو للحيلولة دون امتداد الانتفاضات التي تشهدها تونس ومصر إلى بلاده المصدرة للنفط. إلا أن ذلك فشل في تهدئة ائتلاف من هيئات المحتمع المدني وبعض النقابات العمالية والأحزاب الصغيرة التي استلهمت الاحتجاجات في مناطق أخرى في العالم العربي وتسعى لتحدي حظر مفروض لتنظم مسيرة احتجاجية في العاصمة في 12 فبراير. ولا تدعم النقابات الرئيسية في الجزائر المسيرة الاحتجاجية المزمعة كما لا يدعمها حزب جبهة القوى الاشتراكية ولا الأحزاب الاسلامية المحظورة منذ مطلع التسعينات لكنها ما زالت مؤثرة. من جانبه، قال حسين زهوان رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان إن الجزائر بحاجة لثورة وليس فقط رفع لحالة الطوارئ. وأضاف لرويترز أن الجزائر بحاجة الى بناء مؤسساتها وبحاجة الى مرحلة انتقالية تستمر 18 شهرا مع اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية حرة ونزيهة. 3