هل الإيجابية في الحياة هي نتاج التربية التي يتلقَّاها الإنسان في البيت أو المدرسة أو المحيط بوجهة نظرك؟! لشك إنّ الإنسان يتأثّر بمحيطه فهذا أمر طبيعي . فإذا كان المحيط يتَّسم بالإيجابية فإنّه يأخذها منه . وإذا كان سلبياً فيكون هنا التحدّي أكبر نتيجة الصعوبة التي يواجهها . عزيزي القارئ.. تقول (آنا فرويد) العالمة النمساوية في مجال علم النفس: الاشياء لا تبدو دائما كما نريدها عليه أن تكون فكل ما علينا فعله هو المحاولة واكتشاف أنفسنا. في هذا الجانب قال بعض المفكرين أنّ التفكير الإيجابي هو ما يجعلك تمتلك القدرة على إدراك الأُمور وأبعادها بشكلٍ أوسع . ويمنحك أيضًا السيطرة على الكثير من ردود الفعل مما يجعلك تتصرف بحكمة وعقلانية . فأعلم أخي رعاك الله .. أن الإيجابية فنٌّ يتمثَّل بترجمة ما نفكِّر فيه إلى مواقف وتصرُّفات تحمل القليل من السلبية تجاه نفسك والاخرين أيضًا. وهناك قصة جميلة يسعدني أن أذكرها لكم في مقالي هذا: يحكى أنه كان هناك رجل كادح ويعمل بجدّ في بيع قماش الشراع إلى أصحاب المراكب الشراعية سنوياً في المدينة. وفي سنة من السنوات قص الرجل كميه كبيره من الأقمشة حسب ما يطلبه أصحاب السفن وذهب به إلى مكان تجمعهم ليبيعها ويكسب رزقه. إلا أن المفاجأة كانت هنا! فقد وصل الرجل إلى المكان . ووجدهم جميعاً يشترون من أحد تجار الأقمشة بسعر قليل جداً . وهي صدمة كبيرة له ثم جلس الرجل على طرف الطريق وبدأ يفكّر بمشكلته ويحاول إيجاد طريقة لحلها وفي تلك الأثناء كان الناس وأصحاب المراكب يمرّون من أمامه ويزعجونه بكلماتٍ سيئة ويعتبرونه مبالغ في أسعاره حتى قال له أحدهم: خذ هذه الأقمشة واصنع منها (ملابس وارتديها) . وهنا انتبه صاحب الأقمشة إلى هذه الجملة، ولم يعتبرها جملة عابرة وبالفعل ذهب إلى منزله وصنع من أقمشة المراكب جاكيتات و سراويل ثم حملها إلى السوق وعرضهم وأصبح ينادي بطريقة تسويقيّة جميلة. فبدأ الناس بالإقبال عليه وباع كلّ الملابس صنعها، فهي كانت مصنوعة من قماش مميز يتحمل الظروف الصعبة. ولاحظ أن الناس طلبوا منه مزيداً من الملابس وفكر أن يضيف عليها إضافات كالجيوب وهذا مما جلب اهتمام المزيد من سكان المدينة والصيادين. وهكذا باع كل بضاعته وصارت صناعته للملابس مطلوبة على مدى العام مما زاد ربحه . وهكذا استطاع التاجر تحويل سخرية الآخرين وظروفه الصعبة إلى فكرة إبداعيّة خلّاقة. أخي القارئ.. أن العقل مثل حديقة إما ان تزرعها بورود الأمل والتفاؤل أو تتركها تمتلأ لوحدها بشوك اليأس والتشاؤم .