كان العالم و الفيلسوف سقراط يجلس بين تلاميذه،وكانوا ينهلون من علمه ويسألونه و يناقشونه في مواضيع مختلفة،وهو يجيب ويصحِّح ويقيِّم، وبينما هم كذلك إذ دخل عليهم رجل يلبس أثمن الثياب، وسيم الوجه، وذو طلّة ملفتة،ولكنَّه كان يمشي بطريقة يملؤها الغرور والمباهاة بشكله ولبسه.كان الرجل يمشي باتجاه سقراط , فنظر إليه سقراط ، وأطال النظر ،فقال له سقراط جملته الشهيرة التي أصبحت مثلاً ( تكلم حتى أراك ) كانت كالصفعة الموجعة على وجه ذلك الرجل المتباهي بلباسه وشكله.. من الصعب اللحاق بالآخرين ، وإجبارهم على محبتنا ، والتواجد معنا والأجدر من ذلك : أن نمتلك مميزات ونقدم أعمالاً تجعل الناس يرغبون بقربنا...من طبيعة البشر أنهم يحبون قرب الشخصية المتميزة المنتجة ،أصحاب المهارات الخاصة ، والأفكار المضيئة ، والقدرات المذهلة ....فكلما زاد إتقانك لعملك ،ارتفعت ثقتك في نفسك ، ووثق فيك الاخرين... كلنا نلاحظ كيف يهتم الناس ، بالطبيب المتميز ، أو المعلم القدوة يستشيره طلابه في كل أمور حياتهم .... حتى في الحرف والصناعات المتنوعة ، لاتذهب الا للحلاق المتميز ، الذي تثق به، ولانعطي جوالتنا إلا المتخصص في التكنولوجيا ، والهواتف الذكية....هؤلاء نجحوا بسبب توفيق الله لهم ، ثم جهدهم والذي حمل الكثير من الخطوات والعثرات ، والمحاولات المستمرة حتى حققوا أهدافهم..لذلك إذا أردنا أن ترتفع منزلتنا ، ويعلو شأننا ، علينا بتطوير ثقافتنا ،والمحافظة على مظهرنا الخارجي ، فهو يعطي الانطباع الأول ... ولا نهمل الأسلوب اللبق ، وأن تكون صاحب روح مرحة وطاقة سعيدة، تظهر التقدير والاحترام للآخرين ، وتثق بنفسك ، وإلا ستجد نفسك محرجاً أمام سقراط آخر يقول لك تكلم حتى أراك ...