بعض الأدباء تستهويهم حياة الترف.. يحبون المال ليصرفوه في اقتناء ما يرون أنه مهم بالنسبة لهم.. والبعض الآخر.. لا يهتم إلا بما ييسر شؤون حياته اليومية.. عن الفئة الأولى قال سومرست موم: من الناس من يحتقر الممتلكات ويزعمون أن الفنان ينبغي ألا يشغل باله بها. وقد يكون رأي هؤلاء صائباً، ولكن الفنانين أنفسهم لا ينظرون هذه النظرة ولم يقبل أيّ منهم مختاراً أن يعيش في الملاحق التي يلذ لمعجبيه أن يروه فيها. وكثيراً ما انتاب الفنانين الإفلاس بسبب إسرافهم في التبذير وهم إلى ذلك مخلوقات تقتات من الخيال، ولا بدّ من أن تستهويهم الدور الأنيقة والخدم الذين يسهرون على راحتهم والسجاد الثمين والرسوم البديعة والرياش الفخمة.. والمكتبة الكبيرة.. والملابس الفاخرة. إن الترف عند الفنان ما هو إلا نوع من اللهو وداره وأراضيه وسياراته ولوحاته عبارة عن ألاعيب تداعب خياله.. إنها تذكارات مرئية لسلطانه لا تدخل في صميم سموه الجوهري. وعن الفئة الأخرى التي تحب الزهد قال برنارد شو: إنه يحب الاكتفاء بكتب من المكتبة العامة وقلم وورق وغرفة يكتب فيها.. وأكد أن الأديب حتى لو أفلس فلديه ثروة باقية.. هي الكتب والأوراق والأقلام تمنحه الإحساس الجميل بالحياة.