قصيدة الحبر الجرداء

ثلاثة رماح في قلبي..
هذي هي أغنياتي الأخيرة..
هذا هو نشيد الانكسار
***
يا طيوري الزرقاء المهاجرة
إنك باردة كالصقيع
تذكرينني بالليل والأثداء المحتقنة في الخريف
بنوافد القرى المطفأة..
وبكاء الجنود في المدن الغريبة.
***
لقد انتهيت
الدخان يتصاعد من قلبي
يا أجواء الحبر الجرداء
أما من غيمة عابرة؟!
أما من عرزال صغير على سفوح الألم؟
أنام على الشوك وينامون على الحرير
أكتب عن المرأة والنجوم والشهوة
وأعشق فضلات الشوارع
لقد سئمتك يا بيروت
يا سرطاناً من الحرير
لا المرأة ولا الحرية
لا الشرف ولا المال
يزيل هذا اليأس عن قلبي
دعيني أحتضر فوق الجبال
دعيني أرفرف كالنسر بين الأقوام
***
وأنتم يا أعدائي وأحبابي
يا من تقرءونني فوق السروج والصهوات
يا من تقتاتون على حزني كالكلاب الضارية
سأقذف هذا القلم إلى الريح
سأدفنه كالطائر
بين الثلوج البيضاء
وأمضى على فرس من الحبر
ولن أعود..
محمد الماغوط